نوه معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله للمؤتمر العالمي للحوار الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي ويبدأ أعماله يوم غدٍ الأربعاء بمدريد. وقال معاليه في تصريح صحفي أمس بمكتبه في مقر المؤتمر بمدريد (إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين تحظى بدعم كبير من المجتمع الإسلامي لأنها تأتي تعبيرا صادقا عن التوجه السائد بين أوساط العلماء والمفكرين الممثلين للأمة الإسلامية الذي طرحوه في مؤتمر مكةالمكرمة). وأضاف أن الدعم الرئيسي الذي وجده المؤتمر من خادم الحرمين الشريفين أسهم بشكل كبير في تجاوب المشاركين مع هذا المؤتمر وتلبية دعوة الرابطة في إقامته واصفا هذا التجاوب بأنه تجاوب كبير من جميع المدعوين والمهتمين بموضوع الحوار حيث وصل عدد المشاركين في المؤتمر إلى أكثر من 170 مشاركا حرصت الرابطة على أن تكون الدعوة للمشاركة في المؤتمر للشخصيات المتميزة في المجالات الدعوية والفكرية وفي المجال الديني والحواري والعلاقات العالمية وكان التركيز في الدعوة على الشخصية ذاتها ولم ينظر للجهة التابعة لها أو الدولة التي يتبع لها مؤكدا أن جميع المشاركين في المؤتمر لا يمثلون جهات سياسية أو حتى مؤسسات معينة كما أنه روعي في اختيار الشخصيات أن تكون معنية بالحوار وتتسم بالحرص على مستقبل الإنسانية وتجاوز الكثير من العقبات والمشكلات التي تهم العالم أجمع. وتابع الدكتور التركي يقول (إن اختيار مدريد للمؤتمر جاء لأنها تمتلك إرثا تاريخيا كبيرا في التعايش بين الثقافات والديانات والشعوب وكان لها في عهدها الإسلامي حينما كان المسلمون هنا إسهام كبير في نقل الحضارة والثقافة الإسلامية للعالم الغربي وفي التأثير على الكثير من الحضارات والثقافات الغربية ونحن حريصون في هذا المؤتمر على أن نؤسس كما كان الأمر في مؤتمر مكةالمكرمة لمنطلق عالمي حيث كان يركز على الجانب الإسلامي واهتمامه في الرؤية المشتركة بين المسلمين وفي هذا المؤتمر سيركز على الشيء الذي تتفق عليه الثقافات وأتباع الديانات بعيدا عن الخلافات الدينية أو الخلافات السياسية وسيضع أسساً لمنطلق اللقاءات التي تأتي في المستقبل إن شاء الله). وأكد معاليه أن البحث ليس في القضية العقائدية ولكن البحث في القواسم المشتركة التي يتفق عليها الناس حتى لو لم يكونوا أصحاب دين موضحا أن آلية اختيار الشخصية جاءت بناء على إسهاماتها وتأثيرها في مجتمعها وأن يكون لها إسهام سابق في الحوار. وقال معالي الأمين العام الربطة العالم الاسلامي (إن هذا المؤتمر عالمي وإذا نشرت قراراته وتوصياته فسيفيد الجهات المعنية بالحوار كما ستكون هناك متابعة واتصالات في هذا الشأن وسيحدد المؤتمر لجنة متابعة أو فريق عمل متخصص في هذا الموضوع للنظر فيما سيتم في المستقبل). وحول استفادة مؤتمر مدريد من المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي عقد في مكةالمكرمة أكد معاليه أن هذا المؤتمر عقد بناء على دعوة خادم الحرمين الشريفين التي اعتمدها المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار في مكةالمكرمة الذي وضع رؤية وإستراتيجية معينة للحوار حيث سيحضر في هذا المؤتمر عدد من العلماء المسلمين من مختلف الدول الإسلامية وأكثرهم ممن شارك في مؤتمر مكةالمكرمة. وعن إقامة المؤتمر العالمي للحوار بشكل دوري أوضح معاليه أن هذا الأمر سابق لأوانه آملا أن تكون هناك أعمال مستمرة سواء كانت مؤتمرات أو لقاءات أو ندوات في مناطق عديدة من العالم كما أن أي جهة في العالم تهتم بالحوار ستستفيد من هذا المؤتمر وسيمتد نشاطه إلى مختلف المؤسسات والجهات المعنية بالحوار ولذلك فإنه يشارك في هذا المؤتمر أتباع الرسالات الإلهية والثقافات والحضارات في مختلف دول العالم والمؤسسات المعنية بالحوار بشكل عام. وأوضح معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أن هذا المؤتمر فرصة للمسلمين لإبراز مالديهم في الإسلام من رؤى تسهم في حل مشكلات البشر وفي نفس الوقت الجهات الأخرى لديها رؤى ومفاهيم عالمية وتجارب مما يتيح للجميع الاستفادة من تجارب بعضهم في الأمور التي تهم مصالح البشرية.