أوضحت دراسة أن تطوير البدائل التصميمية لحل مشاكل الازدحام داخل المسجد الحرام ستخفف من أعداد الطائفين في صحن الطواف بالمسجد الحرام الذين يصل عددهم بحدود (40000) طائف في الساعة أوقات الذروة. جاء ذلك ضمن فعاليات الملتقى العلمي الثاني عشر لأبحاث الحج والذي ينظمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى، وفي الجلسة السادسة التي ناقشت محور العمران والتطبيقات الهندسية، استهلت ببحث تحت عنوان «الحل الجذري لمشكلة الزحام في صحن المطاف» قدمه وكيل معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى للدكتور محمد بن عبدالله إدريس، أشار فيه إلى تطور شكل المسجد الحرام من الدائري الشكل ثم متعدد الاضلاع (مثمن) ثم شكل الاستطالة الذي فرضته التضاريس الوعرة في ظل عدم توافر التقنيات الإنشائية اللازمة للتعامل مع التضاريس الوعرة، والتي أصبحت متوفرة الآن بفضل الله. وأوضح أن المسجد الحرام شهد العديد من التوسعات مع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين، وعلى الرغم من التطوير المستمر لوحظ ارتفاع الكثافة داخل المسجد الحرام وخصوصاً في صحن المطاف أوقات الذروة حيث أوضحت الدراسات أن أعداد الطائفين في الساعة تحت الظروف العادية تكون في حدود 28000طائف في الساعة بمعدل كثافة معتدلة 4 أشخاص في المتر المربع، وتكون في حدود 40000 طائف في الساعة في أوقات الذروة بمعدل كثافة عالية تصل إلى 6 أشخاص في المتر المربع تقريباً. واستعرض منهجية تطوير البدائل التصميمية لحل مشاكل الازدحام داخل المسجد الحرام من خلال إعادة بناء الحرم القديم بما يتفق مع التوسعة السعودية الثالثة، وإعادة بناء الرواق القديم بما يتفق مع حركة الطواف وراحة وسلامة الطائفين، وتأصيل النمط التقليدي للرواق المحيط بصحن المطاف. وأوضح أن المرتكزات التصميمية للدراسة تمثلت في الاستفادة القصوى من المساحة المتاحة للمطاف والإمكانيات المتاحة لزيادتها، والحفاظ على الهوية المعمارية للمسجد الحرام ولصحن المطاف بصفة خاصة، والأصالة والمعاصرة من خلال الاستفادة من التقنيات الحديثة في التطوير، وفصل صحن المطاف عن أماكن الصلاة وربطه بالأدوار المختلفة، وكذلك تسهيل حركة الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام، وتفتيت الكتل البشرية في الساحات وعند المداخل وفي الممرات، وربط الأدوار المختلفة لمبنى المسجد الحرام بمداخل منفصلة، وسهولة الوصول للمطاف والمسعى وأماكن الصلاة، والربط المباشر لصحن المطاف بممر المسعى، وتوفير المرافق والخدمات اللازمة في الأماكن المناسبة. وقال إنه من خلال المنهجية المتبعة والمعتمدة على المرتكزات التصميمية تم التوصل إلى الحل الجذري لمشكلة الزحام في صحن المطاف والذي سوف يساعد في التخفيف من معانات الطائفين وزيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف. وفي بحث لعضو الهيئة البحثية في المعهد الدكتور خالد بن عبدالرحمن أسره، بعنوان «دراسة تقييم حركة النقل العام الترددي من وإلى الحرم في طريق الملك عبدالعزيز خلال شهر رمضان لعام 1432ه»، أوضح أن من أهم الأسباب المؤدية لتكدس المركبات التي تؤدي إلى اختناق المنطقة المركزية المرورية خلال شهر رمضان هو حرص أصحاب المركبات الصغيرة على الوصول بسياراتهم إلى المنطقة المركزية، وقد تم خلال شهر رمضان إجراء تجربة لخدمة جديدة تتمثل في نقل ترددي بحافلات تربط بين محطتين رئيسيتين الأولى محطة محبس الجن (نهاية أنفاق السد) والثانية محطة أجياد (أمام قصر الضيافة ونفق السوق الصغير) . وفي بحث بعنوان «دور المراصد الحضرية في دعم متخذي القرار وإدارة أعمال الحج والعمرة» قدمه الدكتور محمد السيد طلبة، دعا إلى إنشاء مرصد للحجاج والمعتمرين ليعكس مؤشرات يمكن من خلالها تقييم أداء الخدمات والتسهيلات المقدمة والتي تعتبر ذات طبيعة خاصة لكلاً من مكةالمكرمة والمدينة المنورة، مشيراً إلى أن المرصد يساعد في طرح مقترحات تطويرية تؤثر على النتائج المستقبلية. وقدم الدكتور محمد فتحى من شركة زهير فايز ومشاركوه بحثاً بعنوان «إستراتجية تطوير المناطق العشوائية بمكةالمكرمة لخدمة السكان والحجيج» استعرض من خلالها بعض التجارب العالمية التي تدور حول الإنسان ثم المكان.