هل لهذا العنوان تجذراً في ذواتنا؟.. من المؤكد ان الاجابة ستكون نعم.. مع شيء من الاستحياء.. انه ابرز ما اكتسبناه اجتماعياً.. ولازال يتنامى لدى غالبيتنا. «كراهية الاسئلة» أمر ينسحب على السائل.. او من يطرح الاسئلة باستمرار.. فهل رأيتم كراهية لا تظهر الا ثنائية حيث تشمل الفعل والفاعل.. نحن نكره الاسئلة ونكره صاحبها مع ان الاسئلة وسيلة تعليمية عظيمة فهي تفتح آفاقاً كبيرة للاحاطة بالأشياء صغيرها وكبيرها وبالتالي تبرز التفاعل مع هذه الاشياء من قبل صاحب الاسئلة أو المتساءلون في حين انها لدى المفهوم الجمعي تعتبر وقاحة وتطاولاً «وقلة حياء» ذلك ما تظهره الطبقة المثقفة من هذا الجمع الآدمي المعايش لنا أو المعايشين له.. أما الجمع الآخر فيعطيه صفة أخرى أو مسمى آخر اما الأسئلة عند الطبقة الأقل او الدنيا في هذه المعايشة الاجتماعية يعرف صاحبها ب «اللقوفي» أو «المليقيف» أو «الحشري» وقد ترتفع الى المراكز الأولى اسهمه فيصبح في ترتيب قائمة «الملاقيف» و«الحشرية» ومشكلتي مع نفسي قبل ان تكون مع احد من الناس انني رضعت الاسئلة مع أول رضعة من حليب والدتي رحمها الله.. وغدت اللقافة تمثل جزءاً كبيراً من دفتر حياتي المتواضعة البسيطة أو الهامشية الخالية من الأمجاد ما عدا مجد الغارات المتوالية أو المتتالية من خيول الاسئلة المندفعة التي كم حشرتني ردات الفعل تجاهها حشراً مرعباً في زاوية من الاحراج والمتاعب.. لذلك تجد معظم مقالاتي تتمحور حول «لماذا» و«كيف» و«لما» و«متى» مع اني غير متوقع السلامة وأذكر ان اول اسئلتي كانت سبباً في تلقي صفعة تأديبية من والدتي حين سألتها من أين جاء اخي؟، ولم ارتدع بل ظللت اردد السؤال ذاته حتى وجدت والدتي طريقة لإسكاتي كما كانت تعتقد فأشارت الى ركبتها وقالت من هنا جاء أخوك.. فصمت مع اني لم اقتنع بالاجابة. فهل يسمح لي المسؤولون ان اسألهم عما يحدث من عوامل تعرية بشرية لسفوح الجبال على امتداد الشارع المقابل لمخطط حي الهجرة والسهول المحاذية له.. وكيف استطاع احدهم الباس الجبال لباساً ساتراً يسمى عمارة أو برج بني على سفح الجبل واقتطع مساحة كبيرة كان الاولى اضافتها الى الشارع العام كونه ضيقاً طوال العام ويزيد ضيقاً في المواسم وعند انصراف الطلبة والطالبات الدارسين بالمدارس المجاورة لهذه السفوح التي عراها «دهك» الدركترات وكسارات الجبال التي نراها تتكاثر على سفوح الجبال في العزيزية وغيرها من جبال مكة.. هل يمكنني أن أواصل مقالي بطريقة الاسئلة المذكورة آنفاً؟.. حسناً.. نحن نعلم ان هذه المواقع لم يسبق ان كانت ملكاً لأحد وكون هذه المعدات انطلقت في نحت الجبال وتعميق هذا النحت ليتسع لعمارة أو برج كما ذكرت فانه يدل على وجود فسوح لهذا العمل «يعني» ان العمل نظامي.. وطالما انه نظامي فكيف اصبح نظامياً اذا كانت الانظمة لا تسمح بتخطيط الجبال وعلى ما أذكر ان هناك مرسوماً ملكياً بعدم جواز تخطيط الجبال، والجهات المختصة بالبناء تعلم عنه.. اذاً كيف تمت هذه الخوازيق التي فتكت بالجبال؟!. يا حليل سنترال الاتصالات 902 بل «يا زينه ويازين» ما يقدمه فهو مشغول دائماً مع احد المشتركين فكم هو سعيد الحظ .. وموفق.. ولديه «بخت» يهد الجبال كما تفعل المعدات التي ذكرناها .. اذا كان الأهم والمهم لدى موظف سنترال الاتصالات هذا المشترك فأعطاه جل وقته بل كل ساعات الدوام حتى اننا لم نجد فرصة للحديث مع موظف السنترال.. وامضينا أكثر ليلنا نحاول الامساك بخط السنترال.. ولكنه دائماً وابداً مشغول بمشترك آخر نسأل الله ان لا يشغلنا الا بطاعته. أتدرون أيها السادة ان معظم شبابنا تحفى قدماه.. ويهترىء الملف الاخضر العلاقي وهو يطوف المدينة تلو الأخرى بحثاً عن وظيفة وحين يجدها يتهيأ وهو عابس الوجه يمط شفتيه في وجه المراجع ويظهر امتعاضه مع ان المكتب مكيف والشاي رائح غادٍ.. ولكنه يضيق ذرعاً بالمراجعين.. مع انهم يقفون في دائرة حكومية وليس في ......؟. في أول أيام الدوام.. سمعته يسأل زميله قائلاً: متى صرف الراتب.. فأجابه زميله ببلاده.. يا عمي اسأل عن الاجازة متى. أصدقكم القول امثال هؤلاء يستحقون اعادة الملف الاخضر العلاقي وتركهم يمارسون ركضهم السابق ليعرفوا احترام المسؤولية وقيمة النعمة.