البشر مختلفون فى ألوانهم وأشكالهم وصفاتهم وأيضاً انماط فكرهم ومحددات عقولهم ويتميزون بقدرات وهبت من الخالق العظيم تتبلور ويحتويها الإنسان أو الفرد تتجسد خلالها وتكون الذات التي يعرف بها عن غيره في عالمه الذي يعيشه , إنسان ذو شخصية وهوية ودلالة تشير إلى شيء مهم وجد لغاية وأهداف لا تحصر أو تعد , كائن لم يولد وينمو ويزداد وعياً وادراكاً ويكتسب علماً وخبرة ويستطيع تطويع ما على أرضه ودنياه ليستفيد منها ويذللها ويخضعها ويجبرها بأمر وإرادة معبوده وربه لنفعه وخدمته ، ويسعد ويستخرج ثرواتها وكنوزها من قاع الأرض وأعماق بحارها وسهولها وكل ما بداخلها وُهب وأُعطي له رحمة وعطفاً وليتذلل بالعبودية والوحدانية لمحييه وأتم نعمه عليه بالرزق والصحة والروح ,يحب ويوطد الصلة مع أقرانه بداخل موطنه وباقي دول العالم حوله , يتعايش بسلوك منهجهم ويتذود من ثقافتهم ويستحوذ على أفضلها وأثراها والتي تعود عليه وأمته وأهله بالفوائد الجمة والمناهل النافعة والتجارب الثاقبة والمتمثلة بالبراهين المثبتة المحتوية والمليئة بالحقائق المنشودة والمتوخاة من أصحاب الألباب الراجحة والحكيمة. أيها المخلوق ما أروعك وانت تتذكر عظمة وابداع منشئك من العدم والوجود , لتوجد وتقر بربوبيته وتفرده ليعبد دون سواه.علا شأنه سبحانه ، ونكست الاعناق والرقاب اجلالاً وسجوداً لعظمته . لقد نلت الحياة وبت تتجه باقتناع ورشد وفهم لما فيه نجاتك لنوائبها وكوارثها ومكدراتها وجميع الأضرار المؤذية والمؤدية للجحيم والهاوية السحيقة والمعتمة. عدت تدرك بحدثك والهامك مكامن الاخطار فتحيد عنها وتتجنبها لتلوذ وتنجو بنفسك فلا تهلك , اضحيت وصرت اكثر نضجاً واحساساً واتقاناً لما هي الحياة وتتلذذ باطايبها وتتملك اغلاها وأجملها , وبرغم العواصف الحائمة حولك والمآسي والمحن ومنغصات الحياة بداخلك . انت تلهث وتكد لتعيش وتسعى بجد ودآبة لتولج البهجة لمن تحب وتؤثره عليك لترضيه , فهو الأمل بالنسبة اليك , كما انك تضحك دائماً وتلجأ للابتسام عند نفورك وانزعاجك لكل ما الم بك وكدرك , تشقى وترهق فكرك وجسمك فتتصبر ,تتألم من أذى المسيئين لك فتصفح عنهم وتعفو , لا تجادل أو تصر بفرض رأيك لغيرك وان كنت محقاً أو صائب الرأي. لانك تبصر وتمتلك ما سواك يجهله ويقدره ويجد به ضالته ، تعرفت على برهان ثاقب (الأمل) الذي جعله وأوجده وأسكنه فيك ربك الكريم وتيقنت بالغريزة المعطاة لك بأن الفرج آتٍ فامله وارتقبه وأن بعد العسر سيأتي اليسر , وان الخير سيوئد الشر , فإلهك املك وما من عبدٍ وفي ومخلص امله ومبتغاه ربه بنادم أو ضال أو وحيد .