تستقبل جادة سوق عكاظ في دورته السادسة هذا العام زوارها ب 14 معرضاً متنوعاً ومتخصصا تشرف عليها جهات حكومية عدة، فضلا عن الأجنحة المخصصة لما يزيد عن 250 مشاركاً من الحرفيين والحرفيات والأسر المنتجة والمزارعين.وأوضح المدير التنفيذي لسوق عكاظ الدكتور راشد الغامدي أن سوق عكاظ لهذا العام يضم برنامجاً متكاملاً يضم عناصر عدة فكرية وأدبية وثقافية وعلمية وتراثية تعبر عن رؤية سوق عكاظ وأهدافه، والمتمثلة في مد جسور بين الماضي والحاضر والمستقبل، مدعوما بتكاتف جهود وزارات وجهات حكومية عدة من أجل إنجاح سوق عكاظ عبر إشرافها على أعمال التنظيم وإعداد أنشطته وبرامجه المتنوعة، في مقدمتها إمارة منطقة مكةالمكرمة، والهيئة العامة للسياحة والآثار، ووزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والثقافة والإعلام، إضافة إلى محافظة الطائف، جامعة الطائف، أمانة الطائف، جمعية الثقافة والفنون والتي تؤكد فيه حرصها كل عام، لإثراء الزائر، ومنحه الفائدة والمتعة في آن معاً، مشيرا إلى أن سوق عكاظ لا يسعى فقط إلى أن يكون واحداً من أبرز المناسبات الثقافية والأدبية والتراثية السعودية، بل يتطلع إلى الأفقين العربي والعالمي، كما يسعى إلى التعبير الجلي عن التطور الذي تشهده المملكة في هذه المرحلة في الجوانب الاقتصادية والتجارية والصناعية والثقافية.وأوضح الغامدي أن جادة عكاظ وهي العنصر الرئيسي في برامج سوق عكاظ ستشهد في هذا العام تنظيم سلسلة من المعارض المتخصصة، للتعريف بمساهمات الوزارات والهيئات والقطاعات الحكومية المشاركة في مجالات الثقافة والعلوم والمعرفة، والتواصل مع الجمهور الراغب في التعرف على طبيعة أعمال تلك الجهات وإنجازاتها.وذكر الدكتور الغامدي أن الوزارات والهيئات والقطاعات الحكومية المشاركة في معارض سوق عكاظ ستنظم المعارض التالية: (سيرة وإنجاز) وتنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار، (التصوير الضوئي والخط العربي) وتنظمه وزارة التربية والتعليم، (عكاظ المستقبل) وتنظمه وزارة التعليم العالي، (الكتاب الإلكتروني) وتنظمه وزارة الثقافة والإعلام، (المملكة..وطن وتاريخ) وتنظمه دارة الملك عبدالعزيز، (معاً لنشر ثقافة الحوار) وينظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، (لوحة وقصيدة) وتنظمه جمعية الثقافة والفنون، (عنترة بن شداد) وتنظمه إمارة منطقة القصيم، فضلاً عن معارض تنظمها الهيئة السعودية للحياة الفطرية ،أمانة محافظة الطائف، مكتبة الملك عبدالعزيز، شركة أرامكو السعودية، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والغرفة التجارية الصناعية بجدة. الحرفيات والحرفيون وبالعودة إلى أنشطة وبرامج جادة سوق عكاظ أوضح المدير التنفيذي للسوق أن 103 متنافسين منهم 40 حرفياً و63 حرفية سجلوا مسابقة سوق عكاظ لعام 1433ه للابتكار في الحرف والصناعات اليدوية، وجاءت حفة السدو والنسيج في مقدمة المشاركات ب (40 حرفية وحرفي)، تطريز الأزياء التراثية ب (13حرفية وحرفياً)، المنتجات الخشبيَّة ب (8 حرفيات وحرفيين)، المنتجات الخوصيَّة ب (10حرفيات وحرفي)، الحلي والمنتجات الفضيَّة ب (10 حرفيات وحرفيين)، والمنتجات الحرفيَّة الأخرى التي لها طابع ابتكاري (22 حرفية وحرفياً)، مشيراً إلى ارتفاع المشاركين في معرض الأسر المنتجة والمزارعين، حيث خصص لهم خصص مايزيد عن160 محلاً لعرض منتجاتهم المتنوعة وتسويقها على الزوار.ويتنافس الحرفيون المشاركين على نيل جائزة سوق عكاظ للحرف والصناعات اليدوية المعنية بتكريم المبدعين في مجال الابتكار في الحرف والصناعات اليدوية والشعبية في المملكة، وتسعى إلى تحفيز الحرفييّن للمحافظة على هذا الموروث الوطني، واستمرار العطاء والإبداع للصناعة اليدوية.