تتميز المملكة العربية السعودية عن غيرها من الدول بالاستقرار منذ تأسيسها وتوحيدها على يدي المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه حتى أصبحت بحق مملكة الأمان والأمن والإنسانية يشعر بها كل مواطن ومقيم أو زائر لهذا البلد الطاهر. ويحضر هذا الاستقرار بكل معانيه ومفرداته وتتجلى مظاهره ومقوماته حين يكون الحديث عنها وعن نهج الحكم فيها وانتقاله بين أفراد أسرة آل سعود بسلاسة وبشكل أذهل العالم، فكم من الأحداث التي فقدت فيها المملكة شخصيات من ولاة الأمر رحمهم الله ذات تأثير قوي محلياً ودولياً دون أن يحدث ما يعكر صفو الوطن واستقراره كما يحدث في كثير من دول العالم فتنتقل السلطة في غاية الهدوء، من خلال نظام وأسس معدة سلفاً للتعامل مع الأحداث ومن خلال رؤية ثاقبة للمليك وتوافقية تسود الأجواء، يصاحبها التفاف وطني وشعبي كبير محل تقدير عظيم من القيادة، فتلاشت أحلام الباحثين عن الفوضى، وفشلت أفكار المتلونين المتربصين الصائدين في تعكر الأجواء. هذا الاستقرار الذي يعد أنموذجاً يحتذى به أهَّل المملكة العربية السعودية لأن تكون واحدة من أهم الدول التي ترسم أبعاد المستقبل وخارطته، فهي تمثل الثقل في العالمين الإسلامي والعربي لما لها من مكانة في قلوب المسلمين كونها حاضنة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، ويصاحب ذلك ثقل آخر يوازيه قوة وتأثيراً على المستوى الدولي والعالمي لدورها الحيوي والمفصلي المهم الذي تحمله على عاتقها اقتصادياً ودورها الإنساني في انتشال البشرية من أزماتها وتضحياتها من أجل ذلك، ودعمها السياسي لكل القضايا العادلة عربياً ودولياً. وهذا الاستقرار صاحبه وحدة وطنية رائعة امتزج فيها الشعب والقيادة ليشكلوا ويصنعوا منها أنموذجاً يحتذى به، والتي كانت ولازالت وستظل بإذن الله هي السياج الذي يحيط بالوطن ويحفظ له أمنه وأمانه ويمكنها من مواجهة التحديات داخلياً وخارجياً. واستقرار المملكة ليس شعاراً، بل واقعاً ملموساً على الأرض، ولم يكن مصادفة، بل نتيجة لرؤى وتوجيهات وسياسات حكيمة من ولاة الأمر حفظهم الله، فالمواطن السعودي محل الاهتمام الأول لديهم. هذا الاهتمام جسده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رعاه الله في كل محفل، حيث يوصي المسؤولين دائماً بالمواطن وتحسس مشاكله ومعاناته، وتذليل الصعاب التي تعترض طريقه في الحياة، بل وقدم حفظه الله نفسه كأنموذج يحتذى به في الاهتمام بالوطن ووحدته وبالمواطن من خلال جولات تفقدية أثمرت عن مشاريع تنموية، ومدن، وجامعات، والعديد من المنجزات من أجل مستقبل مشرق وزاهر. ستظل المملكة العربية السعودية بحول الله على هذا النهج من الاستقرار، وعلى هذه المحبة من ولاة الأمر، والالتفافة الرائعة بين الشعب والقيادة، والوحدة الوطنية العظيمة. وستظل واحة للأمان بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ثم تمسكها بشرعه من الكتاب والسنة، وبالأسرة الملكية الكريمة، والقرارات والاختيارات الحكيمة لما فيه مصلحة الوطن والمواطن. رئيس التحرير المكلف للتواصل : مكةالمكرمة ص. ب : 1185 ahbay 52 @ yahoo .com