وصل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس إلى الخرطوم للقاء الرئيس السوداني عمر حسن البشير، ليطلعه على الخطة العربية للتعامل مع مذكرة التوقيف التي أصدرها مدعي محكمة الجنايات الدولية بحق البشير. وأكد موسى أنه سيعرض على البشير خطة عمل اتفق عليها وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم بالقاهرة، ولكنه رفض الكشف عن مضمونها قبل مناقشتها مع الرئيس السوداني. وأوضح أحمد بن حلي الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بالجامعة العربية أن الخطة تتضمن عددا من الأفكار والإجراءات للتعامل مع القضية، وأنها تتضمن جوانب سياسية وأخرى قانونية برزت بعد مشاورات مكثفة للأمين العام مع عدد من القانونيين العرب. وأشار بن حلي من جهته إلى أنه سيسافر إلى أديس أبابا لحضور اجتماع أفريقي في نفس الشأن، وقال موسى في تصريحاته التي سبقت الإشارة إليها (سوف ننسق مع الاتحاد الأفريقي وسنواصل الاتصال بالأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) وبعدد من المرجعيات الدولية الكبيرة لتبادل بعض المقترحات للتعامل مع هذا الموقف الخطير). ورفض وزراء الخارجية العرب تسييس مبادئ القانون الدولي أو استخدامه في الانتقاص من سيادة الدول، في إشارة إلى مذكرة توقيف للمدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو تستهدف الرئيس السوداني عمر حسن البشير لاتهامه بارتكاب إبادة جماعية بدارفور. واستنكر الوزراء في ختام اجتماعهم الطارئ بالقاهرة مساء السبت (أي محاولات لتسييس مبادئ العدالة الدولية واستخدامها في الانتقاص من سيادة الدول ووحدتها وأمنها واستقرارها ورموزها الوطنية). كما طالبوا مجلس الأمن الدولي بتوخي الحذر الشديد في التعامل مع الأوضاع في السودان في المرحلة المقبلة، وعدم إتاحة الفرصة لأي طرف أو عمل أي إجراء يؤدي إلى تقويض جهود التسوية السياسية لأزمة دارفور. وأعلن الوزراء في البيان الصادر عقب اجتماعهم تضامنهم الكامل (مع جمهورية السودان في مواجهة أي مخططات تستهدف النيل من سيادته ووحدته واستقراره). وشدد الوزراء أيضا على (أهلية القضاء السوداني)، باعتباره (صاحب الولاية الأصيلة في إحقاق العدالة) بشأن التحقيق فيما يحصل في دارفور. وانتقد الوزراء العرب ما وصفوه بالموقف غير المتوازن لأوكامبو، و قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في مؤتمر صحفي في ختام الاجتماعات (لاحظنا في التقرير أن هناك عدم توازن، فلم يصدر شيء عن حركات التمرد وما قامت به). ورحب القيادي في حزب المؤتمر الوطني السوداني الحاكم ربيع عبد العاطي بالقرارات التي اتخذتها الجامعة العربية خاصة ما يتعلق بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي، وأشار إلى أن الخرطوم راضية تماما عن موقف الجامعة العربية الذي اعتبره (مشرفا). وكان محمود علي يوسف وزير خارجية جيبوتي رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء خارجية العرب قد اعتبر في الجلسة الافتتاحية للاجتماع -الذي حضره 14 وزيرا بالإضافة إلى العديد من وكلاء الوزارات ومندوبين دائمين- أن الدعوة إلى إجراء المحكمة الجنائية (سابقة خطيرة في تاريخ التعامل مع رؤساء الدول).