يفتتح صاحب السمو الملكي فهد بن سلطان بن عبدالعزيز (أمير منطقة تبوك) اليوم الثلاثاء المعرض الرابع عشر لوسائل الدعوة إلى الله، الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، تحت شعار « كن داعيًا»، ويستمر حتى التاسع والعشرين من شهر ربيع الآخر الجاري بمدينة تبوك. وبهذه المناسبة، أعرب معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ المشرف العام على معارض « كن داعيًا «، عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز على افتتاحه للمعرض، ورعاية مختلف أنشطته وفعالياته، مؤكدًا أن ذلك يأتي امتدادًا للرعاية الشاملة والاهتمام المتواصل اللذين تحرص عليهما هذه البلاد المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود - أيدهما الله - لكل ما من شأنه خدمة وإعلاء ونشر الدين الإسلامي، ونصرة الدعوة إلى الله في العالم أجمع، وفق منهج إسلامي يقوم على الوسطية والاعتدال، وحب الخير للبشرية جمعاء. وأكد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ - في تصريحه - أن معارض الدعوة إلى الله (كن داعيًا هي من أهم الطرق والأساليب التي تُعَرِّفُ الناس على وجه العموم، والدعاة على وجه الخصوص، بمختلف الوسائل الدعوية القديم منها والحديث، الأمر الذي يساعدهم على اختيار أفضل المناهج لتبليغ دين الله، ونشر الدعوة الإسلامية في داخل المملكة وخارجها، كما قال تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )، وقال -جل وعلا-: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين). وأثنى معاليه على هذه المعارض الدعوية ومواكبتها لمستجدات العصر، ومعالجتها كثيرًا من الإشكالات التي قد تعترض نشر الدعوة، وقال معاليه: لقد أسهم معرض (كن داعيًا) على مدار دوراته الثلاثة عشرة الماضية في التعريف بوسائل الدعوة المأمونة المجازة شرعًا من حيث المحتوى، ومن حيث الوسيلة، واستهدفت هذه المعارض الدعوية كذلك تعريف الناس بجهود المملكة العربية السعودية في الدعوة إلى الله -جل وعلا-، سواءً عبر الأجهزة الرسمية التي تشارك بأجنحة كبيرة ومميزة في المعرض، أو عبر جهود المواطنين في المؤسسات الخيرية المشاركة. وبيّن معالي المشرف العام على معارض « كن داعيًا » أن معرض تبوك يأتي امتدادًا للمعارض الثلاثة عشرة السابقة التي نظمتها الوزارة بداية من العام 1422ه على التوالي في (الدمام، وجدة، والرياض، وبريدة، والمدينة المنورة، وأبها، والجوف، والطائف، وجازان، وحائل، ونجران، والأحساء، وخميس مشيط) وزارها قرابة مليوني زائر وزائرة، واستمرارًا لرسالة وزارة الشؤون الإسلامية واهتمامها بالدعوة والدعاة ومؤسسات الدعوة؛ لتأخذ دورها المنشود، وتحقق الأهداف الخيرة التي رسمها ولاة أمر هذه البلاد المباركة لهذه الوزارة من القيام بواجب الدعوة والتوجيه والإرشاد والنصح، حيث هيأت لذلك الإمكانات المادية والمعنوية بما يعين على أداء الواجب والقيام بالمهمة، والانطلاقة الخيرة لتحقيق الأهداف المرعية في توعية الناس وإرشادهم، وبذل الوقت والجهد مع الأخذ بالعلم النافع، واستحضار الدليل الشرعي الذي يعطي القوة والمنعة للداعية ، مع وضع الخطط والبرامج المناسبة للحال والزمان. ولفت معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد إلى أن تكاتف وتعاضد المملكة حكومة وشعبًا في الجهود