قال عالم اميركي في الكتل الجليدية ان القطب الشمالي قد يصبح هذا الصيف مجردا من ثلوجه موقتا في ظاهرة غير مسبوقة في الازمان الحديثة ستسجل مرحلة جديدة في تراجع الطوف الجليدي منذ عشر سنوات تحت تأثير الاحتباس الحراري. واوضح العالم مارك سيريزي (من المركز الوطني سنو اند آيس داتا) في باولدر (كولورادو، غرب) "من الممكن جدا الا يعود هناك جليد في القطب الشمالي مع نهاية الصيف، مما يفسر بواقع ان القطب بات مغطى بطبقة رقيقة من الثلج". واعتبر هذا العالم الذي قدر هذا الاحتمال بنسبة 50%، انه "من المعقول ان تتمكن المراكب الشراعية من الابحار من الاسكا الى القطب الشمالي". واضاف ان ذوبان الطوف الجليدي في القطب الشمالي "حصل فعلا في تاريخ الارض لكن بالتأكيد ليس في الازمنة الحديثة". وذكر ان "ما لاحظناه في السنوات العشر الاخيرة هو تراجع واسع للطوف الجليدي في القطب الشمالي خصوصا في السنوات الثلاث الاخيرة، وهذا الاتجاه طويل الامد قد يؤدي الى اختفاء الثلوج خلال الصيف في محيط القطب الشمالي بحلول 2050 و2100". ولفت سيريزي الى ان "القطب الشمالي يمثل من وجهة النظر العلمية نقطة مثل غيرها على وجه الكوكب، لكن امكانية ذوبان جليده كليا (حتى لفترة وجيزة) يحمل معنى رمزيا قويا في المخيلة الشعبية". وتابع مازحا "من الصعب تصور القطب الشمالي بدون ثلوج ولا تنسوا ان البابا نويل (سانتا كلوز) يقطنه". لكن هذه الظاهرة تشكل "مؤشرا اخر لاختفاء الطوف الجليدي في القطب الشمالي". وعبر العالم عن استغرابه "لامكانية حدوث ذلك بهذه السرعة"، موضحا انه "قبل خمس سنوات فقط لم اكن حتى اتصوره". وخلال صيف 2007 سجلت الاقمار الصناعية اصغر مساحة للطوف الجليدي عند منتصف ايلول/سبتمبر اي في ذروة الذوبان الجليدي، منذ قرن على الارجح كما ذكر مارك سيريزي. والصيف الماضي تم ذوبان 23% من الطوف الجليدي، مما حطم الرقم القياسي السابق المسجل في العام 2005. وبالنسبة لهذه السنة "نتوقع على الاقل خسارة موازية لصيف 2007 وحتى اكثر، ذلك مرهون بالظروف المناخية ولا نعرفها حتى الان". ويبدأ فصل ذوبان الثلوج في القطب الشمالي عند منتصف حزيران/يونيو. ويبلغ الجليد مستواه الادنى عند منتصف ايلول/سبتمبر والاقصى في فصل الشتاء عند منتصف اذار/مارس. وراى هذا العالم ان انخفاض انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، من شأنه ان يخفف من هذه الظاهرة لكن عكسها سيتطلب مدة طويلة". غير ان ذوبان الجليد في القطب الشمالي لا يخلو ايضا من الجوانب الايجابية. فالسفن ستتمكن من سلوك المعبر من الشمال الى الغرب بصورة منتظمة، متفادية بذلك دورة طويلة عبر قناة بنما او رأس هورن (كاب هورن). الى ذلك فان اعماق محيط القطب الشمالي غنية بالنفط وبدون الجليد سيصبح الوصول الى هذه الحقول النفطية اكثر سهولة كما يؤكد عدد من الخبراء.