وذكر الدكتور راشد الغامدي أن برنامج جادة سيتيح للحرفيين المشاركين تقديم أشكال متنوعة من الحرف اليدوية القديمة وتسويقها على الزوار، مثل صناعة الأبواب والنوافذ والرواشين ونقشها، وصناعة مقابض الأدوات الزراعية، والأواني المنزلية وأنواع من الأثاث، وتشكيل الفخار من الطين وصناعة الأزيار والدوارق والمشارب والأواني الفخارية، والخرازة، والنحاسة، والخياطة، والصباغة، والحدادة، وصياغة الذهب والمجوهرات، مشيرا إلى أن جادة عكاظ تشهد أيضاً مشاركة سيدات حرفيات بتقديم مجموعة متنوعة الحرف النسائية المنزلية القديمة، مثل: الحياكة، وغزل الصوف، وصناعات السلال والحصير والقفاف، وصناعة الأجبان المحلية والإقط، واستخلاص السمن البلدي والقشطة من حليب الماشية. جائزة الحرف اليدوية وفيما يتعلق بجائزة الحرف اليدوية، أوضح مدير عام البرامج والمنتجات في الهيئة العامة للسياحة والآثار عبدالله المرشد أن جائزة سوق عكاظ للحرف والصناعات اليدوية تهدف بالدرجة الأولى إلى تطوير المنتج الحرفي بما يعكس مهارة وإبداع الحرفي وتنمية مواهبه وتشجيعه على التعريف والتسويق لمنتجاته، فضلاً عن تشجيع الحرفيين والحرفيات وخلق فرص للتعاون والتبادل فيما بينهم بما يؤدي إلى تعرفهم عن قرب وتبادل الخبرات، مشيرا إلى أن هذه الجائزة تمنح للحرفيين السعوديين الذين سعوا لإحياء مهارة نادرة وأيضاً للحرفيين رجالاً ونساء ممن قدموا أفضل أعمالهم وأظهروا مهارة في العمل خلال تقديم العروض، وتتلخص معايير الجائزة في معاينة التفوق والتميز والتصميم والابتكار في المنتج والدقة في العمل.وذكر عبدالله المرشد أن الجائزة تشمل ست حرف وصناعات يدوية، كالسدو أو النسيج والسجاد اليدوي وأعمال الكروشية اليدوية، والتطريز على القماش والأزياء التراثية باستخدام الخيط أو الخرز، وصناعة ونحت ونجارة المنتجات الخشبية، وصناعة المنتجات اليدوية من النخيل، والرسم أو النحت أو النقش أو الزخرفة اليدوية على أي مادة طبيعية، والمنتجات الحرفية الأخرى التي لها طابع ابتكاري، مبينا أن قيمة الجائزة لهذا العام تم رفعها إلى 350 ألف ريال موزعة على أفضل أربعة فائزين في كل مجال من مجالات الجائزة الست، ممن تنطبق عليهم معايير الجائزة، إذ تم تشكيل لجنة تحكيم لجائزة مسابقة الحرف اليدوية تتألف من خبراء لديهم خبرات فنية وإدارية في مجال الحرف والصناعات اليدوية مهمتها تقويم أعمال الحرفيين والحرفيات والمميزات الخاصة بها. هيئة السياحة والحرفيون تبذل الهيئة العامة للسياحة والآثار تبذل جهوداً كبيرة لدعم الحرفيين مع تأهيل الأسر العاملة في الحرف والمنتجات الشعبية، ومن ثم إشراكهم في المهرجانات الوطنية والسياحية، للاستفادة منها في زيادة دخلهم المادي، للمحافظة على تلك الحرف من الاندثار في ظل التنمية الحضارية المتسارعة التي تشهدها المملكة، وقال عبدالله المرشد (أسهمت جهود الهيئة في تقليص أعداد الفقراء في مناطق المملكة، بعدما أنهت تدريب مئات المواطنين على عدد مزاولة مجموعة من الحرف اليدوية، وتعاونت مع الأمانات والبلديات لإقامة أسواق حرفية لهم، فضلا عن إلى إشراكهم في المهرجانات والفعاليات السياحية، لتصبح مصدر رزق للعديد من المواطنين بمختلف فئاتهم ومؤهلاتهم، في مختلف مناطق المملكة).وتولي الهيئة العامة للسياحة والآثار أولت اهتماماً كبيراً بإحياء الحرف اليدوية والصناعات التقليدية والمحافظة عليها من الاندثار، باعتبارها نمطاً اقتصادياً عالي القيمة، إلى جانب كونها أحد المقاصد السياحية اللافتة في مختلف الثقافات.وتؤمن الهيئة أن الحرف والصناعات التقليدية تشكل ثراءً كبيراً في المملكة تبعاً للتنوع الجغرافي والثقافي فيها، إذ تم رصد أكثر من 20 ألف حرفي يعملون في نحو 45 مجموعة من الصناعات الحرفية، وهو الأمر الذي دفع بالهيئة إلى إطلاق المشروع الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية المعروف ب (بارع)، الذي يتولى مهمة إنعاش الحرف والصناعات والنهوض بالقطاع الذي تمثله، وحقق عدداً من الإنجازات تبعاً لقيمة هذا المشروع، ومن بينها إقرار الإستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات، كما تم الفراغ من تهيئة مقرات دائمة لمزاولتها، وتهيئة مراكز للأسر المنتجة فيها، بالإضافة إلى إقامة دورات تطويرية في هذا القطاع.