أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن والعمل على طاعته واجتناب نواهيه 0 وقال فضيلته في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام (إنه من حفظه الله فلن يضيع ومن أحاطه برعايته وحماه وحرسه فهو في غاية الأمن والأمان وتلك هي عناية الله وجواره حين تلجأ إلى الله وتتلو آياته وكلماته التامات ومنها آية الكرسي سيدة آيات القرآن الكريم وأعظم آية في كتاب الله العزيز وهي آية شريفة نزلت ليلاً ودعا النبي صلى الله عليه وسلم زيداً فكتبها وتوافرت النصوص والآثارعلى فضلها وفضل قراءتها في الصبح والمساء وقبل النوم وبعد الصلوات واشتملت على توحيد الربوبيه والألوهية والأسماء والصفات وتكرر اسم الله فيها بين مضمر وظاهر لثماني عشرة مرة) وأضاف فضيلته أنه إذا أمن المسلم أن التدبير من عند الله سبحانه وتعالى وأسلم أمره لله عز وجل والتزم في حياته بالمنهج القائم على الحكمة والتدبير ويستمد منه قيمه وموازينه ولا يعارض أمره وشرعه , ومن هنا قال بعض المحققين (إن الحي القيوم هو اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى فالملك كله لله عز وجل لاشريك له ولا منازع فيعطي ويمنع وكل الأكوان له خاضعة والخلائق له ذليلة خاشعة والسماوات والأرض والملائكة الكرام والإنس والجان والطير والحيوان وكل ما تعج به الأكوان كل ذلك لله وحده له الملك والخلق والتدبير)0 وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أنه إذا علم الإنسان هذه الحقيقية أدرك أن كل ما في يده عطاء من عند الله وهو مستخلف فيه ليعمل بأمرالله , مشيراً إلى أنه لابد من الخضوع لله في كل التصرفات وهو بذلك من حقيقة التوحيد 0 وأضاف (إن استقرار الضمير واستشعار الملكية الحقيقية لله تعالى وأن ما في يد الإنسان عاريّة مؤقتة لا تلبث أن تسترد بموت أوافتقار وبهذا كله يحد من الطمع والشح والحرص والتكالب المحموم على حطام الدنيا وفتاتها) 0 وبين فضيلته أنه لا ملك مقرب ولا نبي مرسل كلهم عبيد الله فمقام العبودية لايتطاول على مقام الإلوهية ومهما كان حال الرسل والأنبياء والصالحين والأولياء فان الشفاعة لا تكون إلا بإذن الله ومن رضي الله مشيراً فضيلته إلى أن أصل الشفاعة ثابت معلوم لكنه للمؤمنين الموحدين. وأكد الشيخ آل طالب أن الله هو العليم بكل شيء وبكل دقائق الأمور وتفصيلاتها وعالم بأحوال الناس وبما بين أيديهم وما خلفهم من الدنيا والآخرة ومن الماضي والحاضر والمستقبل ويعلم ما تخفي الصدور ويعلم السر واخفى ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها وقال (إن الإيمان بذلك كله يبعث على التقوى ويحدو بالمؤمن أن يخشى الله في السر والعلن لأنه سبحانه لا تخفى عليه خافية ويعلم ويطلع ويحصي ثم يحاسب ويجزي فأين المهرب وأين المفر ونحن في ملك الله سبحانه وتعالى) مؤكداً فضيلته أن الخلق لا يحيطون بهذا العلم ولا يدركون منه شيئا إلا ما أعطاه من المعرفة والعلم وكشف له أسراراً من الكون ولكنه أخفى عنه أسراراً أخرى فمهما ترقى الإنسان في جانب العلم والمعرفة فإن ذلك لا يعدو شيئاً يسيراً في خلق الله ولم ينله أصلاً إلا بإذن الله 0