عقد وزراء الثقافة العرب أمس اجتماعهم للدورة 18 الذي تستضيفه مملكة البحرين بالعاصمة المنامة عاصمة الثقافة العربية لعام 2012م تحت رعاية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين . ورأس وفد المملكة في الاجتماع معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة . وفي بداية الافتتاح ألقى الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني كلمة رحب فيها بأصحاب السمو والمعالي وزراء الثقافة العرب وأعضاء الوفود وممثلي المنظمات والاتحادات العربية والدولية ناقلاً تحيات الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين وسمو رئيس مجلس الوزراء وسمو ولي العهد . وأوضح أن عاصمة الثقافة العربية لعام 2012م المنامة كانت ولا زالت على مدى الأزمان واحة أمن وأمان ونقطة تلاق وتعانق للحضارات والتعايش السلمي بين أتباع المذاهب والأديان ونموذجًا حيًا للتنوع والحميمية بين الأمم والطوائف المختلفة التي تعيش في هذه البلاد ، مشيرًا إلى أن الثقافة البحرينية منتجة ومتميزة . ولفت الشيخ خالد آل خليفة النظر إلى أن مملكة البحرين قطعت شوطاً كبيرًا خلال المشروع الإصلاحي للملك حمد بن عيسى آل خليفة ، مبرزًا حضور العاصمة البحرينية كوجهة مفضلة على خارطة السياحة . عقب ذلك ألقى وزير الثقافة والفنون القطري رئيس الدورة السابعة عشر الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري كلمة أصحاب المعالي الوزراء ، رحب فيها بالجميع في مستهل أعمال الدورة الثامنة عشر من هذا المؤتمر الذي يعد امتدادًا لجهود ثقافة عربية متميزة تسعى بكل الجد والإخلاص لتحقق الرؤية الثقافية المشتركة ، مشيرًا إلى ما حققته الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010م من انجازات مميزة . وقال:(إن من ثمرات الدورة السابعة عشر التأكيد على اعتبار القدس تراثاً عربياً محتلاً لا يجوز السماح للمحتل اليهودي الغاصب أن يقدمه للعالم كإرث تراثي إسرائيلي وضرورة تنسيق الجهود العربية للمشاركة الفاعلة في مختلف المناشط الثقافية العالمية والانضمام للمواثيق والاتفاقيات الدولية في الشأن الثقافي ليكون الصوت العربي في الأندية الثقافية العالمية جهيرًا). عقب ذلك ألقت الشيخة مي آل خليفة وزير الثقافة في مملكة البحرين رئيسة الدورة الحالية كلمة نقلت فيها تحيات جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد وتمنياتهم الصادقة بنجاح المؤتمر الذي ينعقد ضمن فعاليات المنامة عاصمة الثقافة العربية 2012م . وأبرزت الشيخة مي الفعاليات الثقافية العربية التي احتضنتها البحرين على مدى عام ومكانتها الحضارية والثقافية للتواصل الحضاري والعمل الثقافي المشترك ، مؤكدًا أن الثقافة أثبتت على الدوام طاقتها الخلاقة باعتبارها جسراً للتواصل والفهم المشترك وفي التعبير العميق عن وجدان البشر وفي إحاطتها بالتعابير والرموز الإنسانية المشتركة ، مشيرة إلى أن الحوار بين روافد الإبداع وتفاعلاتها هو السبيل المفضي إلى بلورة رؤية عربية مشتركة في حقل الثقافة على قاعدتها يمكن أن يكون للعرب كلمتهم في عالم يتجه رغم كل التحديات والمعوقات إلى التنوع والتعدد . وأضافت أن دور الثقافة يتعزز في العصر الراهن بوصفها حاملة لقيم الحوار والثقافة والتسامح ونبذ العنف والتطرف والتعصب بشتى أنواعه . وفي ختام كلمتها أوضحت أن أعمال المؤتمر ستتناول العمل الثقافي المشترك بين الدول العربية والتواصل مع الثقافات العالمية الأخرى. ثم ألقى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة كلمة رحب فيها بأصحاب السمو والمعالي والحضور ، معرباً عن شكره لوزيرة الثقافة بمملكة البحرين الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على كرم الوفادة ، مهنئًا إياها بافتتاح مبنى مسرح البحرين الوطني وكذلك رئاستها الدورة الثامنة عشر لمؤتمر وزراء الثقافة العرب. كما أعرب الوزير عبدالعزيز خوجة عن الشكر والتقدير لوزير الثقافة والفنون والتراث بدولة قطر الدكتور حمد الكواري على رئاسته للدورة المنصرمة وبذله الجهد الرائع في خدمة الثقافة العربية. وقال:(أنتم تحملون هموم الأمة العربية وتتدارسون تطلعات أجيالها الأدبية والثقافية خاصة في هذا الظرف الدقيق والمنطقة تمر بجملة هائلة من التحولات الكبرى مما يلقي علينا عبئا ثقيلاً في تضييق الفجوة بين هذه التحولات والتحديات عالمية وإقليمية وبين الحركات الاجتماعية التي يشهدها عالمنا العربي مما بات معه أخذ الثقافة على نحو استراتيجي في إدارة قضايا مجتمعنا ومتغيراتها وكذلك في سياسات دولنا الخارجية وفعالياتها خاصة وقد أصبح اعتناء الثقافة العربية بتراثها الحضاري وتواصل مجتمعاتها مع الثقافة العالمية).