الموقف من الثورة السورية المباركة ومن جرائم بشار وعصابته التي يندى لها جبين كل انسان حر اينما وجد , يجب أن يتجاوز حدود الكلام والشجب والتنديد إلى الفعل الإيجابي الداعم والبناء والفاعل لمساندتها ، وبكل الطرق قبل فوات الأوان وعدم انتظار الآخر ليقدم الحلول ، ناهيك عن المساعدة التي إن قدمها يقدمها ضمن مصالحه لا مصالح الآخرين، والتي لا تتناسب ونجاح هذه الثورة التي لا تضمن أمن إسرائيل أولا , فهذا الدعم يجب أن يكون ضمن مصالح أهل المنطقة وشعوبها..ناهيك عن الموقف الروسي المشين ، الذي يحاول بكل قواه المحافظة على النظام وقاعدته العسكرية في طرطوس السورية غير آبه بتلك الدماء الزكية التي تجري يوميا في كل مدن وقرى سورية، بل تلك المجازر والجرائم التي يرتكبها النظام وعصابته بواسطة الأسلحة الروسية التي تقدمها له دون توقف ودون حياء.. وهذا الموقف الروسي يتخذه الغرب شماعة لكي لا يقدم أي مساعدة أو يحرك ساكنا لشعب يذبح يوميا وبآلة حربية مجرمة لأنها تتعارض ومصالحه..أما دور إيران الداعم للنظام بالسلاح والرجال فلا يخفى على أحد، ومعه حزب الله اللبناني لاستمرار المد الإيراني في المحاولة على السيطرة على المنطقة بأسرها.. ولكي لا يتكرر الدرس العراقي وما آلت إليه الأمور من فقدان دوره العربي المساند ليكون دوره خنجرا في صفحة المصالح العربية، معطيا دعما لا محدودا لمصالح إيران في المنطقة إن لم نقل أنه يستمد قراراته من طهران وهذا لا يخفى على أي مراقب بسيط.. فإذا ما تهاونا واستكنا وانتظرنا لما يحصل في سوريا من دمار، يستهدف الانسان والبنيان كما يستهدف مصالح المنطقة برمتها لصالح إيران ومن يدور في فلكها, وإذا ما تمكن بشار من الاستمرار في الحكم أو المشاركة فيه عن طريق أحد أعوانه أو مساعديه أو جزء من زمرته، ويكون للآخرين دور صوري ثانوي عبر مفاوضات يراد لها أن تكون على غرار الحل اليمني (مع كل الاختلافات في النتائج والاستراتيجيات المؤثرة على المنطقة) لتفريغ هذه الثورة العظيمة من أهدافها في عدم تحقيق تطلعات الشعب السوري العظيم أولا في نيل حريته وكرامته وحقوقه المسلوبة لعقود، والذي قدم من أجلها كل هذه التضحيات الجسام على مدى أكثر من عام ونصف, وثانيا قد تكون سورية خنجرا آخر موجها بشكل مباشر للمصالح العربية هذه المرة، إذا ما رسمت خريطة جيوسياسية جديدة بمشاركة بشار ونظامه بأي شكل ..إلا أنه بانتصار الثورة السورية تكون سورية مصدر قوة جديدة لدول الخليج تحديدا، بعد أن أصبحت مصر قريبة جدا من لعب دورها المناط بها ، فتشكل مع سورية الجديدة ودول الخليج قوة تستطيع حماية مصالح شعوبها جميعا ، وخاصة ردع شهوة إيران وإيقافها عن التدخل في شؤون دول المنطقة.. يجب العمل وبكل الجهود لمساندة الثورة السورية المباركة والانتصار لها مباشرة وبكل الوسائل والطرق إلى أن تنتصر بإسقاط نظام بشار وعصابته المجرمة تماما , ليستعيد الشعب السوري حقوقه المسلوبة في الحرية والكرامة ويعود إلى حاضنته العربية الطبيعية , ويندحر المد الإيراني السرطاني الذي يحاول جاهدا التغلغل في شؤون الدول العربية والذي يحاول تصدير مشاكله خارجا ، لإرباك الآخرين وإضعافهم ، وكذلك إشغالهم بأنفسهم ليتفرغ لمصالحه.. كما يجب التنبيه أيضا بالتركيز على الأولويات هنا ، وعدم إضاعة الجهد يمينا ويسارا وخاصة ما تبنى عليه بعض الأحلام والآمال من تغيير في النظام الداخلي الإيراني الذي لا يجب أن نعول عليه كثيرا ، فهؤلاء جاهزون أن يلعبوا الدور الأشد قسوة تجاه المصالح العربية وضربها في التحالف مع العدو الأول إسرائيل ومن والاها.. فهل نقوم بأنفسنا لاتخاذ الخطوات المناسبة لدعم الثورة السورية ، التي انتصارها أصبح ضرورة ملحة لانتصار كل قضايا المنطقة العربية ورسم خريطة جيوسياسية تناسب تطلعات وآمال شعوب المنطقة.