شهدت قاعة المحاضرات بمكتبة الملك عبدالعزيز بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي مؤخراً تجمعاً هائلاً من السيدات المتعطشات للشعر حيث عبقت في جنبات المكان الخصوصية التي تميز النشاط الثقافي النسائي.. تلتقي الوجوه الأليفة هنا وهناك لطرح الرؤى والأفكار.. ورغم الجرعات الثقافية المقدمة في فعاليات الثقافية النسائية إلا أن المرأة تبقى بحاجة تلك النشاطات إلى درجة التعطش.. فما يقدم في هذا المنبر الثقافي خطوة رائعة في اهتمام المرأة بالثقافة. وقالت سهام العبودي حملنا المهرجان الوطني للتراث والثقافة اليوم في رحلة على بساط الشعر وكان القرآن الكريم (لمرام العمراني) وكان ليل الجنادرية عابقاً بالحياة.. حياً يطربه وقع أقدام محبي الوطن.. في هذا المساء والختام لهذه النشاطات الثقافية (تلوح لنا يد من قصيدة) حيث يحين المساء بقافية وبحرف ليضيء لنا ظلام الليل، أدارت الأمسية الشعرية الرائعة هند الدهمش التي قالت: كما ننتظر المطر وكلنا شوق ولهفة ننتظر الشعر الذي يأتي به مهرجان الثقافة.. وبدأت فارسات الليلة حيث بدأت الجولة الأولى وقدمت فيها قصيدة (حتماً سيكون الوطن) حيث أبدعت الدكتورة ملحة بنت حمود الحربي بقصيدتها (عشق وهوى) وقالت: وهل هناك عشق وهوى أسمى من عشق الوطن: عشق تدفق كالأنهار رقراقا هوى بقلبي نما حباً وأشواقاً ترى بأول خطواتي أداعبه فاشتد عودي به وازداد اشراقا منه ارتوت وفي أحضانه أملي وهو الذي ضمني حباً واشفاقا إلى أن قالت: هذي ديار الهدى والبيت شرفها ومحضن البيت للكون عملاقا فلا تلمني فقد أحببتها رفقا فلست ابعد من ساواها أو فاقا ثم تغنت الشاعرة بشرى جمعة محمد من الهفوف بقصيدة بعنوان (وطني) قالت: مدت رياض المجد للأحساء باعاً يطوق نبضها بوفاء من أرض نجد حلقت لسماء فنمت بساتين على الرمضاء ثم أبدعت الشاعرة أسماء صالح الزهراني في قصيدتها (ذات غفلة الوهم) فقالت: إن هذا النص من وحي الحكاية يحكي عن تقاليد الزواج وتقرير مصير المرأة بدون اختيار عبر توظيف اسطورة فتاة ولدت من رحم الطبيعة وامتزاج عناصرها البكر: لم أعرف قبلك إلاّ أنت أتشبث في أطراف لياليك إذا أثخن في خاصرتي الفجر أذرع نحوك بيداء العمر أملأ قنديل الحلم الذابل من ذاكرة حكايات الجدات ثم قدمت الشاعرة بشائر قصيدة بعنوان اليتيم فقالت: أي القوافي تضخ الهم عبر دمي وتنقل اليأس دفاقاً إلى حلم كل الزهور شظايا إذا تعانقني فتذبح الحرف إذا رام القطاف فمي إلى أن قالت: من يخبر اليتيم إذا غاصت أظافره في عمق نفس قضت مؤودة الهمم إن الصغير الذي صادرت ضحكته سيعزف العمر في قيثارة العدم وسوف يحيا على الآمال في حلم ويوقظ الحلم بالافراط في الحلم وكان النبع المتدفق للشاعرة الدكتورة ملحة فقالت: طوى بي القلب بيداً لست أطويها والحب للركب والأضعان حاديها كم بالفيافي صريعاً دون بغيته مؤمل دون زاد أن سينهيها ثم جاء دور الفارسة بشائر وأبدعت في قصيدتها (سر المرايا): مدي بطرفٍ أزيحي كل استاري ولتقرئيني بلا حبر وأشعار وقلِّبي صفحاتي دونما وجل ولتسيري في هدوء كل أغواري ثم كانت الجولة الأخيرة حيث اختارت كل شاعرة ما تريد من قصائدها فأبدعت الشاعرة بشائر في قصيدة (واذكريني) ثم شكرت مديرة الأمسية هند الدهمش الشاعرات المبدعات وبعد ذلك جرت مناقشات ومداخلات هادفة.