منذ سنواتنا الدراسية الأولى، في مادة العلوم أو الجغرافيا.. ندرس الفضاء الغامض بخصائصه وأسراره، فقد اعتدنا أن نردد أسماء الفضاء الغريبة دون أن نفهم المغزى أو سبب تسميتها، من تلك الأسماء اسم مجرتنا درب التبانة والتي تسمى أحيانا بالمجرة الحلزونية، عندما تطالع صورة لمجرتنا فستفهم سبب تسميتها بالحلزونية، أما عن تسميتها بدرب التبانة فذلك لأن العرب اشتقوا هذا الاسم من المسمى الإنجليزي milky way أي درب اللبانة وهو الطريق الذي يمشي عليه حاملو اللبن قديما عائدين لبيوتهم فيملؤون الطرق باللبن في خطوط متعرجة وملتوية، وعندما تمشي على خطاهم فستعرف أن حاملا للبن مر من هنا فقد ملأ الطريق بياضا وتعرجا والتواء قاصدا منزله، ومجرتنا تشبه طريق اللبانة حيث تبدو النجوم في ترتيبها وشكلها بيضاء وملتوية تماما مثل طرقات حاملي اللبن، عندما استورد العرب هذا الاسم غيروه قليلا ليصبح درب التبانة أي طريق حاملي التبن، «ولا أعلم لماذا غيروا الاسم من اللبن إلى التبن!».. لك أن تغوص أكثر في المجرة لتجد مجموعتنا الشمسية، الكواكب والأقمار والمذنبات والكويكبات.. كلها في غموضها وأسرارها تحمل قصة لتسميتها، على سبيل المثال المذنب هالي الذي يزور الأرض زيارة خاطفة كل 76 سنة، كان عالم الفلك إدموند هالي مهووسا بمراقبة السماء بتلسكوبه عندما رصد مذنبا غامضا وسريعا يمر في السماء، فأجرى الأبحاث والدراسات المتواصلة حوله حتى توصل لنتائج تفيد أن مذنبا يدور في الكون وسيشاهد مرة أخرى في سماء الأرض بعد 76 سنة، وعندما أخبر الناس بذلك لم يصدقوه بل سخروا منه وهمشوا استنتاجاته واستحقروها.. وبالفعل عاد المذنب لزيارة الأرض كما أخبر.. فرآه الناس وصرخوا: مذنب هالي!! وتم تثبيت اسم هذا المذنب باسم مكتشفه، وهكذا تلقى إدموند هالي التكريم على اكتشافه لهذا المذنب بعد موته. الحديث عن أسماء الأجرام في الفضاء شيق وفيه الكثير من العبر والدروس عن بحث الإنسان الدائم في الفضاء وسبر أغواره وعوالمه اللامتناهية ورغم ذلك أعتقد أن الإنسان لا زال في هذا المضمار يخطو خطواته الأولى.