كلمات من القلب إلى القلب ارتدى بها الكون حلة بهية للتلاحم العميق بين الجسد والإحساس الإنساني الذي استمد الوفاء من الدلالات الصريحة على المحبة الصادقة، قد سطر الخطاب الوجداني أسمى معاني الشعور بهموم المواطن واحتياجاته فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. لقد أضاف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله إلى خطابه ظهر يوم الجمعة 13 ربيع الآخر 1432ه نبضات فؤاده ليسمعها العالم بأسره ويسجلها التاريخ بحبره حين قال مخاطبا لشعبه الوفي : “ يعلم الله أنكم في قلبي أحملكم دائماً وأستمد العزم والعون والقوة من الله ثم منكم”. ونحن نقول بصوت عالٍ ولكل العالم : (نحن على العهد والوعد، مجددين البيعة والولاء والطاعة). وجاءت الأوامر الملكية والقرارات الحكيمة تجسيداً لمفهوم الرعاية الأبوية التي يظلل بها الأب أبناء شعبه وحرصه الشديد على توفير الأمن والأمان والرعاية الصحية والمسكن وسبل العيش الرغيد والقضاء على البطالة في جعل تلك القرارات تدخل حيز التنفيذ بأسرع وقت ممكن فالشعور بالمسؤولية تجاه تلمس احتياجات المواطنين يقود القائد إلى الاستمرار في توفير فرص العيش الكريم. فهم ذلك الشعب الذي يفتخر بهم حيث وصفهم بصمام الأمان الذي تشرب حب الوطن وتربى على مبادئ الدين الحنيف وفق قيم الاطمئنان والاستقرار والسلام، لقد أبهج القلوب وأثلج الصدور وجعل من شعبه أنموذجاً يُحتذى به في الولاء والطاعة فقد أكد ذلك بقوله رعاه الله : “ كم أنا فخور بكم والمفردات والمعاني تعجز عن وصفكم أقول ذلك ليشهد التاريخ وتكتب الأقلام وتحفظ الذاكرة الوطنية بأنكم بعد الله صمام الأمان لوحدة هذا الوطن وأنكم صفعتم الباطل بالحق والخيانة بالولاء وصلابة إرادتكم المؤمنة”. إن استشعار المسؤولية الملقاة على عاتق كل مسئول تحتم علينا جميعاً مراقبة الله عز وجل في السر والعلن فالشريعة الإسلامية والهدي الكريم نبراس نهتدي به إلى الطريق المستقيم ومن هذا المنطلق كان من ضمن حزمة الأوامر الملكية وقفة حازمة تجاه محاربة الفساد تطهيراً للمجتمع من آثاره الخطيرة وأبعاده الملوثة التي تفتك بالحاضر وتؤثر سلباً على مستقبل الأجيال القادمة. فكان لقرار إنشاء “ الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد “ المرتبطة به - حفظه الله- نظرة ثاقبة تسعى إلى الالتزام بالأهداف والمبادئ والمنطلقات المنبثقة من الإسلام الذي تدين به الأمة عقيدة وشريعة ، وتهدف إلى ترسيخ الإيمان بالله –عز وجل– في نفوس الناس، والنهوض بالمستوى الفكري والأخلاقي والحضاري والوجداني للمواطنين وإلى تعميق فكرة الطاعة لله ولرسوله وأولياء الأمر، كما تستمد الأنظمة المالية والتجارية والاقتصادية مضامينها من الشريعة الإسلامية الخالدة في إدارتها لمسؤولياتها ونهوضها بمختلف النشاطات فالشفافية في التعامل تؤدي إلى خلق بيئة واعية خالية بإذن الله من شوائب الفساد وثقوب هدر المال العام !!. ومن هذه الثوابت الإسلامية التي تستمد منها الدولة نهجها بالسير على هدي الكتاب والسنة ايضاً، ولإيضاح الدين الصحيح أمر حفظه الله بإنشاء فروع للرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والافتاء في كافة مناطق المملكة واستحداث وظائف لها ودعمها. وكذلك انشاء مجمع فقهي، واعادة اعمار وترميم المساجد والجوامع، ودعم جمعيات تحفيظ القرآن، ومكاتب الدعوة والارشاد، والرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كما كان للأمر الملكي بشأن إيجاد فرص عمل للمواطنين السعوديين ورفع نسب السعودة في القطاع الخاص والتأكيد على الاجتماع بشكل عاجل من قبل وزير التجارة والصناعة ووزير العمل مع رجال الأعمال من أجل المسارعة الفاعلة والجادة في السعودة كان له وقعه المؤثر والذي يجب على رجال الأعمال وأصحاب القطاع الخاص استشعاره للقيام بواجبهم الوطني في بناء الوطن بسواعد أبناء الوطن والصبر عليهم وتأهيلهم على رأس العمل وخدمته في كافة قطاعاته ومؤسساته العامة والخاصة حيث التكامل بين مؤسسات الوطن وأفراده يصنع إنجازاته ويحقق أهدافه المرجوة. ندعو الله العلي القدير أن يجعل ذلك في موازين أعمال خادم الحرمين الشريفين ويجزيه خير الجزاء على كل ما يقوم به من إعلاء شأن الإسلام والمسلمين , ونشكر الله تعالى بما مّن به على هذه البلاد الطاهرة من قيادة حكيمة تسعى ضمن منظومة متكاملة لتوفير سبل الراحة وتلامس قضايا الوطن وهموم المواطن وما صدر من قرارات ملكية لم يكن بمستغرب عليه – حفظه الله – في تقديم النفيس والغالي لأبناء شعبه الوفي ونسأل المولى أن يتم عليه موفور الصحة والعافية ويحفظ وطننا الحبيب من كل مكروه. # رئيس التحرير المكلف للتواصل : مكةالمكرمة ص. ب : 1185 ahbay 52 @ yahoo .com