تذكرت وأنا اقرأ كلمة الصديق الوفي الدكتور عصام خوقير بهذه الصحيفة، هذا البيت من الشعر: وذو الشوق القديم وإن تعزى مشوق حين يلقى العاشقينا فقد كنت في إجازة أمضيها في القراءة فقط كمتعة مريحة وكنت احسبها ستطول بعد أن طالت مدة العمل وكل الساعد وطال شوق النفس والعقل والقلم إلى الراحة. وكنت اقرأ كل ما تكتبه الصحف المحلية كعادتي من قبل وتبعاً لذلك كنت اطلع على ما يكتب بها عن الصحافة في عهديها الماضي والحاضر أو بتعبير آخر.. صحافة الأفراد وصحافة المؤسسات. ولم تؤثر في نفسي حملات بعض من في نفوسهم شيء على صحافة الأفراد لسبب أو لآخر بل كنت استقبلها بالرضا والاطمئنان إذ كان رصيدي من آراء الآخرين يكفي لمحو كل أثر لاسند له إلا هوى النفس وعمى الغرض. وكان المنصفون من الناس يقولون لي: دعهم وما يقولون فحسبكم من أداء الواجب ان اقتحمتم أنتم الأفراد كما يسمونكم ميدان الصحافة مشياً على الشوك يوم كان اصدار صحيفة نوعاً من المغامرة التي قد تؤدي إلى الإفلاس أو إلى السجن أما الآن وقد وجد بين أعضاء المؤسسات الصحفية من يذكر أصحاب الصحف السابقين بخير فقد طابت نفسي أكثر وعاودني يقيني أن الدنيا مازالت بخير. أما اولئك الذين ظلمونا بما قالوا وعادوا فزادوا فإننا نترك حسابهم على الله.. وبعد فلا يظن أحد أننا أعداء المؤسسات أو خصومها أو من الحانقين عليها.. واعتذارنا عن الاشتراك فيها لم يكن اعلاناً للحرب عليها كما يظن بعض الناس وهو في الوقت نفسه لم يكن بحال من الأحوال تخليا عن الرسالة أو نكوصاً عن الهدف أو فراراً من الميدان. وإنما كان ذلك مجرد رأي شخصي هدفه التريث ريثما يستبين المنهج، ويتعين الاتجاه وتتضح معالم الطريق حتى إذا ظلت رسالة الصحافة وأهدافها هي الرسالة التي نؤمن بها والهدف الذي نسعى إليه وضعنا يدنا في أيدي القائمين عليها وسرنا معاً على الطريق ونحو الهدف بصرف النظر عن الوسائل.. وأخيراً .. فتحية وشكر أزجيهما إلى الدكتور الصديق واعجاب وتقدير أراه جديراً به ليس مني وحدي بل من كثير من قرائه.. على جهره بالحق في وقت تلاشى فيه صوت الحق أو كاد. سياستنا المائية سياستنا التي نتبعها في توفير المياه لمكة وهي البحث عن عيون جديدة لشرائها وضمها إلى ما نملك من عيون حتى إذا نضبت أو أوشكت رحنا نبحث من جديد.. هذه السياسة هل تسير في الطريق الصحيح؟! أم أنها في حاجة إلى إعادة نظر؟! في رأيي أنها سياسة أشبه بالمسكن يأخذه مصدوع الرأس فيفيق مؤقتاً ولكنه لايلبث أن يعاود الصداع كلما ذهب مفعول المسكن ففي غمرة العطش أو نقص الماء نرتمي كالملهوف على أي عين من العيون فنشتريها لنسد حاجتنا الملحة العاجلة أما التفكير في مدى سد هذه الحاجة وإلى متى؟! فهذا ما يأتي متأخراً جداً بعد النضوب أو قبله بقليل، انني لست من خبراء المياه ولكني اعتقد أن في البلاد من ابنائها من يمكن الاستفادة من خبرتهم ولو على سبيل إنارة الطريق للخبراء القادمين من الخارج. أما الاعتماد على الخبراء القادمين من الخارج.. خبراء الأنهار والعيون الدافقة والمنابع الثرة وحدهم فهذا ما سبق أن نبهنا إلى أضراره وأخطاره من قبل.. فهل يسمعني الصديق الشيخ ماجد فيروز فيحاول الاستفادة من الخبرات المزدوجة؟! وهلا يرى معي أن وزارة الزراعة وإدارات العيون تعملان في اتجاهين متناقضين الأولى تسعى إلى انعاش الزراعة والأخرى تعمل جاهدة على تحويل المزارع إلى هشيم تذروه الرياح؟!. وهل صحيح ما يردده بعض العارفين من أن المحافظة على منسوب مياه عين زبيدة يقتضي استمراراً في تنظيف مجاريها ويتريح منابعها ورفع نتائج (الهجم) الذي يعتديها دائماً وأن فرقة كاملة كان هذا عملها الدائب قد الغيت من ملاك إدارة العين؟!. وهل صحيح أيضاً أن وادي نعمان مغمور بالمياه التي لاتحتاج لأكثر من حفر بئرين أو ثلاثة لتؤدي نتائج أحسن من شراء العيون؟!. أم أن هذه وتلك مجرد تخمينات وظنون؟!. الغرفة التجارية تساءل بعض الكتاب عن السر في عزوف تجار مكة عن ترشيح انفسهم في عضوية مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمكة والذي يبدو أن المتسائلين لم يقرأوا نص الاعلان والشروط المطلوبة ممن يرشح نفسه للعضوية ولم يقارنوا بينها وبين الشروط المطلوبة لعضوية غرفة جدة فمن شاء أن يعرف السر فليراجع الإعلانين المنشورين بالصحف من غرفة مكة وغرفة جدة ويقارن بين الشروط. أما الذين اقترحوا حلاً لهذه الأزمة وهو دمج الفرقتين بمكةوجدة في غرفة واحدة فانني اؤيد رأيهم واقترح أن تسمى الغرفة التجارية للمنطقة الغربية وتشمل مكةوجدة والطائف والمدينة على أن يكون لها في كل مدينة مكتباً يرتبط به تجارها ويكون مرجعهم في كل الشؤون وواسطة الاتصال بينهم وبين مجلس الإدارة بجدة. فما هو رأي السادة تجار مكة في هذا الاقتراح؟!. قرائي الأعزاء هذه أول محاولاتي للعودة إلى الكتابة تحقيقاً لرغبة الكثيرين منكم ممن غمروني بحبهم وتشجيعهم وأرجو أن تتاح لي فرص الكتابة على صفحات الندوة بأسلوبي المعتاد..!. أما إذا فرض علي أسلوب خاص فسأسكت ثانية وأمري وأمركم إلى الله.