يلتقي الحرفيون والحرفيات السعوديون هذا العام على ضفاف جادة عكاظ نظراءهم المغربيين الذين سيشاركون في عرض نماذج من الصناعات اليدوية المغربية في إطار خطة الهيئة العامة للسياحة والآثار التي تحرص على أن يكون للحرفيين العرب مشاركة في سوق عكاظ إلى جانب الحرفيين السعوديين. وقال المدير التنفيذي لبرنامج الحرف والصناعات اليدوية بالهيئة العامة للسياحة والآثار سعيد القحطاني في حديث إلى "الوطن": إن مشاركة 10حرفيين من دولة المغرب تأتي في إطار التعريف بالحرف اليدوية العربية وإتاحة الفرصة للحرفيات والحرفيين السعوديين للالتقاء بنظرائهم، مشيرا إلى أن التنافس على الجائزة سيقتصر على الحرفيات والحرفيين السعوديين، وتعتبر الجائزة الكبرى في سوق عكاظ إذ بلغت قيمتها 350 ألفا. وكشف القحطاني أنه إلى جانب 160حرفيا وحرفية هناك 100مشارك في أنشطة أخرى. وبين أن الحرفيات يمثلن 60%من نسبة المشاركين مقابل 40% من الحرفيين. وأشار إلى أن لجنة التحكيم المكونة من متخصصين من جمعية الثقافة والفنون وإدارة التربية والتعليم وجامعة الطائف تضم عناصر رجالية ونسائية وسوف تقوم المشاركات وفق معايير محددة لتسمية الفائزين بالجائزة المعنية بتكريم المبدعين في مجال الابتكار في الحرف والصناعات اليدوية والشعبية في المملكة، وتسعى إلى تحفيز الحرفييّن للمحافظة على هذا الموروث، واستمرار العطاء والإبداع للصناعة اليدوية. و تستقبل جادة سوق عكاظ في دورته هذا العام زوارها ب14 معرضاً متنوعاً ومتخصصا تشرف عليها جهات حكومية عدة، فضلا عن الأجنحة المخصصة لما يزيد على 250 مشاركاً من الحرفيين والحرفيات والأسر المنتجة والمزارعين. وأوضح المدير التنفيذي لسوق عكاظ راشد الغامدي أن برنامج هذا العام للحرفيين يحتوي على عناصر عدة فكرية وأدبية وثقافية وعلمية وتراثية تعبر عن رؤية سوق عكاظ وأهدافه المتمثلة في ربط جسور الماضي بالحاضر والمستقبل. وأوضح الغامدي أن جادة عكاظ وهي العنصر الرئيس في برامج سوق عكاظ ستشهد تنظيم سلسلة من المعارض المتخصصة، للتعريف بمساهمات الوزارات والهيئات والقطاعات الحكومية المشاركة في مجالات الثقافة والعلوم والمعرفة، والتواصل مع الجمهور الراغب في التعرف على طبيعة أعمال تلك الجهات وإنجازاتها، من خلال معارض (سيرة وإنجاز) وتنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار، (التصوير الضوئي والخط العربي) وتنظمه وزارة التربية والتعليم، (عكاظ المستقبل) وتنظمه وزارة التعليم العالي، (الكتاب الإلكتروني) وتنظمه وزارة الثقافة والإعلام، (المملكة ..وطن وتاريخ) وتنظمه دارة الملك عبدالعزيز، (معاً لنشر ثقافة الحوار) وينظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، (لوحة وقصيدة) وتنظمه جمعية الثقافة والفنون، (عنترة بن شداد) وتنظمه إمارة منطقة القصيم، فضلاً عن معارض تنظمها الهيئة السعودية للحياة الفطرية ،أمانة محافظة الطائف، مكتبة الملك عبدالعزيز، شركة أرامكو السعودية، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والغرفة التجارية الصناعية بجدة. وذكر الغامدي أن برنامج جادة عكاظ سيتيح للحرفيين المشاركين تقديم أشكال متنوعة من الحرف اليدوية القديمة وتسويقها على الزوار، مثل صناعة الأبواب والنوافذ والرواشين ونقشها، وصناعة مقابض الأدوات الزراعية، والأواني المنزلية وأنواع من الأثاث، وتشكيل الفخار من الطين وصناعة الأزيار والدوارق والمشارب والأواني الفخارية، والخرازة، والنحاسة، والخياطة، والصباغة، والحدادة، وصياغة الذهب والمجوهرات، وتقدم سيدات حرفيات نماذج