هدف الدقيقة 80 الذي احرزه النجم معاويه فداسي بالطريقة الجميلة البعيدة عن التقليدية المقيتة ذلك الهدف التعادلي الرائع نزل بردا وسلاما على قلوب الجماهير السودانية المتوسطة التي ظلت ترابض في ملعب الامير عبد الله الفيصل لتقف مساندة ومؤازرة لصقور الجديان في استهلالية مشاركتهم في البطولة العربية التي تقام في ارض الطهر والنقاء المملكة العربية السعودية . والهدف نزل بردا وسلاما على كل سوداني ظل قابعا خلف الشاشة الكرستالية البلورية وهو يتابع الصقور البدلاء وهم يخوضون هذه التجربة الافتتاحية طمعا في تسجيل حضور قوي ومؤثر عبر هذه البطولة في محاولة جادة لاستعادة جزء من الاراضي العربية المكتسبة في سالف العصور والازمان . وعلى الرغم من ان التعادل يعتبر بالنسبة للفريقين بمثابة الخسارة على اعتبار انه سيفقد الفريقين نقطتين غاليتين الا اننا نعتبره مكسباً كبيراً للمنتخب الذي كان في طريقه لخسارة النقاط الثلاث فجاءت النقطة اليتيمة لتبقي على حظوظه قائمة في بلوغ الدور الثاني من المسابقة متى ماتعامل اعضاء الجهازين الفني والاداري مع المباراتين المتبقيتين في مشوار الدور التمهيدي برؤية فنية متقدة بعيدة عن التحفظ والرهبة التي كان عليها المنتخب الوطني السوداني في لقاء الافتتاح امام صغار الفراعنة الذين لم يكونوا بتلك الخطورة المتناهية والتي تجعل افراد منتخب السودان وبايعاز من مدربهم جبره ومساعده ملكية يلجأون الى اللعب بطريقة دفاع المنطقة معتمدين على الخندقة باكبر عدد من اللاعبين والاكتفاء بالهجمات المرتدة التي شكلت خطرا داهما على جبهة الدفاع المصري في بعض فترات المباراة وخصوصا في شوط اللعب الثاني الذي تغير فيه الاداء بنسبة وصلت الى اكثر من 60% مما يدل على ان نجوم المنتخب السوداني يمتلكون ناصية المبادرة والهجوم واللعب المفتوح . وجزئية الخندقة واللعب بطريقة دفاع المنطقة ينبغي بل يجب ان يتحرر منها المنتخب في القادم من المباريات ويلعب بطريقة متوازنة رافعين شعار الهجوم خير وسائل الدفاع لاسيما وان منتخب السودان وضح انه يمتلك قدرات فنية جيدة يمكن بقليل من الثقة بالنفس ومضاعفة الجهود ان يسخرها لتخطي منافسيه وتحقيق الفوز الذي سيكون بمثابة جواز المرور الى الدور الثاني من المسابقة في هذا المحفل العربي الكبير . اننا ندرك ان التهور والاندفاع في المباريات الافتتاحية ربما يدفع المنتخب ثمنه باهظا والان وقد نجح المنتخب في الخروج باقل الخسائر من مباراته الافتتاحية فاننا نناشد المدرب جبرة ان يضع الحسابات المتوازنة والخطط الذكية للقاء لبنان القادم يوم غد الاربعاء فهو لقاء العبور والفوز فيه قد يقرب المنتخب السوداني كثيرا من الدور الثاني والمطلوب خطة هجومية متوازنة حتى نصل الى الغايات المرجوة فنحن لانريد ان يصيف المنتخب السوداني مبكرا ونغادر من الدور الاول لا قدر الله فشكله سيكون غير مقبول إن حدث ذلك .