قال الباحث الفلكي ملهم محمد هندي من قسم علوم الفلك والفضاء بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة:تبدأ كاميرات الهواة وتلسكوبات المتخصصين للتوجه لأجمل لوحات السماء يمكن رصدها خلال فترة الصيف إلى نهاية الخريف , حيث يبدو في الأفق أحد أذرع مجرتنا مجرة درب التبانة على شكل غيمة عظيمة خافتة تشبه طريقاً تناثرت عليه قطرات من اللبن , تشرق من الشرق الجنوبي ممتدة بمحاذاة الأفق بعد مغيب الشمس لتتعاظم في الارتفاع وتصبح عاموديه على الأفق الغرب الجنوبي بعد منتصف الليل , وما هي هذه الغيمة العظيمة ذات الضياء الأبيض الخافت الممتد في السماء إلا نتيجة الملايين من النجوم السماوية المضيئة والتي تبدو رغم أبعادها الشاسعة كأنها متراصة متجاورة لكونها محتشدة في قلب مجرتنا , ويأتي تسميتها بمجرة درب التبانة أو طريق اللبانة نظرا لتشبيهها الإغريق باللبن المنسكب على سجادة سوداء أما عن اسم (درب التبانة) فقد جاء من تشبيه عربي، حيث رأى العرب أن ما يسقط من التبن الذي كانت تحمله مواشيهم كان يظهر أثره على الأرض كأذرع ملتوية تشبه أذرع المجرة , ومجرة درب التبانة تحتوي على حوالي مابين 200 إلى 400 مليار نجم من ضمنها شمسنا وتأخذ الشكل اللولبي ذات ستة أذرع ونعيش نحن على أطراف المجرة , وكان إنشتاين حتى عام 1929م يعتقد أن الكون عبارة عن مجرة درب التبانة حتى جاء عالم الفلك هابل وغير نظرتنا بأن مجرتنا ما هي إلا مجرة من مليارات المجرات في الكون , وتتاح لسكان الأرض في النصف الشمالي من رصد مجرة درب التبانة سنويا من الصيف حتى نهاية الخريف , ويمكن رصدها بالعين المجردة في الليلة الصافية بعيداً عن إضاءة المدن ودائماً ما تبدع أنامل المصورين في تصوير طريقنا لمجرتنا الأم .