نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود افتتح صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية اليوم السبت 31 /7 / 2010المؤتمر الإسلامي العالمي الذي تعقده الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي في مكةالمكرمة بمناسبة مرور خمسين سنة على إنشاء الرابطة بعنوان (رابطة العالم الإسلامي .. الواقع واستشراف المستقبل) وذلك بقصر الضيافة بمكةالمكرمة. وكان في استقبال سمو النائب الثاني لدى وصوله مقر الحفل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي و الأمناء المساعدون للرابطة وعدد من الشخصيان الإسلامية المشاركة في المؤتمر. عقب ذلك بدأ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بالقرآن الكريم، ثم ألقي معالي رئيس الشؤون الدينية بتركيا الدكتور علي برداق أوغلو كلمة . ثم شاهد الحضور عرضا مرئيا عن تطور رابطة العالم الإسلامي وأعمالها يتضمن مراحل الرابطة ابتداء من تاريخ تأسيسها في 1381 ه حيث تم فيه استعراض المنجزات التي حققتها الرابطة خدمة للإسلام وقضايا المسلمين وابرز العرض جهود ملوك المملكة سعود و فيصل وخالد وفهد (رحمهم الله ) ودعمهم لمناشط الرابطة في العالم مما جعل منها كيانا إسلاميا عالميا تبوء مكانة متميزة بين المنظمات الدولية. كما اطلع المشاركون في المؤتمر من خلال العرض على جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ومساندته للرابطة حيث حققت في عهده الميمون منجزات كبرى من أبرزها الحوار بين أتباع الأديان و الثقافات المختلفة وعقد المؤتمرات العالمية لتنفيذ مبادرته أيده الله أملا في تحقيق التعايش و التعاون مع شعوب العالم ومؤسساته في المشترك الإنساني. ثم ألقي الأمين العام للرابطة معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي كلمة قال فيها : إنها لمناسبة عزيزة تسعد رابطة العالم الإسلامي فيها بافتتاح صاحب السمو الملكي الأميرِ نايف بن عبد العزيز، نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين هذه المناسبة التاريخية، التي تجمع شخصيات متميزة من رجال العلم والدعوة والقيادات الإسلامية، وفدت إلى رحاب البلد الأمين، من مختلف أصقاع العالم، لتسهم في هذا المؤتمر الجامع الذي تعقده الرابطة، بعد مرور خمسين عاماً على تأسيسها، ولتلتقي مع قادة هذا البلد الأمين، كما التقى علماء المسلمين وقادتهم مع قادتها في مختلف المناسبات. ونوه التركي بالدعم الكبير والمتواصل الذي لقيته الرابطة منذ نشأتها وما زالت تلقاه، من حكومة خادم الحرمين الشريفين، انطلاقاً من الأسس التي قامت عليها هذه المملكةُ المباركةُ، في التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتطبيقِ الشريعة في مختلف مجالات الحياة، وحمْلِ قادتِها لِهَمِّ الإسلام، وشعورِهم بالمسؤولية تجاه قضايا الأمة، وانتهاجِهم سياسةً دوليةً تتسم بالحكمة والتوازن وبُعدِ النظر، وطدت الصلة بين المملكة وبقيةِ العالم الإسلامي، أفراداً ودولاً ومؤسساتٍ، مما أتاح الفرصةَ لمشاركة الكثير من العلماء والدعاة البارزين في تأسيس الرابطة وفي مناشطها المختلفة. وأضاف أن الرابطة حظيت منذ تأسيسها برعاية مؤتمراتها ومناسباتها، رعايةً مباشرة من الملوك: سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله جميعاً، ولا يزال هذا النهج متواصلاً في العهد المبارك لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وثمن الدكتور التركي عالياً جهودَ ملوك المملكة العربية السعودية في دعم الرابطة خلالَ مسيرتها، ويعتزون بهم، وكذلك الذين تولوا في السابق رئاسةَ مجالس الرابطة وعضويتَها، وأمانتَها العامةَ والمساعدةَ. وأفاد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن الرابطة تأسست في عام 1381ه، حينما اجتمع العلماء المسلمون والشخصياتُ الإسلامية المهتمة بالشأن الإسلامي، لينظروا في واقع أمتهم ويتشوفوا مستقبلها، ويسددوا مسيرتها، ويتذاكروا شأنهم العام والخاص، كما أراد الله لهم أمة واحدة معتصمة بحبل الله، مجتمعة على هدي نبيه صلى الله عليه وسلم حيث نشأت الرابطة والعالم الإسلامي في أوضاع تختلف عما هي عليها الآن حيث كانت بعض بلدان المسلمين حديثةَ عهد باستقلالها، غِبّ عافيتها من الاحتلال الأجنبي الذي اتخذ أشكالاً شتى، وكان المد الشيوعي في أوج أطواره بتحدياته الأيديولجية، التي يقدمها بديلاً عالمياً شاملاً في الدين والسياسة والاقتصاد والاجتماع. إثر ذلك ألقى سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية رئيس المجلس التأسيسي للرابطة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ كلمة قال فيها: إن الله تعالى جمع العالم الإسلامي في شرق الأرض و غربها تحت رابطة الإيمان و أخوة الإسلام والمسلم أخو المسلم أيا كان موقعه وفي أي بقعة من بقاع الأرض الفسيحة . وأوضح أن تقوية الروابط الإسلامية بحاجة إلى مؤسسة و هيئة خيرة تكون حلقة وصل تجمع أعيان المسلمين وعلمائهم وذلك للتعارف والتآلف و التكاتف والتعاون ودرس القضايا و المشاكل والتحديات التي تواجهها أمة الإسلام وتوحيد جهودهم العلمية واستعراض الآراء والمسائل و النوازل التي تحتاج إلى جهد جماعي للوصول إلى رأي صائب ، وقد تحقق هذا الأمل المنشود بإذن الله بإنشاء رابطة العالم الإسلامي وهي تسعى في خدمة قضايا المسلمين . وبين سماحته أنه كان لدور المملكة العربية السعودية ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الأثر البالغ والدور الفعال في تقوية هذه الرابطة ودعمها بكل ممكن . و أكد أن الرابطة حققت مكاسب عظيمة وإنجازات كبيرة واحتلت مستوى عال على المستوى الرسمي و الشعبي في العالم الإسلامي ، وذلك لان جهود الرابطة أتت بفضل من الله ثم بالتعاون مع المسلمين لاسيما الأقليات منهم في سبيل المحافظة على القيم و الأخلاق والفضيلة . عقب ذلك ألقيت كلمة راعي الحفل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية قال فيها " لقد شرفني سيدي خادم الحرمين الشريفين نيابة عنه في افتتاح مؤتمر رابطة العالم الإسلامي الواقع واستشراف المستقبل فباسمه حفظه الله أرحب بكم جميعا وقد اذن لي وشرفني سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإلقاء كلمته الموجه لكم . بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الإخوة : سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: فأرحب بكم وأنتم تجتمعون بجوار بيت الله الحرام في أم القرى، مهبط الوحي ومنطلق رسالة الإسلام، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم في هذا اللقاء الإسلامي الكبير الذي دعت إليه رابطة العالم الإسلامي ، للنظر في واقعها، والتشاور حول برامجها ، واستشراف مستقبلها، وذلك بعد مرور خمسين سنة على إنشائها وانطلاقها من هذا البلد الأمين في أنبل مسعى، تخدم به رسالة الإسلام ، وتنشر مبادئه العظيمة ، وتتابع شؤون المسلمين في كل مكان . ولقد سرّنا ما تقوم به الرابطة من أعمال أسهمت في علاج مشكلات المسلمين، وتوحيد كلمتهم، ونشر الصورة الصحيحة عن الإسلام، وتصديها للآفات التي تسللت إلى بعض المجتمعات الإسلامية، ومن أخطرها الغلو في الدين والتطرف والإرهاب، حيث قدمت في كل ذلك جهوداً مشهودة ومشكورة ، إلى جانب ما قدمته للإنسانية عن طريق الحوار من مبادئ ومفاهيم إسلامية، لتعزيز التفاهم والتعاون بين شعوب العالم . أيها الإخوة: إن المملكة العربية السعودية التي رحبت بقيام الرابطة على أرضها، لتعتز بالنهج الإسلامي الذي تسير عليه في تطبيق الإسلام ودعوة المسلمين إلى التضامن والتعاون والوحدة، ودعوة علمائهم لبذل الجهد المطلوب لتحقيق آمال المسلمين في إصلاح شأنهم، ووحدة