دعا أكاديمي مشارك في فعاليات الملتقى العلمي الثاني عشر لأبحاث الحج إلى تطوير لغة عالمية خاصة بالأماكن المقدسة للتواصل بين الحشود والأفراد المسئولة عنها، وذلك لتسهيل التخاطب بها، مما يساعد على سرعة توجيه الحشود قبل حدوث الاختناقات والأزمات. وناقشت الجلسة الأولى للملتقى الذي ينظمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة محور الإدارة والاقتصاد والخدمات، حيث قدم وكيل عمادة خدمة المجتمع بجامعة القصيم الدكتور خالد بن فهد العودة بحثاً بعنوان “تطوير لغة مرئية لإدارة حشود الحجيج بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة”، قال فيه إن إدارة الحشود وتوجيهها باستخدام لغات التواصل المباشر يصبح مستحيلاً, أثناء تزايد الكثافة العددية للحشود في مواسم الحج والعمرة من جهة, وبسبب محدودية المكان الذي تسلكه هذه الكتل البشرية من جهة أخرى, بالإضافة لتعدد الجنسيات واختلاف اللغات والألسن، لذا فاقترح تطوير “ لغة مرئية “ للتواصل بين الأفراد المسؤولة عن إدارة الحشود من جهة, وتلك الحشود, بحيث تتحول هذه اللغة إلى لغة عالمية خاصة بالأماكن المقدسة , وتصبح من متطلبات التقدم للحج فى جميع دول العالم وخاصة إذا صممت ببساطة لتسهيل التخاطب بها دون الحاجة إلي ثقافة خاصة أو حتى مؤهلات دراسية , ومن ثم تصبح إرشادات منظمى الحشود مجرد أداء حركي مقنن سواء كان بصورة مباشرة أو من خلال شاشات عرض مبرمجة تحت إشراف غرف مراقبة خاصة تتابع مناطق التكدس والزحام, مما يساعد على سرعة إعادة التوجيه قبل حدوث الاختناقات والأزمات. وقدم عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة الدكتور محمد حسام عبدالكريم بمشاركة الباحثة أسماء فضل جميل كليب بحثاً بعنوان “الوظائف الإدارية في ضوء القرآن الكريم وتطبيقاتها في الحج”، يعنى البحث بدراسة عناصر الإدارة الأربعة وهي : التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة، من حيث تعريف كل منها وأهميتها وقيمتها في ضوء القرآن الكريم ومدى تطبيقاتها في فريضة الحج. وفي بحث بعنوان “الدور الدعوي للمرأة في الحج” قدمته الدكتورة جيهان الطاهر محمد عبدالحليم من جامعة حائل، أكدت فيه أن الدعوة إلى الله تعالى واجب على كل مسلم ومسلمة خاصة أثناء أداء فريضة الحج حتى يتسنى أداؤها في يسر وسهولة, وهي فرصة ينبغي للداعية أن يستغلها, ويخطط لها مسبقًا ويعد البرامج النافعة المناسبة ، وبناءً عليه فإنه من الواجب على أصحاب الحملات أن يحرصوا على استقطاب الداعيات المتميزات، واللواتي يعرفن بالحنكة الدعوية؛ لأن فترة الحج كما يُعلم جد قصيرة، وبحاجة إلى داعية لدية القدرة على انتقاء المواد المناسبة. وقدمت الدكتورة فائزة محمد كريم جان عبدالخالق من جامعة الملك عبدالعزيز بحثاً بعنوان “أماكن النحر بمنى ومشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من لحوم الحج. دراسة في الجغرافيا الاقتصادية”، وقالت أنه منذ أن فرض الله الحج على المسلمين, ارتبط بنسك النحر, +وبعد عام 1400 ه تطور إنشاء أماكن النحر بمنى ثم ارتبط بتنفيذ مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي, لذا تمثل أماكن النحر بمنى نموذجاً فريداً لتوطين صناعة ذبح الحيوانات وتجهيز لحومها وتجميدها وحفظها, ومشروع الإفادة من لحوم الحج الذي تطلب تطبيق برنامج خاص شمل تطوير إنشاء المجازر وتشغيلها ونظام التوكيل الخاص بالمشروع، وتوزيع لحوم الذبائح تبعاً للأحكام الشرعية لكل نوع. وفي بحث بعنوان “دور الحج في إثراء الحياة العلمية بمكة في العصر العثماني” للباحثة أمال رمضان عبدالحميد، أشارت فيه لإرتباط موسم الحج بالعلم والمعرفة، منذ العهد النبوي، وقالت إن الحرم المكي في موسم الحج موطناً للقاء بين العالم والمتعلم، ومكان التلقي للمعرفة والتفقه، وازدهرت العلوم بمكة وأعد العالم المكي نفسه لهذه المهمة العظيمة، فصار العالم المكي موسوعة علمية متحركة، مشاركاً في علوم كثيرة، وأصبحت مكة في موسم الحج محط رحال العلماء من راغبي اقتناء الكتب التي امتازت برخص أسعارها وتوفرها، وأوصت بتفعيل دور الحج في تنشيط الحياة العلمية بمكة من خلال مشاركة العلماء الحجاج في مناشط الحياة العلمية به وإلقاء الدروس بالمسجد الحرام وإقامة المحاضرات والندوات. وفي بحث بعنوان “الرعاية الصحية النبوية وتطبيق معاصر” للدكتور خالد فوزي عبدالحميد من دار الحديث الخيرية، أشار فيه إلى بعض الوصايا النبوية المتعلقة بالنظافة العامة والشخصية وتوسيع الطرق لترك الفرصة للهواء النظيف يجري بين الطرقات ورغب في التطيب والروائح الطيبة والحاجه إلى الرغبة إلى الله بالدعاء، ومن التطبيقات المعاصرة إنشاء مستشفى خيري في المدينة والعمل على وضع الموارد اللازمة الوقفية له.