ارتفع زوار سوق عكاظ في نسخته السادسة (1433ه 2012م)، بنسبة 44 في المائة مقارنة بنسخته الخامسة (1432ه2011م)، وبلغوا 256.088 زائراً بمعدل 25.609 زائر يومياً أنفقوا 21 مليون ريال، خلال مدة فترة السوق في محافظة الطائف من 24 شوال إلى الرابع من ذو القعدة 1433ه.وتسلم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس مجلس التنمية السياحية رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ تقرير أعده مركز المعلومات والأبحاث السياحية “ماس”, التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار، تحت عنوان “الإحصاءات السياحية لسوق عكاظ 2012م”، من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة. ويقدم تقرير (ماس) الذي يوضح (قياس الأثر الاقتصادي لسوق عكاظ 2012م) بيانات إحصائية مفصلة عن أعداد الزوار، وخصائصهم وأغراضهم من الزيارة، ومصادر معلوماتهم عن السوق، كما تضمن بيانات إحصائية أخرى تشمل عدد الليالي التي قضاها الزوار في محافظة الطائف، ونوع السكن المستخدم، ومتوسط الإنفاق، وتقييم الزوار للسوق، واقتراحاتهم لتطويره في السنوات المقبلة. ويهدف التقرير المبني على تحليل البيانات الإحصائية التي جمعها فريق ميداني من الباحثين، إلى تقدير أعداد الزوار بأسلوب علمي دقيق، والتعرف على خصائص وطبيعة الزوار، وتقييم الفعالية من وجهة نظر الزوار، والتعرف على آراء الزوار ومقترحاتهم، وتزويد الهيئة لشركائها في تنظيم أنشطة وبرامج سوق عكاظ بتقرير عن السوق. حصل سوق عكاظ على تقييم إيجابي من غالبية أفراد العينة، خصوصاً لجهة مستوى التنظيم إذ أبدى 76 في المائة رضاهم عن هذا الجانب، تلاه تنوع الأنشطة وملاءمتها للأسرة ب 73 في المائة، ثم تعامل المشاركين والمنظمين ب 72 في المائة، فيما أكد 71 في المائة رضاهم أيضاً عن سهولة التنقل داخل موقع السوق، كما عبر 66 في المائة عن رضاهم تجاه موقع السوق وسهولة الوصول إليه، و61 في المائة لمناسبة موعده. وتبعاً لذلك، أفاد من 96 في المائة من أفراد العينة أنهم (بالتأكيد) سيحضرون إلى سوق عكاظ في حال تنظيمه مرة أخرى، أما الذين أفادوا بأنهم (بالتأكيد أو ربما) لن يحضروا فكانت نسبتهم 2 في المائة فقط تقييم الخدمات تضمن التقرير تقييماً إجمالياً لخصائص السوق والخدمات المصاحبة له، إذ حصلت الخدمات المصاحبة للمهرجان على تقييم إيجابي من غالبية أفراد العينة، وبلغ متوسط التقييم الإجمالي 3.6 درجات من خمس درجات. وحصل نظام الأمن والسلامة في مقر السوق على أعلى تقييم ب 77 في المائة، تليهما اللوحات الإرشادية بنسبة 67 في المائة، الإضاءة في مقر المهرجان ب 61 في المائة، خدمات ذوي الاحيتاجات وكبار السن ب 57 في المائة، مواقف السيارات 53 في المائة، أماكن خاصة بالجلوس 53 في المائة، توفر المصليات من حيث المساحة والتجهيزات 51 في المائة. 