استأذن الابن الغالي السيد د. الاستاذ طارق علي فدعق في رصد ثلاثة أرباع مقاله المنشور بعكاظ في 8/8/1433ه اذ خشيت ضياع الفائدة لو اختصرت، وانني على ثقة انه لا يبخل : بالموافقة .. يقول سعادته (من فرط أكل اللبنية الحلوة كان ضرسي المسكين رقم 18 الضحية وهو الواقع تحت الاذن اليمنى ،واشتد الالتهاب لدرجة كاد أن يتوقف على اكمال هذا المقال، ولحسن الحظ وجدت العلاج البسيط في المسمار (القرنفل) المحتوي على العصارة الفواحة العطرة المشابهة لجوهر جزئي السكر في تركيبتها الكيميائية : ستة ذرات كربون وست ذرات أوكسجين ودرزن ذرات هيدروجين، ولكن سرها هو في تركيبها الفرغي الذي أنعم الله عليها به لتتحفنا بمذاقها الغني، وبقدراتها على تعطير الفم، والتغلب على آلام الأسنان واللثة بمفعولها المخدر والملطف السريع بمشيئة الله. وروائع «المسمار» لا تقتصر على خواصه الكيمائية العجيبة فحسب، فقد لعب القرنفل دوره التاريخي والسياسي المميز، ويعتقد المؤرخون أن أقدم شجرة قرنفل في العالم اسمها «أفو» الواقعة في جزيرة «ترنيت» في إندونيسيا. وتقع هذه الشجرة التاريخية في وسط غابات أشجار تنتج البهارات بكثرة. ومن أربعمائة عام، وكانت تلك الثروة الطبيعية ذات أهمية تعادل أهمية البترول اليوم، فمن يملكها كان يتمتع بقوة اقتصادية جبارة وكانت أراضي تلك الأشجار مسرحا لصراعات أوروبية ضارية للحصول على حقوق تجارة البهارات. هولندا ضد البرتغال... ضد اسبانيا... ضد إنجلترا. والضحية أصحاب الأراضي الأصليين «الغلابة» الذين لم يحصلوا ولا على «فتات» الخيرات. واستغلوا كقوة عاملة رخيصة لاستخراج البهارات والنعم الاخرى، وكانت الشركة الهولندية لشرق الهند الشهيرة باسم «فوك» VOC تمارس بطشها الشديد في التعامل مع البشر لاحتكار البهارات(وزراعة البهارات ممنوعة الا من خلال تلك الشركة) واحياناً تحرق الشركة جزءاً من المحاصيل لافتعال ندرة وهمية لابقاء الاسعار مرتفعة جداً، ويجدر بالذكر قصة جزيرة «رَن» في شرق إندونيسيا وكانت غنية بالأشجار المثمرة. تصارعت عليها هولنداوانجلترا ووصل الأمر الى هدنة واتفقاية عجيبة (تخلت انجلترا عن الجزيرة الصغيرة بما فيها من بهارات مقابل تخلي هولندا عن مستعمرة في شرق أمريكا اسمها امستردامالجديدة وبعد التبادل بحسب أهمية البهارات غيرت انجلترا اسم المستوطنة الجديدةالأمريكية ليصبح اسمها نيويورك (أكبر مدن أمريكا اليوم) وسرق أحد المغامرين الفرنسيين بعض ورود القرنفل وهرب بها الى افريقيا ونجح في زراعة القرنفل في جزيرة زنجبار وبذلك انتهى احتكار المسمار من قبل هولندا.. ويتمنى سعادة د. طارق ان نستكشف دائماً عجائب نعم الله التي لا تعد ولا تحصى، ويضيف (سبحان الله أن كثرة أكل اللبنية سببت ألم الضرس رقم 18 والذي قاده الى المسمار والى هذه الرحلة)، انتهى (وهذه القصة الهامة ذكرتني بقصتي مع القرنفل اذ كنت مدمن قرنفل أضعه في علبة صغيرة من المعدن النفيس) وكان منزل شيخ الجاوه الاندونيسيين على حسن شعيب رحمه الله وكان أغلب حجاجه من جزيرة (أمينْ) واذا صارت مناسبة ودخلت الدار الساكن فيها حجاجه (الامينت) اشم رائحة القرنفل الفواحة العطرة فيهم وفي ملابسهم وفي طعامهم وفي شرابهم وفي سجائرهم وفي كل شيء حولهم، اما عن فرط حب اللبنية الحلوة لدى سيدي السيد طارق فأقول ان الكثير يشاطرونه حبها، وخاصة محرر هذه السطور لان والدتي رحمها الله من أسرة اللبني والمرأة يطلقون عليها لبنية وانني أولى بها وما دمنا مع ضرس سعادة د. طارق علي فدعق رقم 18 واستعماله المسمار (القرنفل لتهدئة الالتهاب) وأهمية القرنفل دولياً.. أتذكر ان زوجتي الغالية (أم عيالي خالد وهشام ورامي وغزلان قبل حوالي خمس سنوات كانت تعاني من التهاب شديد في بعض أسنانها الأصلية فشاورت سعادة السيد الدكتور هاشم حسن عبدالغفار لخبرته الطويلة في طبابة الاسنان، فأشار بمراجعة سعادة الدكتور السيد هاشم محسن بلخي (وكان قد زار عيادته بعمارة مدارس الفلاح واطلع على الأجهزة المطورة بالعيادة والفنيين العاملين عليها ومتابعة د. هاشم لكل حالة .. وفعلاً ذهبت وزوجتي وقابلنا بكل التقدير والمحبة وعرفني وعرفته، وأجرى كشفاً دقيقاً على اسنان زوجتي التعبانة ونصح بزراعتها وسألني (ماذا ترى يا عم عبدالرحمن؟ فرددت الرأي ما تراه انت يا ابن محسن وفتح ملفا باسمها وبدأ بنفسه معها وارتاحت من معاناتهم وأعطاها تخفيضاً طيباً، وأصابتني العدوى اذ تعبت من التركيبة التي عملت لي من زمن بمستشفى النور، فاختار الله ان اراجع سعادة السيد د. هاشم، وبعد الكشف بنفسه قال لي (عندي د. هاني المصري القناوي، والتركيبات تخصصه، فسألته عن التكلفة فرد لك التخفيض الذي تريد دون تحديد وان قبلت التكلفة هدية مني فأنا ممنون، فقلت له هذا دكانك ومصدر رزقك، وتم كل شيء على ما يرام ووجب شكره.. وللاستاذ محمد حسين زيدان مقولة حلوة في هذا الشأن ان صانع المعروف شاكره، وشاكر المعروف صانعه والحمد لله رب العالمين.