جاء خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الى الأشقاء في سوريا ليمثل طوق نجاة ومحاولة جادة وبادرة كريمة لاخراجهم من هذا المنعطف قبل الانزلاق الى أتون الفوضى والانفلات.. حيث دعا المليك المفدى الى اتباع الحكمة كخيار للخروج من المنعطف الحالي والا الفوضى هي التي ستسود والضياع لا قدر الله. وخطاب المليك المفدى موقف جديد في سلسلة المواقف التاريخية التي وقفتها المملكة مع سوريا.. يريد به مصلحة سوريا وشعبها وهذا ما نلمسه في كل فقرة من فقرات الخطاب وفي كل جملة منه. ان الغاية او الرسالة التي يريد خادم الحرمين الشريفين ارسالها الى الاشقاء في سوريا واضحة شفافة.. وهي العمل الجاد من أجل ان تظل دولة قوية وذلك لن يكون إلا بالاصلاحات والاصلاحات الحقيقية العاجلة التي تلامس مصالح الشعب السوري واهتماماته ومن خلال ذلك قطعاً سيعود الاستقرار لهم ويشعر شعبها بالامان وقد حان الوقت لمثل هذه الخطوة. الخطاب جاء في وقته تماماً مع تطورات الأحداث بشكل درامي مؤسف في سوريا ومع ما آل اليه المشهد في هذا البلد الشقيق من مظاهر قتل ودماء وترويع باستخدام آلة الجيش العسكرية، ومع هذا الوضع الذي أصبح فيه المواطن السوري ضحية لسياسة حكومته.. فإن الصمت لم يعد مطاقاً ولا مقبولاً.. والعنف مع الشعب ظلم لا يقبله احد فقد قال خادم الحرمين الشريفين بكل وضوح وصراحة ان ما يحدث في سوريا ليس من الدين ولا من القيم ولا من الأخلاق ولا يمكن تبريره.. اذ كيف يمكن تبرير تلك الصور البشعة من التنكيل بشعب غاية ما يطمح اليه اصلاحات وحياة كريمة داخل وطنه. ولهذا وبنفس المستوى من الوضوح اعلن المليك المفدى ان ما يحدث في سوريا لا تقبل به المملكة. ان ما جاء في كلمة المليك المفدى رؤية حازمة من أجل الاصلاح ، الاصلاح من أجل الشعب السوري والاصلاح من اجل سوريا نفسها لتكون دولة هادئة مستقرة بعيدة عن الاضطراب والفوضى ولن تترك في مهب الريح.. وهذا نهج خادم الحرمين وما عرف عنه من اهتمام بأمته العربية والاسلامية فهو حفظه الله داعية استقرار ورائد سلام. وتعبيراً عن رفض المملكة لما يجري في سوريا كان استدعاء السفير هناك لمزيد من التشاور.. اذ لابد من موقف يعبر عن قلق المملكة لما يجري هناك.. لعل الاشقاء يحكمون العقل والحكمة لترميم ما يمكن ترميمه، فسوريا بلد شقيق واستقرارها مهم للمنطقة.. ولهذا جاءت هذه الكلمات قوية مختصرة صريحة واضحة من خادم الحرمين الشريفين علّها تجد آذاناً سورية صاغية. واذا ما لامس الصدق الذي خرجت به كلمات خادم الحرمين الشريفين تجاوباً صادقاً من الجانب السوري فإن ذلك يمكن ان يشكل بداية النهوض من العثرة وعودة العزة والكرامة للشعب السوري في أجواء إصلاح حقيقية. ولأن المملكة تميزت عبر تاريخها الطويل بالمصداقية في كل ما تطرحه فقد وجد خطاب المليك المفدى صدى واسعاً وترحيباً كبيراً على المستويات كافة المحلية والاقليمية والدولية بل ان دول الخليج العربية سارعت الى حذو حذو المملكة في استدعاء سفرائها من دمشق. كما أن الدول الاوروبية اعلنت ترحيبها بما جاء في خطاب خادم الحرمين الشريفين... ولاشك ان الخطاب وما حظي به من اصداء رسالة أخرى الى الاشقاء في سوريا ان الوقت قد حان لأن تتصدى القيادة السورية الى دورها التاريخي.. والا فإن أي عناد أو مكابرة قطعاً ليسا في المصلحة. # رئيس التحرير المكلف للتواصل : مكةالمكرمة ص. ب : 1185 ahbay 52 @ yahoo .com