25 من مكةالمكرمة أوضح التقرير المبني على إفادات عينة عشوائية قدموا من خارج محافظة الطائف أن زوار سوق عكاظ قدموا مما يزيد على 50 وجهة من مختلف مناطق المملكة ومن خارجها، مع أكثرية واضحة لمن قدموا من مكةالمكرمة بنسبة 25 في المائة، ومن محافظة جدة بنسبة 21 في المائة. وفيما يخص الغرض من الزيارة، نوه التقرير إلى أن 67 في المائة من زوار السوق حضروا إلى محافظة الطائف لزيارة السوق فقط، فيما كان غرض 13 في المائة هو زيارة الأهل والأصدقاء، وستة في المائة قدموا للترفيه والسياحة، بينما جاء أربعة في المائة منهم بهدف العمل. وأفصح التقرير عن أن أكثر أيام سوق عكاظ كثافة في عدد الزوار كان يوم الخميس الموافق 4 ذو القعدة 1433ه ، إذ بلغ عدد زوار السوق في ذلك اليوم 35.664 زائراً، تلاه يوم الأربعاء الموافق الثالث من ذو القعدة 1433ه، بعد أن وصل عدد الزوار فيه إلى 32.780 زائر. الصحف والتلفزيون كشف تقرير “ماس” عن أن الصحف والتلفزيون مثّلت للزوار أكثر وأهم المصادر التي استقى منها أفراد عينة الإحصاء معلوماتهم عن سوق عكاظ، بنسبة 20 في المائة لكل منهما وبإجمالي 40 في المائة، ثم الأصدقاء بنسبة 13 في المئة، ثم المجلات بنسبة 10 في المائة، تليها الإذاعة بنسبة 10 في المئة، والإنترنت بنسبة 7 في المائة، وأخيراً اللوحات الإعلانية بنسبة 7 في المائة. ولفت التقرير إلى أن ما يزيد على 72 في المائة من أفراد العينة قد حضروا إلى السوق برفقة أسرهم، فيما حضر 20 في المائة من أفراد العينة مع أصدقائهم، وبلغت نسبة الذين حضروا بمفردهم 8 في المائة. ليلتان وشقق مفروشة ذكر 49 في المائة من أفراد العينة أنهم قضوا يوماً واحدا “بدون مبيت” في محافظة الطائف، وقضى 21 في المائة ليلتين في المحافظة، وبات 13 في المائة ثلاث ليال، و10 في المائة ليلة واحدة فقط، فيما بقي تسعة في المائة أكثر من ثلاث ليال في الطائف، وبلغ المتوسط العام لعدد الليالي التي قضاها أفراد العينة في هذه المحافظة ليليتن. وعن نوع السكن المستخدم، بين الإحصاء أن 50 في المائة من أفراد العينة سكنوا في وحدات سكنية مفروشة، فيما أقام 20 في المائة في منازل أصدقاء وأقارب لهم، وبلغت نسبة الذين أقاموا في سكن خاص بهم 15 في المئة، و14 في المائة في الفنادق. 40 للتسوق أفاد التقرير أن المتوسط العام للإنفاق اليومي للفرد الواحد من أفراد العينة بما في ذلك المجموعة المرافقة له بلغ 828 ريالاً أي بمعدل 207 ريالات للشخص الواحد، ومثّل الإنفاق على التسوق ما يقارب 35 في المائة من متوسط الإنفاق اليومي، وعلى وجبات الطعام 20 في المائة، وعلى الإيواء 18 في المائة، فيما بلغت نسبة الإنفاق على المواصلات 14 في المائة من إجمالي متوسط الإنفاق اليومي. مناسبة الأسعار رأى غالبية زوار سوق عكاظ أن أسعار الأنشطة والخدمات المقدمة كانت مناسبة، حيث ذكر 57 في المائة من عينة الإحصاء أن تكلفة النقل والمواصلات في محافظة الطائف كانت ملائمة، فيما رصد 66 في المائة ارتفاعاً في أسعار الأنشطة الترفيهية. ورأى 58 في المائة من الزوار المستطلعة آرائهم أن أسعار الأكل والشرب كانت ملائمة أيضاً، ولاحظ 82 في المائة زيادة في أسعار التسوق، فيما اعتبر 76 في المائة أن أسعار الإيواء سجلت ارتفاعاً مقارنة بالعام الماضي. سياحة الطائف أورد التقرير تقييماً للسياحة