أكد معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة أن المملكة العربية السعودية تنفق ما معدَّله 3.5 4% من الناتج المحلي العام على الإغاثة الخارجية، والمعدَّل الدولي في حدود 1%، وقد احتلَّت السعودية المرتبة التاسعة بين الدول المانحة لعام 1428ه/2007م، وكانت قد احتلَّت المرتبة الحادية عشرة لعام 1427ه/2007م، وبلغ الإنفاق لعام 1428ه/2007م ما يزيد عن (1.000.000.000) دولار، ليضاف إلى (88.000.000.000) دولار مجموع المنح السعودية التراكمي. كما أكد معاليه زيادة التبرُّعات للعمل الخيري بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م بما يمثل 60% عن السنة التي أعقبت تلك الأحداث، فقد كانت التبرُّعات للجمعيات الخيرية المحلية قد وصلت إلى (1.000.000.000) ريال سنة 1421ه/2000م، وزادت إلى (1.600.000.000) ريال للسنة التي تلت تلك الأحداث. وبدليل الزيادة المضطردة في أعداد الجمعيات والمؤسسات الخيرية، بحيث وصلت (485) جمعية ومؤسسة خيرية. وبدليل زيادة إعانات الدولة للجمعيات الخيرية (200%)، بحيث وصلت إلى (300.000.000) ريال سنويًّا. وزيادة إرساليات الإغاثة السعودية للمناطق المنكوبة. جاء ذلك في المحاضرة التي نظمتها الجامعة الإسلامية مساء الثلاثاء 17/3/1429ه ضمن برنامجها الثقافي وكانت بعنوان : ( العمل الخيري الإسلامي في ضوء التحديات المعاصرة ) وفيها أوضح معالي الدكتور النملة أن التحديات التي تواجه العمل الخيري الإسلامي على قسمين رئيسيين : فهناك تحدِّيات داخل العمل الخيري نفسه ثم داخل المجتمع المسلم، وأخرى خارجة عن العمل الخيري ، وأشار إلى أن التحدِّيات الخارجة عن العمل الخيري متوقَّعة في ضوء الاستمرار في الحروب غير المسوَّغة، وما تخلِّفه من آثار بعيدة المدى من حيث الضرر المباشر كالفقر واليتم والعجز والأمراض الظاهرة والباطنة، ووجود ما لا يقلُّ عن (100.000.000) لغم يتربّص بالأبرياء، 80% منها في البلاد الإسلامية، ووجود أكثر من (90.000) لغم أرسلت للعراق منذ نشوب الحرب الأخيرة فيها سنة 1424ه/2003م. هذا بالإضافة إلى تنامي الكوارث »الطبيعية« كالجفاف والفيضانات والزلازل. ووجود ما لا يقلُّ عن خُمس العالم (واحد من خمسة) يجوعون يوميًّا، ولا يزيد دخل الواحد منهم عن دولار واحد (حوالي 3.75 ريال) باليوم الواحد. ويقدَّر عدد هؤلاء (8.000.000) نسمة. والتحدِّيات الخارجية الموجَّهة إلى العمل الخيري الإسلامي متوقَّعة في ضوء تنامي الإسلام واستمرار انتشاره، ووجود حال من التصدِّي الأجنبي لهذا التنامي بدافع الخوف من الإسلام Islamophobia وأنه أضحى الخطر الأول بعد أفول الشيوعية وتفتيت الاتِّحاد السوفييتي راعي الشيوعية، إذ يدخل مفهوم الخوف من الإسلام ضمن منظومة السعي إلى الحدِّ من انتشاره، بما يصل إلى اتِّهام الجهود الخيرية بتمويل الإرهاب، بحيث أضحت الجمعيات الخيرية الموجَّهة إلى الخارج في عيون أولئك منظَّماتٍ إرهابيةً. وذكر معالي الدكتور علي النملة أن التحدِّيات داخل العمل الخيري على ضعفها بالمقارنة بالتحدِّيات الخارجة عنه فإنَّ لها في النفس وقعًا ومنها : تنمية الموارد المالية، فلا يزال هذا الموضوع يشغل همَّ العاملين في المجال الخيري يُذكَر أنَّ موارد العمل الخيري الإسلامي الموجَّه للخارج تكاد لا تزيد عن (10.000.000.000) دولار في العام الواحد، بينما تتخطَّى التبرُّعات للكنيسة للسنة 1429 2008م (390.000.000.000) دولار، حسب النشرة الدولية للتنصير، وسيكون دخل الإرساليات الأجنبية العالمية (23.000.000.000) دولار. ومن التحدِّيات داخل العمل الخيري ما يدخل في البعد الإداري من حيث التعامُلُ مع المستفيدين والمستفيدات من منطلق ضعف الثقة، وكثرة التحايُل، مما أدَّى إلى جعل الإجراءات الإدارية غاياتٍ لا وسائلَ ، وكذلك دخول غير المستحقِّين للعون بين المستحقِّين له، واختلاط الأمر على المنفِّذين، بل ربما دخل شغل غير المستحقيِّن مكان المستحقِّين. يثبت هذا توفير (136.000.000) ريال خلال شهر صفر 1429ه عادت للمستحقِّين من خلال إسقاط غير المستحقِّين في الضمان الاجتماعي في هذا العام الذين بلغ عددهم (9.753) حالة تمَّ استبعادُها، وأضاف الدكتور النملة من التحدِّيات داخل العمل الخيري زيادة أعداد المستحقِّين للعمل الخيري، في ضوء الموجة العالمية لغلاء الأسعار، وفي الوقت نفسه تحوُّل بعض السلع من الكمالية إلى الضرورية، وكذا ضعف تفعيل مفهوم التطوُّع الفردي، ومن ثمَّ ضعف العمل التطوعي المؤسَّسي ، وضعف وضعف مفهوم الوقف العام أو الخيري في المجتمع المسلم إلى الآن ، وضعف مفهوم (اذهب واحتطب وبع)، والاقتصار في تقديم الخدمة على البذل المباشر، مما رسَّخ مفهوم ثقافة العطايا أو الأعطيات المباشرة من نقد وعين، فأوجد هذا الأسلوب في البذل قدْرًا من الاتِّكالية، والعزوف عن بذل الجهد في الكسب الحلال من خلال العمل والكسب باليد . هذا وقد استضافت الجامعة بعض طلاب دار التربية الاجتماعية بالمدينة وفي نهاية المحاضرة تم تكريمهم بهدايا مناسبة .