أكد علماء بريطانيون أن السبب وراء اصطدام الكثير من الطيور بأسلاك الكهرباء وبمراوح مولدات الطاقة بقوة الرياح أو الطائرات والسيارات هو أن الطيور توجه أنظارها جانبا، ولا تنظر أمامها في كثير من الأحيان أثناء طيرانها. وقال جراهام مارتين من جامعة بريمينجهام البريطانية في دراسته التي نشرت أمس في مجلة "ايبيس" المتخصصة في دراسات الطيور إن الطيور تنظر جانبا وإلى أسفل منها أثناء تحليقها أكثر من نظرها للأمام، وذلك خوفا من أعدائها الذين لا يهاجمونها عادة من الأمام. وأشار مارتين إلى أنه ربما يكون من المفاجئ للكثير من البشر أن يعرفوا أن الطيور معرضة للاصطدام في ضوء حقيقة أن حاسة البصر هي الأهم لدى الحيوانات "ولكن طريقة الرؤية الخاصة بالإنسان ليست إلا أحد الطرق لإدراك العالم وفهمه.. ولكن إدراك الطيور للعالم المحيط يختلف عنه لدى الإنسان في كثير من النقاط، من بينها أن الطيور لا تنظر أمامها، أي باتجاه الطيران، وذلك خلافا للإنسان، بل تنظر جانبا، وذلك لأن أعداءها المفترسين لها يهاجمونها من فوق أو من الخلف، ولكن ليس من الأمام". كما رجح الباحثون ألا يكون لدى الطيور حاسة دقيقة لتقدير ارتفاعها عن الأرض ولسرعتها، بالإضافة إلى صعوبة فهمها للمعطيات من حولها أثناء سقوط المطر، أو وجود الضباب على سبيل المثال. وتثير مشكلة تصادم الطيور بأسلاك الكهرباء قلق حماة الحيوان في أوروبا، حيث يقدرون عدد الطيور التي تقع ضحية لهذا التصادم بنسبة تصل إلى 25% سنويا من صغار طائر اللقلق الأبيض، و6% من طيوره البالغة.