في محافظة الطائف بشكل عام، إذ أشار 67 في المئة من إجمالي أفراد العينة إلى أنها ممتازة، وأوضح 22 في المئة منهم أنها جيدة جداً، وذكر 10 في المئة أنها جيدة، وبلغ متوسط التقييم الإجمالي 4.6 درجات من خمس درجات. وقدّم التقرير عدداً من الاقتراحات التي أوصى بها الزائرون لتطوير السوق، وتمثل أبرزها في زيادة وتنويع البرامج الترفيهية للمهرجان، زيادة مدة السوق، توفير المطاعم التي تتميز بالجودة العالية، أن تكون فترة إقامة السوق أثناء الإجازات الرسمية، زيادة وتحسين إنارة مقر السوق، الاهتمام بجودة الخدمات الصحية. كما طالب الزوار في توصياتهم بتصميم برامج وأنشطة خاصة بالأطفال والنساء، مراقبة أسعار الخدمات، زيادة مساحة مقر السوق، توفير مواقف للسيارات قريبة من مقر إقامة السوق، زيادة المنتجات التراثية الخاصة للبيع، توفير سيارات خاصة لكبار السن، ومشاركة الزوار في ركوب الخيل والهجن، توسيع الطرق المؤدية إلى مقر السوق، توفير صرافات آلية للنقود، وزيادة الحملات الإعلانية، وزيادة فعاليات الفلكور الشعبي. أفراد العينة شكل الإناث 44 في المائة من إجمالي العينة التي تم استطلاع آرائها، وكانت غالبيتهم من المواطنين بنسبة 98 في المائة، كما بلغت نسبة المتزوجين 82 في المائة، وبلغ متوسط الأعمار 24 عاماً، وشكل 46 في المائة من أفراد العينة من حملة الشهادة الجامعية فيما 33 في المائة من حملة شهادة الثانوية العامة، ومان 45 في المائة من موظفي القطاع الحكومي و15 في المائة من موظفي القطاع الخاص. مستقبل السوق وصف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار تقرير (ماس) أنه يقدم صورة شفافة عن مستقبل سوق عكاظ، كواحد من أهم المناسبات الثقافية، والاقتصادية، والسياحية في المملكة، مشيرا إلى أن سوق عكاظ يتطور مرحلياً عاما بعد آخر بتراكم الخبرات وبناء لقدرات البشرية واكتمال الإنشاءات المعمارية في موقعه وتعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات. وشهد سوق عكاظ في نسخته السادسة إضافة هامة تمثلت في تدشين خيمة سوق عكاظ التي أهدتها شركة بن لادن إلى جمهور الثقافة والمثقفين بتكلفة تقدر بنحو 40 مليون ريال، واحتضنت جميع الندوات والأمسيات، ولتكون أخيراً وجه للحضارة ونافذة على المستقبل ومسرح للفكر والإبداع. وتقع خيمة سوق عكاظ على مساحة تبلغ 7000 متر ضمن إجمالي مساحة الأرض التي تملكها السوق والبالغة تسعة ملايين متر مربع، فيما تبلغ مساحة الخيمة 2572 متراً وهي عبارة عن مدرجات مواجهة لصخرة عكاظ التاريخية المعروفة باسم “الأثيداء”، وتتكون من ثلاثة أجزاء، يمثل الجزء الأول المبنى الرئيسي ويشمل الدور الأرضي الذي يحتوي على 3061 مقعداً فضلاً عن قاعات انتظار، ومكاتب, وخدمات مساندة، وقاعات محاضرات ومناسبات، فيما الثاني يحتوي على عشرة أبراج موزعة على المبنى الرئيسي وتدعم الشكل المعماري ، أما الجزء الثالث وهي الخيمة فهي تغطي المبنى الرئيسي مع المنطقة المقابلة للصخرة. ويأتي تنفيذ مشروع الخيمة ضمن سلسلة المشاريع الرامية إلى بناء مدينة تاريخية وسياحية متطورة