في عالم كرة القدم يشكل قائد الفريق والذي يمنح شارة الكابتنية الربان الماهر الذي يستطيع أن يوصل السفينة إلى شاطىء الأمان دون الاصطدام بالشعب المرجانية وتمزيق السفينة تارة هنا واخرى هناك هكذا هي سمات الكابتن الشاطر المنفعل من الداخل جهد وعطاء والهادىء من الخارج لكن في الفترة الأخيرة أصبحت شارة الكابتنة على الرصيف (عفواً) على خط الجير خط الستة في مقاسات ملاعب الكرة، الكل يضعها على قميصه مجرد موضه ليس إلا وعلى ذات الصعيد ايضا اختفى في ملاعبنا الحارس الشجاع السوبر ستار ولدينا 12 نادياً في دوري الاضواء لا يوجد في شكيمتهم سوى اثنين هما زايد والدعيع عدد قليل جداً مع قرب موعد اعتزال الدعيع وازاء هاتين الظاهرتين أردنا أن نعرف المزيد من التفاصيل من أهل الاختصاص الذين عاشوا فترة ظهور عمالقة الكابتن وحراس المرمى واندثارهم في ذات الوقت. فكانت البداية مع المدرب الوطني يحيى عامر (الولد الشقي) كما اطلقت عليه الصحافة الرياضية ابان تألقه مع الأخضر في حقبة زمنية مضت (سنة أولى كأس آسيا) فقال الموهبة لا تصنع بل تصقل ولاعبو الجيل الماضي كانت لهم صولات وجولات ورحلوا ورحلت معهم جماهيرهم وهذا شيء متعارف عليه ومُسلم به في دروب الحياة، واذا تحدثنا عن الشارة الكابتنية فالموضوع يحتاج الى عدة نقاط أبرزها بلاشك قوة شخصية اللاعب ومدى قبوله عند اللاعبين وان يكون هو الأميز اداء وخلقاً ويحمل سجلاً تاريخياً يؤهله ان يحظى بحمل الشارة ويصبح كلامه مسموعاً بين زملائه وهو الوحيد الذي يستطيع ان يدافع عن زملائه وفق الصلاحيات الممنوحة له مع حكام كرة القدم ليس كما يحدث حالياً أي خطأ تجد كل لاعبي الفريق بما فيهم حارس المرمى في وجه الحكم وبالتالي تكون قرارات الحكم عكسية قد تضر بمصلحة الفريق في أي لحظة غضب أو انفعال عن تصرف لاعب ومن وجهة نظري ان الكابتن لابد وأن يعطى صلاحيات أفضل وأوضح أمام زملائه اللاعبين ويكون له دور حتى مع الادارة والجهاز الفني والاداري ويسهل مهمة زملائه اللاعبين ويشارك في حل مشاكلهم مع الادارة أو المدرب. أما الجانب الآخر حراس المرمى هذا المركز بالذات يحتاج إلى موهبة فوق العادة. ففي أقل من ثانية قد يتصرف (صح) وينقذ مرماه وقد يحدث العكس ويعتبر الحارس الجيد نصف الفريق ويبعث الاطمئنان لمدافعيه وغيابهم عن المستويات وندرتهم طبعاً ينذر بانهيار في خطوط الدفاعات مهما كانت قوتها، كرة القدم جماعية وارد فيها الخطأ أمام مساحات المرمى. وأرى أن تبحث الأندية عن حراس مرمى في المدارس والأنشطة الرياضية المختلفة في كافة الألعاب مثال الدورات الرمضانية التي تحظى بأكبر شريحة من الشباب بالدواري القوية والتي قد يظهر فيها أكثر من لاعب ولن يكلف مجيئه للنادي إلا بتقديم الفانلة له بدلاً من التركيز على لاعبين من أندية أخرى وبمبالغ طائلة ومستوياتهم معروفة ولن يقدموا أي جديد. كما شارك الدولي (صمدو) عملاق دفاع الأهلي السابق عامر في رأيه وقال اننا في الماضي كنا نعتبر الكابتن هو المدرب الحقيقي في ملعب المباراة ونحترم