لا زال مبكّراً الحكم بشكل نهائي على الدوري الإيطالي إلا أن ملامحه بدأت تظهر نوعاً ما بعد نهاية الجولة الثالثة أمس الأول . الاكثر ثبات قدّم يوفنتوس، حامل اللقب، أداءً متطابقاً ومتشابهاً في المباريات الثلاث التي خاضها حتى الآن، الذي يلخّص بالأداء الباهت المُقلق في الشوط الأوّل، ليعود ويصبح أداءً ثابتاً ومُحكماً في الشوط الثاني. الأمر الذي قد تعود أسبابه لوجود أسماء جديدة ضمن تشكيلة البيانكونيري، وغياب بعضها بسبب الإصابة، إضافة إلى التوتُّر مع اقتراب موعد انطلاق دوري الأبطال خاصة في ظلّ غياب مدرّبه وملهمه الأوّل أنطونيو كونتى بسبب الإيقاف. يتصدّر الترتيب الآن اليوفي بفارق الأهداف عن منافسه الأبرز هذا الموسم فريق نابولي، الذي بات واضحاً أن أداء الموسم الماضي وخوض غمار دوري الأبطال كان أمراً محفّزاً لرجال ماتساري. كما تبدو نوايا المدرِّب واضحة جدّاً حتى الآن، وهي المنافسة بقوّة على اللقب، وحجز مكانه في دوري الأبطال الموسم المقبل، خاصة وأن نابولي لا ينقصه شيء لتحقيق هذا الأمر، ومع خوضه تجربته الخاصة في الدوري الأوروبي سيكسب بالتأكيد خبرة الملاعب الأوروبية بشكل أفضل.يأتي وراء يوفنتوس ونابولي فريق لاتسيو، الذي ربما كان خارج حسابات المنافسة قبل انطلاق الدوري، لكن بعد ما يمكن تسميته “بشبه خيبة" أبرز الأسماء التي كانت مرشحة للمنافسة، وإصرار وتصميم المدرّب بتكوفيتش على الوصول بعيداً في الدوري الإيطالي والدوري الأوروبي على حد سواء، يبدو أن المنافسة بين المراكز الثلاثة الأولى ستكون على أشدَّها هذا الموسم. ومن المفاجئ أيضاً حتى الآن أداء سامبدوريا الناجح، الذي يبدو أن الفوز في انطلاقة الدوري على وصيف الموسم الماضي فريق ميلان حفّز رجال تشيرو فيرارا على الاستمرار ومحاولة المنافسة على المراكز الأولى في الترتيب. عكس التوقّعات كانت الانتدابات التي قام بها كلٌّ من روما وإنتر في سوق الانتقالات الصيفيّة تبشّر بتقديم فريقين من الطراز الرفيع قادرين على المنافسة بقوّة على اللقب. مع عودة زدينيك زيمان لمسك زمام أمور روما، واستقدام نخبة من اللاعبين للانضمام لكتيبته، كان من المتوقّع أن ينافس فريق العاصمة بشراسة على اللقب هذا الموسم. لكن مع أسلوب زيمان الهجومي البحت فَلتت الأمور قليلاً من بين يديه ويبدو أن مفهومه “الهجوم هو أفضل وسيلة للدفاع" أثبت فشله خصوصاً في دوري مثل الدوري الإيطالي. وها هو في الجولة الثالثة فاز بمباراة وخسر بواحدة وتعادل بأخرى. يليه في ذلك إنتر الذي حبس الأنفاس بالانتدابات التي قام بها قبيل انطلاق الموسم، ومع وجود ستراماتشوني المدرّب الشاب الذي كان محفّزاً أساسياً لثبات الفريق نهاية الموسم الماضي، كانت الآمال معقودة على نتائج أفضل وأداء أفضل وأكثر ثباتاً. فبعد فوزٍ على بيسكارا القادم من الدرجة الثانية في المباراة الأولى وخسارة أمام روما في المباراة الثانية وأداء ضعيف، على الرغم من الفوز، أمام تورينو أيضاً العائد من الدرجة الثانية، يبدو أن ستراماتشوني بحاجة لإعادة بعض حساباته إذا ما أراد الصمود أمام كبار الكالتشو. الخيبة الأكبر “ارحموا عزيز قومٍ ذل" هو أفضل عنوان يمكن وضعه لوصف حال أحد أعرق أندية إيطاليا وأوروبا على الإطلاق حتى الآن. وصيف الموسم الماضي، الذي كان المنافس الأبرز على مرّ العصور على لقب الدوري الإيطالي، قدّم الأداء الأسوأ له ربما في تاريخه حتى اللحظة. أسباب عديدة وراء هذا التراجع للنادي اللومباردي، بداية من الأسماء الكبيرة التي رحلت عن النادي، إما لأندية أخرى أو لانتهاء العقود، وصولاً إلى سياسة برلسكوني المالية التي أثّرت بشكل سلبي وواضح على الانتدابات التي قام بها النادي. أضف إلى ذلك توتّر العلاقة بين غالياني والمدرّب أليغري الذي يبدو أنه وصل إلى أيامه الأخيرة في ميلانو. قد تكون مباراة دوري الأبطال يوم الثلاثاء المقبل هي رصاصة الرحمة التي تطلق على أليغري، فبعد الأداء السيئ لميلان في الدوري الإيطالي حتى الآن من المتوقّع ألا يقدّم أداءً أو نتيجة تُذكر. الأمر المرفوض نهائياً من ميلان وجماهير ميلان المعتادة دوماً على تألُّق فريقها أوروبياً. لا يزال الوقت مبكّراً للحكم النهائي، دوري الأبطال قد يؤثّر بشكل أو بآخر على ترتيب فرق الصدارة، وقد يعيد جماهير سان سيرو إلى الملعب الذي شهد فراغات غير مسبوقة في المدرجات، التي من المتوقّع أن تقلّ أكثر مع وجود ناديي المدينة في المركزين الخامس والعاشر.