صفهم واستعادة عزتهم. لقد وضعت المملكة منذ قيامها وحدة المسلمين في أولويات اهتماماتها، حيث أطلق مؤسسها والدنا الملك عبد العزيز رحمه الله كلمته المشهودة : " أنا مسلم ، وأحب جمع الكلمة وتوحيد الصف، وليس هناك ما هو أحب إلى من تحقيق الوحدة ". إن هذا كان منطلقه رحمه الله في دعوة علماء الأمة للاجتماع في مؤتمر مكةالمكرمة الأول، قبل ست وثمانين عاماً، وذلك في عام 1345ه وقد خاطب طيب الله ثراه العلماء بكلمات عرض فيها رؤيته في أوضاع الأمة ، ولخص النهج الذي يجب أن تكون عليه فقال: " إنني أرجو من المسلمين أن يرجعوا إلى كتاب الله وسنة رسول الله، وهذا هو ديننا، وهذا هو معتقدنا، إن التفرقة أول التدهور والانعزال، بل هي العدو الأكبر للنفوس والغاوية للبشر، والاتحاد والتضامن أساس، فيجب على المسلمين أن يحذروا التفرقة وأن يصلحوا ذات بينهم ". إن المملكة متمسكة بهذا النهج ، فهي تحرص على تطبيق شرع الله، وتبذل جهوداً متواصلة في خدمة دينه ، وفي تحقيق تعاون المسلمين وتضامنهم، ومع هذا النهج تلتقى رابطة العالم الإسلامي بأهدافها ووسائلها وخططها وأعمالها، وحق لها بذلك أن تكون ممثلة لشعوب الأمة الإسلامية، وأن تتبوأ مكانة مرموقة بين المنظمات الدولية، جعلت هيئة الأممالمتحدة تمنحها شهادة رسول السلام. إضافة سادسة وأخيرة أيها الإخوة: إن ثقتنا بكم وبالرابطة تجعلنا نضع أمامكم، وأنتم تبحثون في قضايا الأمة، ثلاث قضايا: الأولى : عدم فهم الإسلام على حقيقته عند البعض مما أدى بهم إلى الجنوح والانحراف عن وسطيته . وهذا أوجد تحديات خطيرة ينبغي مواجهتها بالحكمة والمعرفة والمناصحة ونشر ثقافة الوسطية بين الناس. الثانية: البعد عن النهج الذي اختاره الله للمسلمين، مما أضعف مقاومة الأمة للتحديات، فتجرأ عليها الأعداء وعمدوا إلى المساس بشعائرها ومقدساتها وقد كفل الله سبحانه وتعالى للمسلمين ، التمكين إذا أطاعوه: ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم آمنا ). تفرق الأمة، وهذا تحد لا بد من مشاركة علماء الأمة في علاجه، بتآلف القلوب أولاً، وبجمع الناس على الاعتصام بحبل الله ودينه ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ). إن الأمل معقود عليكم أيها الإخوة أن تتأملوا وأنتم تستشرفون مستقبل أعمال الرابطة وطموحاتها، مواضع الخلل في حياة المسلمين، وأن تضعوا منهاجاً إسلامياً شاملاً للإصلاح- إصلاح علاقة الناس بالله سبحانه وتعالى - وإصلاح أوضاع المسلمين، وعلاج المشكلات التي يعانون منها، والإسهام في إصلاح شأن هذا العالم وتوطيد السلام والأمن لشعوبه، فالإسلام رسالة الله إلى العالمين ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ) ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ). أيها الإخوة: أشكركم ، وأشكر رابطة العالم الإسلامي على ما تبذله من جهود إسلامية وإنسانية ، وأؤكد لكم أن المملكة ستواصل دعم الرابطة ومساندة برامجها وأدعو الله أن يكتب لكم التوفيق والنجاح في هذا المؤتمر . وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، بعد ذلك قام سمو النائب الثاني بتكريم ملوك المملكة العربية السعودية حيث تسلم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة درعاً تذكاريا بهذه المناسبة . كما سلم سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز دروعا تذكارية بهذه المناسبة لعدد من الشخصيات الإسلامية و الأمناء السابقين للرابطة . كما قدم معالي الأمين العام للرابطة درعا تذكاريا بهذه المناسبة لسمو النائب الثاني. ثم غادر سمو النائب الثاني مقر الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم. عقب ذلك بدأت أولى جلسات المؤتمر بعقد الجلسة الأولى برئاسة عبدالرحمن سوار الذهب رئيس مجلس امناء منظمة الدعوة الاسلامية في جمهورية السودان.