قال علماء من أمريكا إن طائر الطنان يطير للخلف أيضا بسرعة وأن الطاقة التي يستهلكها خلال هذا الطيران أقل من الطاقة التي يبذلها في تحليقه المميز. وأوضح الباحثون في مجلة “جورنال اوف اكسبريمنتال بايولوجي" المتخصصة التي تصدر اليوم الخميس أنهم لاحظوا أن هذا الطائر الصغير يطير بشكل قهقري في كثير من الأحوال وأن ذلك يكون غالبا عندما ينتهي من تناول رحيق إحدى الزهور. وقال الباحثون تحت إشراف نير سابير من جامعة بيركلي بولاية كاليفورنيا إنهم فوجئوا بعدم وجود دراسات سابقة عن هذا السلوك لطائر الطنان “خاصة وأنه ينتقل كل دقيقتين تقريبا من زهرة إلى أخرى". وصور الباحثون خمسة من هذه الطيور أثناء تحليقها في أحد أنفاق الرياح أمام زهور صناعية أعدها الباحثون لأغراض التجربة و وضعوا فيها محلولا سكريا وضبطوا الرياح داخل النفق بحيث تجبر الطيور على التحليق بشكل قهقري فوجدوا أن هذا الطيران يختلف كليا عن الطيران للأمام حيث تبين لهم أن الطيور تنصب رأسها أثناء تحليقها بهذا الشكل وتحرك أجنحتها بتردد 8ر43 هيرتز بدلا من 7ر39 أثناء الطيران للأمام (والهيرتز هو تكرار الحركة في الثانية). كما فحص العلماء بيانات عملية الأيض (تحويل الغذاء إلى طاقة) الخاصة بهذه الطيور وفوجئوا بأن الطيران القهقري لم يكن أكثر إرهاقا لها عن الطيران للأمام “بل إنه يرشد طاقته بنسبة 20% إذا قورن بالتحليق العادي". وأظهرت دراسات سابقة بالفعل أن طائر الطنان يتفنن في طيرانه وأنه لا يتأثر على سبيل المثال أثناء تحليقه بهطول المطر وأنه يظل مسيطرا على نفسه أثناء المطر الشديد حتى وإن سقطت قطرات مياه كبيرة على أجنحته. وتندفع ذكور هذا الطائر بسرعة هائلة من ارتفاعات كبيرة وكأنها تسقط محدثة بذلك طنينا جذابا لإناثها لدرجة أن سابير وصف هذه الطيور بأنها “حشرات أسيرة في جسم طائر".