رفضت روسيا مشروع قرار جديدا من مجلس الأمن الدولي بشأن جورجيا قدمته فرنسا، وعزت ذلك إلى أنه لا يشير بالتحديد إلى النقاط الست الواردة في خطة سلام وافقت عليها موسكو وتبليسي. وقال السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين إن مشروع القرار الفرنسي لا يشير إلا إلى نطقتين تتعلقان بانسحاب القوات الروسية من جهة والجورجية من جهة أخرى. كما انتقد تشوركين مشروع القرار كونه يتعارض مع ما وصفها روح اتفاق السلام لأنه ينص على الانسحاب (الفوري) للقوات الروسية. وأشار إلى أن الاتفاق ينص على انسحاب القوات الجورجية إلى المواقع التي كانت تشغلها ثم الانسحاب التدريجي للقوات الروسية من الأراضي الجورجية مترافقا مع اتخاذها إجراءات أمنية إضافية) في أوسيتيا الجنوبية، بانتظار وضع آلية دولية. ولم يبين الدبلوماسي الروسي ما إذا كان سيستعمل حق النقض على النص في حال طرح على التصويت، مع تحذيره من أن طرحه على التصويت سيكون (مضيعة للوقت). وينص مشروع القرار المقتضب جدا -الذي قدمته فرنسا باسم الدول الأوروبية وبدعم الولاياتالمتحدة- على (الاحترام الكامل والفوري لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته الأطراف) و(الانسحاب الفوري للقوات الروسية إلى خلف الخطوط التي كانت تتمركز عليها قبل اندلاع الأعمال الحربية وعودة القوات الجورجية إلى مواقع تمركزها الاعتيادية). وقبل ساعات من رفضها مشروع قرار مجلس الأمن رفضت روسيا أيضا الموقف الصادر عن الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) من الأزمة الجورجية وقالت إنه سيؤثر على علاقات الطرفين. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بموسكو إن الموقف الذي تبناه الناتو في بيان (غير موضوعي ويعكس انحيازا)و(ستكون له تداعيات)، مضيفا أن الحلف أخذ الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي (تحت حمايته) ووصف نظام الأخير (بالمجرم) و(المفلس). وعن انسحاب القوات الروسية من ثلاث مدن جورجية إستراتيجية احتلتها بعد اجتياح قوات جورجيا لأراضي إقليم أوسيتيا الجنوبية، قال لافروف في رد غير مباشر على الغرب إنه سيستغرق ما بين ثلاثة أيام وأربعة. وبذلك أكد لافروف ما ذكره الكرملين نقلا عن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف من أن الانسحاب من جورجيا سيكتمل الجمعة القادم 22 أغسطس الجاري. وكان بيان صادر عن وزراء الناتو بعد اجتماع طارئ لهم ببروكسل أشاروا فيه لإقامة لجنة تشاورية مع جورجيا تمهيدا لضمها للحلف وإرسال 15 خبيرا لتقييم الأضرار الناجمة عن الحرب. لكنهم لم يتخذوا إجراءات تصعيدية إزاء روسيا، مكتفين بالقول إن العلاقات معها لن تعود إلى طبيعتها قبل الانسحاب الكامل من أراضي جورجيا، والتأكيد على أن هذه الأزمة أضرت بالعلاقات مع موسكو.