جميل ما نراه كل يوم من مشاريع في منطقتنا الغربية متمثلة في توسعة شوارع واقامة كبارٍ ومنشآت معمارية ، انها معزوفة سيمفونية حضارية قادمة قائد أوركسترتها (شاعر) ذو ذوق راق وحس مرهف يسعى أن يسطر ما يحمله وجدانه من مشاعر وطنية إلى تجسيده في لوحة خلابة شاعرية تعكس رونقها على بنية المنطقة الغربية. وأعني به أمير منطقة (مكةالمكرمة المحبوب) سمو الأمير خالد الفيصل ، وإن كان من مطالب للمزيد من هذه النهضة المعمارية المباركة فيا حبذا لو يتم اقامة مدن مصغرة لا يقل عددها عن اثنتين احداهما شمالاً والأخرى جنوباً ولا تقل مساحة كل منهما عن عشرين كيلو مربعاً في كل من (مكةالمكرمة) (ومدينة جدة) ومدينة الطائف على غرار مدينة (الرحاب) بالقاهرة ، مدن مصغرة تلبي احتياجات ومتطلبات الحياة العصرية لشبابنا وشاباتنا الذين سدت في وجوههم منافذ الترويح عن النفس على أ ن تضم هذه المدن مطاعم ومقاهي وملاهي أطفال وأحواض سباحة للاطفال وبحيرات اصطناعية ذات مراكب شراعية تعبر عبر أنفاق جبلية بجانبها مسطحات عشبية ونوادي ثقافية ومعارض للرسم والفنون التشكيلية وجنينة حيوانات وملاعب تنس وبيج بونج ومولات بداخلها سوبر ماركت وملابس ومجوهرات تقليدية وقطارات مصغرة تحمل زوار هذه المدينة لتمكنهم من رؤية هذه المنشآت العصرية على أن يكون لهذه المدن بوابات أربع محكمة الرقابة من قبل جهات أمنية وأن تكون هناك تذاكر تحمل قيمة دخول رمزية تصرف عائداتها على المصروفات الخدمية وبذلك نفتح آفاق عمل لشبابنا المكدس في المنازل والمولات والمقاهي ومن لهم مسؤوليات عائلية ومن ثم ندخل البهجة والسرور على قلوب أطفالنا وشبابنا وشاباتنا ونعطي إيحاء للآخرين لمن يزورون هذه المدينة بأن لدينا مدن تساير متطلبات العصر الحديث فما نشاهده في العطلات المدرسية والمواسم الصيفية في تدفق جماهيري قادم من المنطقة الوسطى والمنطقة الجنوبية على مدينة جدة لوجود البحر ومدينة (درة العروس) مما يترتب على هذا التدفق الجماهيري من ازدحام مروري بالشوارع وازهاق أرواح بريئة لهؤلاء القادمين الباحثين عن ما يروح عن أنفسهم من عناء الواجبات الدراسية والمشاكل الحياتية فليس كل رب أسرة لديه الإمكانات المادية التي تتيح له الذهاب هو وأفراد أسرته إلى خارج المملكة. كما أنني أعتقد جازماً أن مثل هذه الفكرة ما هي إلا مطروحة على أجندة أمير هذه المنطقة صاحب الفكر النير والحدس الإلهامي والنظرة الاستباقية والأدرى بما تتمنى اقامته الجموع الشبابية في عصر المستجدات الحضارية الملحة. والله ولي التوفيق.