تسلم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس مجلس التنمية السياحية رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ تقريرًا أعده مركز المعلومات والأبحاث السياحية «ماس»، التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار، تحت عنوان «الإحصاءات السياحية لسوق عكاظ 2012م»، من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة. ويقدم تقرير (ماس) الذي يوضح (قياس الأثر الاقتصادي لسوق عكاظ 2012م) بيانات إحصائية مفصلة عن أعداد الزوار، وخصائصهم وأغراضهم من الزيارة، ومصادر معلوماتهم عن السوق، كما تضمن بيانات إحصائية أخرى تشمل عدد الليالي التي قضاها الزوار في محافظة الطائف، ونوع السكن المستخدم، ومتوسط الإنفاق، وتقييم الزوار للسوق، واقتراحاتهم لتطويره في السنوات المقبلة. ويهدف التقرير المبني على تحليل البيانات الإحصائية التي جمعها فريق ميداني من الباحثين، إلى تقدير أعداد الزوار بأسلوب علمي دقيق، والتعرف على خصائص وطبيعة الزوار، وتقييم الفعالية من وجهة نظر الزوار، والتعرف على آراء الزوار ومقترحاتهم، وتزويد الهيئة لشركائها في تنظيم أنشطة وبرامج سوق عكاظ بتقرير عن السوق. وبحسب التقرير فقد حصل سوق عكاظ على تقييم إيجابي من غالبية أفراد العينة، خصوصًا لجهة مستوى التنظيم إذ أبدى 76 في المائة رضاهم عن هذا الجانب، تلاه تنوع الأنشطة وملائمتها للأسرة ب 73 في المائة، ثم تعامل المشاركين والمنظمين ب 72 في المائة، فيما أكد 71 في المائة رضاهم أيضًا عن سهولة التنقل داخل موقع السوق، كما عبر 66 في المائة عن رضاهم تجاه موقع السوق وسهولة الوصول إليه، كذلك اشار التقرير إلى ارتفع عدد زوار سوق عكاظ في نسخته السادسة (1433ه 2012م)، بنسبة 44 في المائة مقارنة بنسخته الخامسة (1432ه2011م)، وبلغوا 256.088 زائرًا بمعدل 25.609 زائر يوميًا، كما تضمن التقرير تقييمًا إجماليًا لخصائص السوق والخدمات المصاحبة له، كما كشف عن أن الصحف والتلفزيون مثّلت للزوار أكثر وأهم المصادر التي استقى منها أفراد عينة الإحصاء معلوماتهم عن سوق عكاظ، بنسبة 20 في المائة لكل منهما وبإجمالي 40 في المائة، ثم الأصدقاء بنسبة 13 في المئة، ثم المجلات بنسبة 10 في المائة، تليها الإذاعة بنسبة 10 في المئة، والإنترنت بنسبة 7 في المائة، وأخيرًا اللوحات الإعلانية بنسبة 7 في المائة. وقدّم التقرير عددًا من الاقتراحات التي أوصى بها الزائرون لتطوير السوق، وتمثل أبرزها في زيادة وتنويع البرامج الترفيهية للمهرجان، زيادة مدة السوق، توفير المطاعم التي تتميز بالجودة العالية، أن تكون فترة إقامة السوق أثناء الإجازات الرسمية، زيادة وتحسين إنارة مقر السوق، الاهتمام بجودة الخدمات الصحية. كما طالب الزوار في توصياتهم بتصميم برامج وأنشطة خاصة بالأطفال والنساء، مراقبة أسعار الخدمات، زيادة مساحة مقر السوق، توفير مواقف للسيارات قريبة من مقر إقامة السوق، زيادة المنتجات التراثية الخاصة للبيع، توفير سيارات خاصة لكبار السن، ومشاركة الزوار في ركوب الخيل والهجن، توسيع الطرق المؤدية إلى مقر السوق، توفير صرافات آلية للنقود، وزيادة الحملات الإعلانية، وزيادة فعاليات الفلكور الشعبي. وقد وصف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار التقرير بأنه يقدم صورة شفافة عن مستقبل سوق عكاظ، كواحد من أهم المناسبات الثقافية، والاقتصادية، والسياحية في المملكة، مشيرًا إلى أن سوق عكاظ يتطور مرحليًا عاما بعد آخر بتراكم الخبرات وبناء لقدرات البشرية واكتمال الإنشاءات المعمارية في موقعه وتعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات، مؤكدًا أن المؤشرات توحي بثقة وقوة أن سوق عكاظ لا يسعى فقط إلى أن يكون واحدًا من أبرز المناسبات في الساحة المحلية السعودية، بل يتطلع إلى الأفقين العربي والعالمي، كما يسعى إلى التعبير الجلي عن التطور الذي تشهده المملكة في هذه المرحلة في الجوانب الاقتصادية والتجارية، والصناعية، والثقافية. واعتبر رئيس الهيئة العليا للسياحة أن سوق عكاظ يمتلك ميزة نسبية فهو ليس حدثا ثقافيًا فحسب، وإنما مشروع حضاري متكامل يراعي مختلف جوانب التنمية البشرية ثقافيًا وعلميًا وفكريًا واقتصاديًا واجتماعيًا وتراثيًا، لتقدم في المحصلة باقة من الخيارات المتنوعة للزائر. وتبعًا لذلك والحديث للأمير سلطان بن سلمان تتكاتف في سوق عكاظ جهود وزارات وجهات حكومية عدة، في مقدمتها إمارة منطقة مكةالمكرمة، والهيئة العامة للسياحة والآثار، ووزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والثقافة والإعلام، إضافة إلى محافظة الطائف، وجامعة الطائف، وأمانة الطائف، وجميع هذه الجهات تحرص في كل عام على تطوير القديم وتقديم الجديد، حرصًا على إثراء الزائر، ومنحه الفائدة والمتعة في آن معًا. وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة العامة للسياحة والآثار هي شريك رئيس في إدارة وتنظيم سوق عكاظ، فهي تملك أرض السوق، ومسؤولة عن تطوير مرافقه عامًا بعد آخر، كما تهتم بتطوير الأعمال والأنشطة في جادة عكاظ بشكل خاص، وتنظيم سوق عكاظ بشكل عام، وقال: إن المحافظة على العمق التاريخي للسياحة هو أحد المبادئ الأساسية للهيئة العامة للسياحة والآثار، ولذلك نظرت الهيئة إلى المناسبات ذات الرصيد التاريخي العريق كسوق عكاظ، باعتبارها مكتسبًا وطنيًا تجب المحافظة على عراقته وتاريخيته، بجانب أهمية تطويره وتأهيله، ومن هنا، نفذت الهيئة خططًا ودراسات تضمن نمو النشاط السياحي من خلال مساري البعد التاريخي والتهيئة السياحية.