الوطن ليس له يوم واحد بل له ثلاث مائة وستون يوما من البذل والعطاء والحب والتضحية والوفاء أقول ذلك حتى لا يظن ظان انه يوم ثم يكون العقوق والنسيان بل هو عام كامل الأركان في معانقة الأوطان مع تمام البر والاحسان. اليوم الوطني هو تذكير بتجديد البيعة والولاء من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية فالتجديد امر شرعي ومطلب نبوي. فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جددوا ايمانكم، قيل يا رسول الله وكيف نجدد ايماننا؟ قال أكثروا من قول لا إله إلا الله) رواه احمد. اذا كان اصل الدين يحتاج الى تجديد فغيره يحتاج لذلك من باب أولى. الوطن كلمة لها معانٍ كبيرة وأحاسيس مختلفة وشعور بالانتماء وسيادة محترمة وتضحية منقطعة النظير، الوطنية شعور بالمسؤولية ورغبة في النجاح واعطاء بلا انتظار . للوطنية مضامين كبرى تغذيها معانٍ متغلغلة داخل الفرد، الوطنية هي التفكير قبل اي عمل ورؤية الأمور بعين الرقي. حب الوطن ليس شعاراً يُرفع فحسب بل هو حباً صادقاً يجري مجرى الدم في العروق وحنيناً يتدفق مع النبضات في القلوب وثناء يُعطر الدروب كأنه عنبر مسكوب بلادي هواها في لساني وفي دمي يمجدها قلبي ويدعو لها فمي ولا خير فيمن لا يحب بلاده ولا في حليف الحب ان لم يُتيم ليس بالخبز وحده يحيا الانسان ولا بالسلاح وحده تتحرر الأوطان بل الوطن لوحة فنية تحتاج لتكامل الألوان وبالايمان يكون الشعب ذخيرة لمواجهة العدوان رجال الغد المأمول إن بلادكم تناشدكم بالله ان تتذكروا عليكم حقوق للبلاد اجلها تعهد روض العلم، فالروض مقفر ويضرب لنا الحبيب المعصوم أروع مثل في الحب للأوطان والوفاء للجيران عندما أخرج من مكة يلتفت اليها التفات الحزين الباكي وهو يقول والله انك لأحب البلدان الى الله لما لِمَ لا وهي مهبط الوحي ومنطلق الرسالات وعليها التقت الأرض بخبر السماء. هل تعلم أن على أرض بلدك وتراب وطنك قطعاً من الجنة تقف امامها وتلمسها بيدك؟ ألم تعلم ان الحجر والمقام ياقوتتان من الجنة؟ ألم تعلم ان بين منبر المصطفى وقبره روضة من رياض الجنة فان لم يكن غير ذلك لكفى ووفى فما بالك بالنعم المتراكبة والخيرات المتواترة والآلاء المتكاثرة ونسأل الله ان يدوم على هذه البلاد وبلاد المسلمين الأمن والايمان والسلامة والاسلام وان يحفظها من كل سوء ومكروه وان يبسط عليها الخيرات والبركات وان يرد عنها عدوان المعتدين وكيد الكائدين وان يصرف عنها شر الاشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار ويوفق من أرادها بخير لكل خير ومن ارادها بسوء أن يُشغله بنفسه وأن يرد كيده في نحره. يوسف بن عوض الاحمدي