أكد الدكتور شامي عبدالله عجيان العجيان الأستاذ المساعد بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى بأن إصلاح ذات البين من أعظم الأمور وأجل القربات لله عز وجل التي تجلت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم. وبين د. العجيان خلال أمسية قدمها ضمن فعاليات مهرجان الملتقى والذي ينظمه مركز حي الهجرة وبطحاء قريش التابع لجمعية مراكز الأحياء والمقام بمواقف كدي بمكةالمكرمة بأن الإصلاح بين الناس عبادة عظيمة يحبها الله سبحانه وتعالى، مشيراً إلى أن المصلح هو ذلك الذي يبذل جهده وماله ويبذل جاهه ليصلح بين المتخاصمين. وأضاف بأن الإسلام دين عظيم يتشوّف إلى الصلح ويسعى له وينادي إليه ويحبّب لعباده درجته، مشيراً إلى أن الخلاف أمر طبيعي لا يسلم منه أحد من البشر وهذا ما يؤكد على أهمية الصلح. وبين بأن الخصومة قد تقع بين الزوجين وتشتد حتى يكون الطلاق نتيجتها، ويكون الأولاد ضحيتها، ولئلا تبلغ الخصومة بين الزوجين هذا المبلغ فإن الشارع الحكيم سبحانه شرع الصلح بين الزوجين، وأمر بتحكيم حكمين من أهلهما للقضاء على الخصومة، وإزالة أسباب التوتر والشقاق، والحفاظ على استقرار الأسرة، وسلامة الأولاد، مبيناً بأن الإسلام جاء بإصلاح ذات البين، وأوصد الطرق المؤدية إلى فسادها، وأمر المسلمين بالإصلاح بين المتخاصمين، كما حث المتخاصمين على قبول أيِّ مبادرة للصلح وفض النزاع والشقاق، وإنهاء القطيعة. وأكد د. العجيان على أهمية أخلاقيات الإصلاح بين الناس التي يتأدب بها المصلح ومن أعظمها إخلاص النية لله فلا يبتغي بصلحه مالاً أو جاهاً أو رياء أو سمعة وإنما يقصد بعمله وجه الله، كما يجب أن يتحرّى العدل ليحذر كل الحذر من الظلم، مشيراً إلى أنه يجب أن يكون الصلح مبنياً على علم شرعي وحبذا أن يتشاور العلماء في ذلك وأن تدرس القضية من جميع جوانبها وأن يُسمع كلام كل واحد منهما. وأشار إلى أنه حري بمن هو قريب من المتخاصمين أن يسعى بالصلح فيما بينهما، ولو أن يقترح وضع بعض الدين أو تأجيله أو تقسيطه، فإن كانت الخصومة بين شركاء أزال أسبابها، أو سعى في فض شراكتهما بالعدل، فإن كانت الخصومة بسبب إرث سعى في قسمته وفق شرع الله تعالى، وإن كانت بسبب وصية جور رفع الظلم وصحح الخطأ وما من خصومة إلا لها أسبابٌ إن سعى المصلح في إزالتها زال الشقاق، وحلَّ مكانه الوفاق. من جهة أخرى تتواصل فعاليات مهرجان الملتقى والذي يُعد من أكبر المهرجانات هذا العام حيث يتضمن العديد من الفعاليات المتنوعة مثل ملتقى المكيات وملتقى الشباب وقرية الصغار وخيمة التسوق ومدينة الألعاب والدورات التدريبية وعروض التحدث والإثارة والحفلات الإنشادية والمسابقات. جدير بالذكر إلى أن المهرجان الملتقى (ملتقى الشباب - ملتقى المكيات) والذي ينظمه مركز حي الهجرة وبطحاء قريش التابع لجمعية مراكز الأحياء بمكةالمكرمة بمواقف كدي يقام بموافقة وإشراف وكيل أمارة منطقة مكةالمكرمة رئيس المجلس الفرعي لجمعية مراكز الأحياء بمكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري.