في مكةالمكرمة تاريخ حافل وذكريات لاتمحوها الايام ومواقف لا تغيب عن الاذهان وبالامس القريب من الزمن البعيد عن الساعات والايام وقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز داعيا لوحدة المسلمين وتضامنهم في مؤتر استثنائي للتضامن الاسلامي لمواجهة التحديات. واختار المليك المفدى مكةالمكرمة موقعا للمؤتمر ويومي 26 27 رمضان موعدا لعقده ليؤكد يحفظه الله حرص حكومة المملكة العربية السعودية على الاستمرار في السير على النهج السياسي الذي رسمته منذ تأسيسها والمتمثل في العمل على وحدة الشعوب الاسلامية وجمع صفوفها وهو ما أكدته الكلمة التي ألقاها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله أمام حجاج بيت الله الحرام عام 1348 ه اذ قال رحمه الله “ الغاية من هذا الاجتماع هو التعارف والتآلف ، لعل الله يوفقنا بذلك لخدمة الدين ونشر حقيقته ، إن هذا الاجتماع للتعارف كما قلت ، ورابطة الإسلام هي خير واسطة للتآلف والتعارف، فالواجب علينا أن نتمسك به ، وأن نعمل بما أمرنا به ؛ لننال الفوز في الدنيا والآخرة “. ومكةالمكرمة والمسجد الحرام والمشاعر المقدسة التي تشكل للمسلمين مقصدا يقصدها العربي والأعجمي والأبيض والأسود يبتغون رحمة الله ورضوانه تترقب اليوم قدوم قادة وزعماء الدول الاسلامية لتقول لهم بصوت واحد بين أحضاني اجتمعتم وعلى ترابي الطاهر وقفتم فاتحدوا لمواجهة أعدائكم وتذكروا كيف وقف الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم صلبا قويا أمام أعدائه. والمؤتمر الذي يعقد هذه الايام في ظروف صعبة لا ينحصر جدول أعماله على القضية الفلسطينية التي أقلقت الشعوب والحكومات العربية والإسلامية على مدى عقود مضت بل سيبحث في قضايا المضطهدين من المسلمين في بورما وعمليات القتل التي تشهدها سوريا والتي راح ضحيتها نساء وأطفال وعجزة. وأمام القادة مواقف لابد أن يسجلوها فالتاريخ سيذكر هذا المؤتمر وسيتناول ما تضمنه من قرارات وما اذا كانت قد نفذت أم توقف تنفيذها. وعلينا كشعوب عربية واسلامية أن ننظر للمؤتمر وقراراته نظرة تفاؤل وندعو الله سبحانه وتعالى التوفيق للزعماء في اجتماعهم وأن يسعوا للعمل على وحدة صفوفهم أمام أعدائهم فالزمان والمكان لهما تقدير واحترام ولابد أن يدركوا بأن اجتماعهم لابد وأن يخرج بقرارات حاسمة ومصيرية ويكفي الشعوب الاسلامية ادانات واستنكارات.