تظل الكتابة عن الصحافة وجميع المطبوعات التي توجه إلى قطاع أكبر من الناس مسؤولية هامة من أجل أن يؤدي الكاتب رسالته بصدق وأمانة ويجد القبول من المتلقي نظراً لتعدد مصادر التلقي في هذا العصر وزيادة وعي القراء ولذلك لا مكان في هذا الزمن لهؤلاء الكتاب الذين يتسلقون جدران الوهم وطرح آراء ساذجة لا تسندها حقائق على أرضية الواقع المتاح لأنهم يبيعون بضاعة كاسدة ولم يتطوروا مع واقع العصر ولازالوا يمارسون وهن الترف والتجوال في الأقبية المظلمة ولا يشعرون أنهم في ظلام ولا يدركون أن الكلمة رسالة وأمانة وصدق وهذه رسالة الكاتب الحق عندما يكون طرحه صادقاً وواعياً وأنه يؤدي رسالة التنوير والإفادة والبعد عن المصالح الشخصية عندما يكتب للوطن والإنسان فيه بكل شمولية ويكتب إلى الإنسانية كافة ويكون الانتماء عنده للحق فقط ولا يبيع طرحه بشكل رخيص في سوق النخاسة ويبعد نفسه عن هموم الناس وعليه أن يعرف أن قائد هذا الوطن الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - قال كلمته المشهورة بصدق (أنا خادم الصغير والكبير لهذا الشعب) بما يعني أن الجميع يجب أن يسير على منهج ملك الإنسانية في بناء الوطن بحيث أن كل شخص بما كلف به وهذا دور الكاتب المخلص لمساعدة الدولة على كشف الأخطاء حتى يتم إصلاح هذه الأخطاء وبشكل صادق وأمين دون أغراض أخرى لا تخدم الحقيقة وأمانة الكلمة لأن الكتابة الواعية والأمينة يجب أن تكون ذات مدلول إنساني واقعي حتى يعول على ما يطرح عبر الصحافة وعلى الكاتب الجاد البعد عن الركض وراء السراب الواهي والانحدار في ما يكتب انما عليه الصعود بفكره إلى مستوى تفكير الإنسان الذي يقرأ له والذي لا يقبل الفكر المترهل البالي وهذا يتطلب في واقع الأمر أدوات جديدة يجب أن يلتزم بها الكاتب الذي يريد أن يجد الرضا والقبول من الجميع ولا يجد الرفض إذا توفرت لدى الكاتب هذه الأدوات المفيدة في مساره المهني مثل الصدق والأمانة والتواصل مع محيطه المحلي والعالمي ومعرفة ما يحدث حوله من معطيات جديدة تفرض نفسها على الجميع والتعرف على جميع مصادر المعلومات والتوجه إلى وهج الإبداع المضيء بشرف الكلمة إلى أفق معرفي واسع والاطلاع على تجارب الكتاب الناجحين في العالم كذلك على الكاتب الحق محاسبة نفسه وجرد ما قدم لأن مكاشفة النفس تعطي نتائج لتصحيح الأخطاء عند كل إنسان وتحمي الإنسان من الإسفاف والسقوط في الأخطاء واصلاح المسار الخطأ والتوجه إلى الصدق والموضوعية والسعي إلى الإجادة والاتقان والمصداقية هذا ما نريده من كل كاتب يلتزم بمنهجية المهنة كما قال الحكيم المصري القديم (الكتابة أشرف مهنة في الوجود) لذلك أتوجه بنية صادقة إلى بعض كتاب الرأي والأعمدة في صحافتنا إلى تلمس واقع العصر والسير مع متطلبات هذا العصر بعد شيوع ثقافة النت التي أصبحت سمة هذا العصر ومصدر من مصادر المعرفة وأصبح حتى طالب المرحلة الابتدائية مبدعاً وقادراً على دخول هذا العالم الجديد وعلينا السير مع الواقع الذي نعيشه ولا نكون خارجه. والله الموفق إلى الحق والحقيقة.