على نشر الدعوة إلى الله -جل وعلا-، الأمر الذي يجعل معارض (كن داعيًا) بما تحويه تسعى إلى فتح آفاق جديدة للتواصل الدعوي، والتعريف بوسائل مبتكرة تختصر المسافات المكانية والزمانية والنفسية بين الداعي والمدعو مع ضبط الدعوة إلى الله -جل وعلا- بأن يكون محتوى الخطاب بعيدًا عن الغلو، والانفلات، متصفًا بالاعتدال والوسطية؛ ليواكب الحاجة الفعلية التي تضمن استمرار الدعوة؛ لأن الخطاب المتشدد الذي ليس عليه دليل من الكتاب والسنة، ولا يعضده نقل من كلام أهل العلم أمور تضر بالدعوة ولا تساعدها. وشدد معاليه على أن الدعوة إلى الله تساعد على الاعتدال والوسطية بالدليل من الكتاب والسنة، وبلزوم كلام أهل العلم في هذه المسائل، وتعرِّف الشباب بالمنهج المعتدل الوسط الذي يسلكونه ضمن تجارب كثير من الناس الذين هدى الله على أيديهم ألوفًا من الناس في أصقاع الأرض، يتعرفون على أن البذل والنشاط في الدعوة يكون بالعمل - كل حسب استطاعته وفي محيطه- وبالكلمة الطيبة، والتوجيه الراشد، والابتسامة المشرقة، والتعامل الحسن، والرفق، واللين، والصبر، والحلم، والأناة، واحتمال الأذى، قال تعالى: (ومن أحسن قولًا ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين). كما أكد معالي المشرف العام على معارض « كن داعيًا » على أن معرض الدعوة إلى الله بما يحويه من مختلف الوسائل الدعوية يحث على التنافس في الدعوة إلى الله -جل وعلا-، ويجعل الجهات، والمؤسسات، والمراكز والمكاتب الدعوية والتعاونية، والأفراد على معرفة ما لدى الغير، والبذل في تطوير الأداء وتطوير الوسائل، حتى تواكب العصر تنظيمًا وعقلًا وإدراكًا، وتجعل الأفراد يستفيدون من هذه الوسائل فيما يرومونه من الدعوة إلى الله - جل وعلا - وتوسيع مداركهم، واكتساب خبرات ومعارف وعلوم جديدة ترتقي بجهودهم إلى أفق أرحب. وقال معاليه: إننا نرى هذه المعارض، وهذا الاهتمام الكبير من الناس بوسائل الدعوة - يذكِّرنا أن العصر اليوم عصر فيه تحديات كبيرة، تحتاج إلى عمل من المخلصين كبير، وأن نكون مواكبين لهذه التحديات في التنظيم، والتنوع والأداء والممارسة بحسب الاستطاعة، ولذلك كان من فوائد هذه المعارض أنها تمنح الفرصة للتنافس في ابتكار وسائل دعوية جديدة ذات نفع كبير، منضبطة بضوابط الشرع، مراعية للمصالح والمفاسد، وأن يكون هناك إبداع في هذه الوسائل، وأن يكون هناك تلاقح في الخبرات، وتدريب على التعامل مع وسائل الدعوة المختلفة، وهذا هو الذي يجسد رسالة العصر في حمل الدعوة، ورفع لوائها، والاستفادة من التنظيم المعاصر. ودعا معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ الدعاة إلى مراعاة أحوال المدعوين، والظروف الزمانية والمكانية أثناء القيام بواجب الدعوة إلى الله، مشددًا على ضرورة أن يكون الداعية إلى الله محاسبًا لنفسه، وقدوة في قوله وفعله، وسهلًا في عبارته، وسلسًا في أسلوبه، ومخلصًا في دعوته، ذا صبر ومصابرة، وأن يلتزم الرفق واللين في الدعوة. وختم معاليه تصريحه برفع أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين، ولسمو ولي عهده الأمين -أيدهما الله- على رعايتهما ودعمهما الدائم لمختلف الأعمال والبرامج التي تنفذها الوزارة لخدمة الإسلام والمسلمين، وحرصهما -وفقهما الله - على دعم كل عمل إسلامي في داخل هذه البلاد، وفي خارجها.