ناقش الخبراء المشاركون في ملتقى الجودة الشاملة في قطاعات الامن العام تحت شعار الجودة واجب وابداع صباح امس انشاء الشرطة المجتمعية بحضور 1200 مشارك وخبير ومهتم بالعمل الابداعي. وعرض المتحدث الرئيسي للملتقى الخبير العالمي رئيس المركز الاوربي وافضل الممارسات في بريطانيا البروفيسور محمد زائيري العديد من التجارب العالمية في مجال العمل والمنظومة الامنية وانشاء الشرط المجتمعية التي تعمل على رفع درجة الاداء بين الاجهزة الامنية والمجتمع. ونوه البروفيسور العالمي محمد زائيري باعلان المملكة العربية السعودية عن انشاء الشرطة المجتمعية بعد ان اقتربت الدراسات من وضع انظمتها ولوائحها. ولفت الى ان التجربة الامنية السعودية في مكافحة الجريمة والحفاظ على الامن تعد تجربة فريدة ومميزة ولكنها تحتاج الى تضافر اكبر بين الاجهزة الامنية وافراد المجتمع. وشدد على ان الالتزام بالقيم الاخلاقية للمجتمع والافراد حتما سيؤدي الى تحقيق اداء افضل والدخول في مرحلة العمل المؤسسي المبني على القيم الاخلاقية التي نادت بها الشريعة الاسلامية كمنهج وسلوك واداء مشيرا الى ان القرآن الكريم نادى بتطبيق القيم الاسلامية للحفاظ على امن وسلامة المجتمع مشيرا الى ان تجارب العالم في تطبيق القيم الاخلاقية نادى بها الدين الاسلامي الحنيف في كافة تشريعاته. واشار البروفيسور العالمي زائيري الى ان ما نسبته 80 في المائة من العمل الامني العربي لا يرتبط بمبادئ التطوير والقيم لخلق مجتمعات امنة تحمل فكراً يسهم في البناء والعطاء. وشدد على ان تطبيق السلوكيات والقيم الاخلاقية في المنظومة الامنية وطريقة التفكير نحو الابداع يحقق للمجتمعات ثقافة التحضر ورسم الاستراتيجيات والرؤية لرسم السياسات التي تخدم الغاية ويكون الوسيلة المثلى في حماية المؤسسة الامنية لتقوم بواجبها. ولفت الى ان التخطيط الاستراتيجي في العمل الامني وانشاء الشرط المجتمعية وتحويل العمل الامني الى مبادرات وبرامج تنعكس على اداء العمل الامني. وحدد البروفيسور زائيري مثلث تحقيق الجودة في القيم الاخلاقية ابرزها الجودة والتميز والرؤية مبينا ان عدم تطبيق القيم الاخلاقية في العمل الامني يؤثر على رجال الامن . وافاد ان هناك دراسة علمية اجريت في احد الدول بمشاركة 43 جهة امنية اشارت الى نوعية الشكاوى ضد الجها ز الامني حيث وجد ان العنف والاهمال والاعتقال وعدم الانصاف من قبل رجال الامن قد يخلق مشكلة عدم تطبيق القيم بين الجهاز والمجتمع. ولفتت الدراسة الى ان عدم الانتماء برسالة الجهاز الامني واحدة من اهم المشكلات التي تواجه العمل الامني. واستعرض البروفيسور العالمي زائيري ان الشرط المجتمعية ستعمل ضمن انظمتها في حماية الامن الداخلي ولابد ان نؤمن ان العمل الامني هو خدمة واداء وكفاءة وسلوك واخلاق والتعامل بالصدق والقانون والقيم واستخدام السلطة والموارد من اجل خدمة امن المجتمع. واكد ان الثقة لن تتوفر في رجال الامن الا حين يؤمن رجل الامن مشاركة المجتمع معهم. ولفت الى ان الشرط المجتمعية سوف تسهم حتما لحل مشاكل المجتمع ومنع الجريمة وتحقيق التوزان بين رجال الامن والمجتمع وافراده والمحاسبة مشيرا الى ان ذلك لن يتحقق مالم يحدث تغيير جذري في الاداء الامني ورفع درجة ثقافة التعليم والممارسة والتطبيق في الميدان وفق لنظمة الجودة والتميز في العمل المؤسسي. واوضح ان سنغافورة تعد فضل دول العالم في مكافحة الجريمة ثم امريكا ثم ماليزيا مفيدا ان شرطة سنغافورة وجدت ان العمل المؤسسي هو الطريق للنجاح الامني وتعتبر سنغافورة افضل واقوى جهاز امني في العالم. واشار الى ان حصول شرطة سنغافورة حققت الكثير من التجارب النموذجية الامنية ومنها انشاء مركز خدمات امني مهمته فقط خدمة المجتمع الى جانب تطبيق الفكر الجديد وتحليل الافكار ووجود الثقة وتقديم الخدمة والنزاهة في العمل وشعور الفرد انه جزء من الامن والامان. ودعا زائيري الى ان تلجأ الاجهزة الامنية بكافة قطاعاتها الى الاستفادة من تجربة شرطة سنغافورة من حيث الارتقاء بتقديم الخدمة بكفاءة والعمل على نشر ثقافة القيم المجتمعية ورسم الخطط والاستراتيجيات التي تعمل لخلق القيم الاخلاقية داخل الجهاز الامني والمجتمع. من جهته اعلن مدير الامن العام الفريق سعيد القحطاني ان مشروع انشاء الشرطة المجتمعية هي قيد الدراسات الاخيرة لدى الاجهزة المعنية وسوف يتم الاعلان عنها فور الانتهاء منها من اجل مجتمع امن مطمئن ومترابط بين افراده ومجتمعاته.