وفي إحدى الرحلات مع الأخ رشاد عبدالرحمن جان - رحمه الله - وفي مطار بيروت تقابلنا وعلى غير موعد بالشيخ أحمد السباعي - رحمه الله - صديق والدي رحمهما الله فسألني (هل جئتما بيروت من قبل؟ فرددت نعم ياعمي أحمد) فقال انني لأول مرة أجيء بيروت وسوف أكون معكما عدة أيام ثم أغادر إلى القاهرة والعم أحمد مفتشاً بوزارة المالية ورفيقي رشاد موظف بالمحاسبة بوزارة المالية فرددنا عليه اننا أولادك وفي خدمتك فرد (أولادي غير وانتما غير) واخذنا تاكسي من المطار وإلى بيروت بلاس أوتيل بساحة البرج وكانت رحلة ممتعة تعلمنا فيها منه أشياء كثيرة ، ولانه شيخ الصحافة المتحرر فالصحف اللبنانية والمصرية لابد أن يطالعها - وقرأ عن رحلة إلى موسكو خمسة عشر يوماً بمبلغ ألف وخمسمائة ليرة لبنانية عن الشخص الواحد فيها تذكرة الطائرة والفندق وزيارة الأماكن السياحية فعرض العم أحمد أن نرافقه على هذه الرحلة ، فاعتذرنا لعدم توفر المبلغ لدينا - فقال أنا أدفع عنكما واستوفي المبلغ منكما في مكة ، وذهبنا الثلاثة إلى الشركة وسجلنا أسماءنا وعنواننا - وبعد ثلاثة أيام ألغيت الرحلة وراجعنا الشركة وأعيد المبلغ إلى العم أحمد وكأن لم يكن ، فطرأت على ذهن العم أحمد زيارة الاردن وثالث الحرمين الشريفين ، وكنا معه - وكان سفير المملكة الباشا حسين سراج فذهبنا معه إلى السفارة وبعد السلام دعا معالي السفير إلى الغذاء لديه اليوم التالي وانا ورشاد في المعية وبعد الصلاة في الاقصى المبارك وفكر العم أحمد في زيارة بغداد بالبر باتوبيس شركة نيرن الفرنسية 20 ساعة وقضينا أربعة أيام عدنا بعدها إلى بيروت (العم أحمد بالطائرة وأنا ورشاد بالاتوبيس) ، ومن بيروت سافر العم إلى القاهرة. وفي بيروت وعلى موعد مع الأخ رشاد تقابلنا بالاخوان عبدالعزيز ساب وعبدالخالق بخش وقضيت معهما اسبوعا ، وانضممت إلى مجموعة الاستاذ محمود عبدالوهاب دهلوي 7 اشخاص ومن بيروت بالباخرة اسبيريا شركة الادرياتيك ونزلنا في فينيسيا (البندقية) وفي 60 يوماً زرت معهم مدنا أوروبية بالقطارات روما ، باريس ، لندن ، وفي حديقة الهايدبارك سألت الرئيس الاستاذ محمود (ما هذا الذي أرى؟) فقال لي ان الحرية تعطي أي شخص يريد ان يقول ما لديه (على أن لا يتعرض أحد لشخص الملكة) فطلبت من الاستاذ محمود ان يمتطي المنبر ليقول شيئاً فرد عليَّ أطلع أنت ? وفعلاً تحدثت من أحد المنابر ولكن اللغة الانجليزية لم تساعدني فمزجت العربي بالانجليزي ، وفي باريس وبالحي اللاتيني تشرفنا بمقابلة سمو وزير الداخلية آنذاك الأمير فيصل بن تركي وبالسلام عليه دعانا للغذاء بالفندق جراند أوبرا وسألنا ان كنا نحتاج شيئاً فشكرنا له أريحيته وهكذا أمراؤنا ، وفي النمسا صادفتني المعجزة الإلهية وهي: ضعف الحيوانات المنوية وتأخير حمل زوجتي 16 عاماً وتعالجت بالليزر في ارياف النمسا 21 يوماً بحوالي ألف دولار أمريكي 4500 ريال دفعها الشيخ هاشم ناقرو وكيل شركة جوفيال رحمه الله واستوفاها مني على أقساط بعد عودتي إلى مكةالمكرمة فحملت زوجتي ووضعت بنتي احلام وبعدها إلهام ثم عمر والحمد لله رب العالمين.