عقب قضية المعلومات المغلوطة التي تم نشرها على موقع الفيفا عن عدد بطولات الهلال والنصر والاتحاد، بات أغلب الصحافيين يدخلون بصفة يومية إلى موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم على شبكة الانترنت بحثاً عن تطورات جديدة تتعلق بالأمر، ولأن المعلومات المعدلة شحيحة جداً بدأ الزوار من الزملاء الأعزاء يتسلون في البحث عن معلومات مرادفة في انتظار تطورات جديدة، ومن هؤلاء من بحث عن أي شيء يُكتب حتى لو كان خطأً يتعلق بالترميز أو بالأحرف أو بالصور، فالمهم أن يكتب ليثبت أنه زار الموقع العالمي بحثاً عن المعلومة... أحدهم زار موقع الفيفا وكتب مقالة عصماء تعليقاً على ما وجد به من منكر، يورد صاحبنا في مقاله عبارات على نحو: «لا يتم للإنسان التوحيد حتى يشهد أن لا إله إلا الله، فينفي الألوهية عما سوى الله عز وجل ويثبتها لله وحده، وذلك أن النفي المحض تعطيل محض، والإثبات المحض لا يمنع مشاركة الغير في الحكم» وأضاف هذا الصحافي منتقداً الفيفا: «التوحيد هو إفراد الله بالعبادة وليس هو إفراد الله بالربوبية، فإن هذا أقرّ به المشركون ولم يكونوا موحدين؛ لأنهم لم يفردوا الله بالعبادة» وزاد الزميل في انتقاداته للفيفا حين أورد عبارة: «التوحيد هو إفراد الله بالعبادة وليس هو إفراد الله بالربوبية، فإن هذا أقرّ به المشركون ولم يكونوا موحدين؛ لأنهم لم يفردوا الله بالعبادة». وإمعاناً في كشف ظلال الفيفا وزبانيته أورد الكاتب النص الآتي: «الإله معناه المعبود من أله يأله بمعنى عبد يُعبَد فإله معناه معبود وليس معناه الرب وإنما معناه المعبود والإلهية هي العبادة والوله هو الحب»!! كاتبنا هذا في عباراته التي أوردها كان ينكر على الفيفا ترجمته غير الدقيقة لشعار البلاد ويطالب الاتحاد السعودي لكرة القدم بضرورة مخاطبة الفيفا لتعديل الترجمة وفق الأدلة التي أوردها نسبة إلى علماء دين معاصرين، ومع أن الاتحاد السعودي ليس بحاجة لدروس تقوية في التوحيد ولا الفيفا مستعد للدخول في حلقات الذكر، إلا أن صاحبنا أسهب في الحديث عن جهل الاتحاد الدولي بأساسيات التوحيد وضرورة إزالة الشرك من الموقع المذكور بمخاطبة مسؤولي الفيفا فوراً، ناسياً أن الفيفا منظمة عالمية علمانية لا تتدخل بالطريقة التي يتعبد بها الأعضاء! وحقيقة لا أعلم علاقة الأدلة الشرعية التي ساقها الصحافي بما ورد في موقع الفيفا، غير أن الأمر لو وصل إلى الفيفا بهذه الصيغة لأصبح مثاراً للتندر... خلاصة القول إننا أصبحنا نعيش أزمة إدراك جعلتنا نميل إلى تهويل الأمور، لا لأنها تحمل عظيماً ولكن لنثبت أننا نمتلك من الاطلاع ما يجعلنا أوصياء على غيرنا ! [email protected]