توجيهاته ونستفيد من آرائه وهو لاعب مهم ومؤثر وغيابه يعني الكثير من حيث العامل النفسي سيما في المباريات الكبيرة. وأضاف صمدو ان شارة الكابتن مسئولية وشرف يجب على أي لاعب أن لا يقبلها إلا اذا شعر أنه ليس قادراً على تقديم ما يتطلب منه الموقف وان لا يجازف بناديه في لحظة غرور وطمع من أجل أن يشعر بالتميز ليس إلا، واعتبر صمدو أن في الفترة التي كان هو فيها في الملاعب أن صالح النعيمة هو أفضل كابتن مر على الملاعب الرياضية. وعن الحراس أشار عبدالعزيز صمدو ان وجود اثنين أو ثلاثة بشكل جيد يعتبر معقولاً في عالم شح المواهب الرياضية وأتمنى التركيز على الوجوه الشابة فالحراس الاوائل وان لا يضع الناس من اين اتوا هل من البراعم اما الاعتماد على الاسماء القديمة؟ لا يفيد الاندية وستظهر المعاناة عند الاصابات للحارس الاساسي واستغرب صمدو بعض الاندية الكبيرة التي لا يوجد فيها سوى حارس واحد يلعب طول الموسم دون منح الفرصة لزميله الذي يسكن في مقاعد الاحتياط وهذا من وجهة نظري خطأ يحتاج الى اعادة نظر وتدخل من ادارات الاندية لاتهام المدربين بضرورة وجود أكثر من حارس في مستوى واحد في الفريق. وفي ذات السياق قال عميد المدربين الوطنيين القدير خليل الزياني أن الحديث عن الكابتنية يطول ويطول فالشخصية الكارزمانية هي الافضل في هذا المجال الشخصي الذي يتمتع بقبول القرار لدى زملائه والمؤثر في بعض المناسبات يعرف كيف يتدخل في الوقت المناسب ويضع النقاط فوق الحروف. ولدينا لاعبون جيدون في حمل شارة الكابتنة وان كان في السابق كان النعيمة هو الأبرز. واعتبر ابوابراهيم أن اختفاء بعض النجوم الكبار في حراسة المرمى قد يعود للاصابات المتلاحقة نظراً لصعوبة مواقعهم وتعرضهم للاصابات بشكل دائم، واشاد في ذات الوقت بالوجوه الشابة حالياً. واستشهد بالانجاز الذي حققه الدولي عميد لاعبي العالم محمد الدعيع وزميله زايد في المشاركة الأخير المونديالية. ومن جانبه أشار لاعب الاتحاد الدولي السابق محمد السويد ان شارة الكابتنة مسئولية ليس من السهل ان نعتبر كل لاعب كابتناً، فالموضوع له عدة جوانب أهمها أن يكون تاريخه الرياضي يشفع له وخبرته بأن يتولى المهمة الصعبة جداً وأن يكون مقبولاً لدى زملائه اللاعبين وحتى الجماهير ويعطى صلاحيات واضحة وله رأي مسموع في ناديه. وأضاف السويد ان النعيمة هو الأبرز وأفضل من حمل شارة الكابتنة نظراً لتميزه في الكابتنية ليس مع ناديه الهلال وانما ابان وجوده مع المنتخب. وبين السويد ان غياب نجومية حراس المرمى لها أسباب كثيرة مثال عدم اتاحة الفرصة للمواهب والاستمرار على الأسماء المعروفة فترات طويلة وبالتالي ستحضر المنافسة بين اثنين أو ثلاثة على مدى موسم كامل. وطالب من الأجهزة الفنية المشرفة على الأندية البحث عن حراس شباب واعطاءهم الفرصة بشكل طويل كرة القدم أن تصل الى بهرج الأضواء وتتسنم المجد أن تكمل رحلة الألف ميل. أما أن يستمر الوضع على ما هو عليه لن يظهر المبدعون وسيطول الانتظار والترقب لولادة نجم بمواصفات عالمية.