متنوعة للحرف النسائية المنزلية القديمة، مثل: الحياكة، وغزل الصوف، وصناعات السلال والحصير والقفاف، وصناعة الأجبان المحلية والإقط، واستخلاص السمن البلدي والقشطة من حليب الماشية. تقويم أعمال الحرفيين فيما قال مدير عام البرامج والمنتجات في الهيئة العامة للسياحة والآثار عبدالله المرشد: إن جائزة سوق عكاظ للحرف والصناعات اليدوية تهدف بالدرجة الأولى إلى تطوير المنتج الحرفي بما يعكس مهارة وإبداع الحرفي وتنمية مواهبه وتشجيعه على التعريف والتسويق لمنتجاته، فضلاً عن تشجيع الحرفيين والحرفيات وخلق فرص للتعاون والتعارف وتبادل الخبرات، مشيرا إلى أن هذه الجائزة تمنح للحرفيين السعوديين الذين سعوا لإحياء مهارة نادرة وأيضاً للحرفيين رجالاً ونساء ممن قدموا أفضل أعمالهم وأظهروا مهارة في العمل خلال تقديم العروض، وتتلخص معايير الجائزة في معاينة التفوق والتميز والتصميم والابتكار في المنتج والدقة في العمل. وأضاف المرشد أن الجائزة تشمل ست حرف وصناعات يدوية، كالسدو أو النسيج والسجاد اليدوي وأعمال الكروشيه اليدوية، والتطريز على القماش والأزياء التراثية باستخدام الخيط أو الخرز، وصناعة ونحت ونجارة المنتجات الخشبية، وصناعة المنتجات اليدوية من النخيل، والرسم أو النحت أو النقش أو الزخرفة اليدوية على أي مادة طبيعية، والمنتجات الحرفية الأخرى التي لها طابع ابتكاري، مبينا أن قيمة الجائزة لهذا العام تم رفعها إلى 350 ألف ريال موزعة على أفضل أربعة فائزين في كل مجال من مجالات الجائزة الست، ممن تنطبق عليهم معايير الجائزة، إذ تم تشكيل لجنة تحكيم لجائزة مسابقة الحرف اليدوية تتألف من خبراء لديهم خبرات فنية وإدارية في مجال الحرف والصناعات اليدوية مهمتها تقويم أعمال الحرفيين والحرفيات والمميزات الخاصة بها. قيمة ثقافية للحرف وعلى صعيد متصل تبذل الهيئة العامة للسياحة والآثار جهوداً كبيرة لدعم الحرفيين مع تأهيل الأسر العاملة في الحرف والمنتجات الشعبية، ومن ثم إشراكهم في المهرجانات الوطنية والسياحية، للاستفادة منها في زيادة دخلهم المادي، للمحافظة على تلك الحرف من الاندثار في ظل التنمية الحضارية المتسارعة التي تشهدها المملكة، وقال عبدالله المرشد: أسهمت جهود الهيئة في تقليص أعداد الفقراء في مناطق المملكة، بعدما أنهت تدريب مئات المواطنين على مزاولة مجموعة من الحرف اليدوية، وتعاونت مع الأمانات والبلديات لإنشاء أسواق حرفية لهم، فضلا عن إشراكهم في المهرجانات والفعاليات السياحية، لتصبح مصدر رزق لكثير منهم. وتولي الهيئة العامة للسياحة والآثار اهتماماً كبيراً بإحياء الحرف اليدوية والصناعات التقليدية والمحافظة عليها من الاندثار، باعتبارها نمطاً اقتصادياً عالي القيمة، إلى جانب كونها أحد المقاصد السياحية اللافتة في مختلف الثقافات، وانطلاقا من إيمان الهيئة بأن الحرف والصناعات التقليدية تشكل ثراءً كبيراً في المملكة تبعاً للتنوع الجغرافي والثقافي فيها، إذ تم رصد أكثر من 20 ألف حرفي يعملون في نحو 45 مجموعة من الصناعات الحرفية، وهو الأمر الذي دفع بالهيئة إلى إطلاق المشروع الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية المعروف ب (بارع)، الذي يتولى مهمة إنعاش الحرف والصناعات والنهوض بالقطاع الذي تمثله، وحقق عدداً من الإنجازات تبعاً لقيمة هذا المشروع، ومن بينها إقرار الإستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات، كما تم الفراغ من تهيئة مقرات دائمة لمزاولتها، وتهيئة مراكز للأسر المنتجة فيها، بالإضافة إلى تنظيم دورات تطويرية في هذا القطاع.