عملية مقتل السفير الأمريكي في ليبيا كانت من أكبر المؤشرات على خطورة احتفاظ المليشيات بالسلاح خارج سلطة الدولة ، حيث أكدت هذه العملية ، أن المسلحين لا يراعون مصلحة الدولة العليا وهاهم قد وضعوا ليبيا في موقف حرج كاد أن يعرضها لأن تفقد سيادتها لولا تصرف العقلاء من حكام ليبيا. ولكن هذه العملية دفعت السلطات دفعاً لأن تخرج المليشيات المسلحة من جحورها ومن أوكارها ومن مقارها الرسمية ، فكانت هناك هبة شعبية ورسمية ضد هؤلاء الذين أساءوا إلى ليبيا ونتج عن ذلك أن سيطرت القوات الرسمية على معاقل جماعة متشددة مسلحة في بنغازي ويتحرك الجيش الليبي بدعم شعبي لانهاء التواجد المسلح في طرابلس العاصمة وربما يكون هذا التحرك شاملاً لبسط السيطرة الليبية الرسمية على كل المواقع. هذا التحرك وإن جاء متأخراً الا أنه سيجعل ليبيا تنهض من سباتها .. وتعيد سيطرتها رويداً رويداً على هذه الفئات الخارجة على القانون. لقد كانت مسألة جمع السلاح مشكلة تكاد تكون مستعصية ولكن الآن توفر المبرر الحقيقي للتحرك بكل قوة لجمع السلاح. لقد خسرت الجماعات المسلحة بتصرفاتها الرعناء فكان يمكن أن تكون هناك تسوية يتم بها استيعاب المؤهلين من المسلحين في الجيش أو الشرطة أو المجالات الأمنية الأخرى .. ولكن الآن ليس من خيار سوى جمع السلاح منهم وبأي وسيلة كانت.