تتناسب والبعدين التاريخي والسياحي لسوق عكاظ، خصوصاً محافظة الطائف في شكل عام، كما أنها تتوج منظومة البنية التحتية والعلوية التي لعبت أمانة الطائف في تنفيذها خلال الأعوام السابقة وتبلغ 52 مشروعاً بقيمة تتجاوز 29 مليون ريال، وتشمل: إعادة تأهيل الجادة بطول كيلو متر ونصف، إنشاء البوابة، بيوت الشعر والمخيمات، المنتزهات، ممرات المشاة والزوار، السفلتة ومواقف السيارات، أنظمة الإنارة، الطرق، اللوحات الدعائية، المسرح الداخلي وصالة الافتتاح الرئيسية الموقتة، المسطحات الخضراء، شبكات الري والمياه ودورات المياه، فضلاً عن أعمال الصيانة الدورية السنوية وأكد الأمير سلطان بن سلمان إن المؤشرات توحي بثقة وقوة أن (سوق عكاظ لا يسعى فقط إلى أن يكون واحداً من أبرز المناسبات في الساحة المحلية السعودية، بل يتطلع إلى الأفقين العربي والعالمي، كما يسعى إلى التعبير الجلي عن التطور الذي تشهده المملكة في هذه المرحلة في الجوانب الاقتصادية والتجارية، والصناعية، والثقافية). وفي هذا السياق، حقق سوق عكاظ نسخته السادسة تعتبر واحدة من أهم المخرجات بإعلان رئيس اللجنة الإشرافية أن ندوة (ماذا يريد الشباب وماذا نريد منه؟) ستكون حدثاً سنوياً يشهده السوق، لتؤسس بذلك لحوار دائم بين أهم شريحة في المجتمع وبين صناع القرار في البلاد، لتكريس مبدأ الحوار والشفافية في طرح الأفكار والمشاريع وإبداء الرؤى والتعرف على وجهات النظر حيال جميع ما يخص شؤون المواطن وهمومه وطموحه. وأعتبر رئيس الهيئة العليا للسياحة أن (سوق عكاظ يمتلك ميزة نسبية فهو ليس حدثا ثقافياً فحسب، وإنما مشروع حضاري متكامل يراعي مختلف جوانب التنمية البشرية ثقافياً وعلمياً وفكرياً واقتصادياً واجتماعياً وتراثياً، لتقدم في المحصلة باقة من الخيارات المتنوعة للزائر). وتبعاً لذلك والحديث للأمير سلطان بن سلمان تتكاتف في سوق عكاظ جهود وزارات وجهات حكومية عدة، في مقدمتها إمارة منطقة مكةالمكرمة، والهيئة العامة للسياحة والآثار، ووزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والثقافة والإعلام، إضافة إلى محافظة الطائف، وجامعة الطائف، وأمانة الطائف، وجميع هذه الجهات تحرص في كل عام على تطوير القديم وتقديم الجديد، حرصاً على إثراء الزائر، ومنحه الفائدة والمتعة في آن معاً. وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة العامة للسياحة والآثار هي شريك رئيس في إدارة وتنظيم سوق عكاظ، فهي تملك أرض السوق، ومسؤولة عن تطوير مرافقه عاماً بعد آخر، كما تهتم بتطوير الأعمال والأنشطة في جادة عكاظ بشكل خاص، وتنظيم سوق عكاظ بشكل عام، وقال: )إن المحافظة على العمق التاريخي للسياحة هو أحد المبادئ الأساسية للهيئة العامة للسياحة والآثار، ولذلك نظرت الهيئة إلى المناسبات ذات الرصيد التاريخي العريق كسوق عكاظ، باعتبارها مكتسباً وطنياً تجب المحافظة على عراقته وتاريخيته، بجانب أهمية تطويره وتأهيله)، مستطرداً:(ومن هنا، نفذت الهيئة خططاً ودراسات تضمن نمو النشاط السياحي من خلال مساري البعد التاريخي والتهيئة السياحية).