الاستعجال من السلوكيات غير المرغوب فيها اجتماعيا وتربويا ودينيا وغير مقبول حضاريا. فصاحبه أناني يحب نفسه، مصلحته فوق كل اعتبار ليس لديه ايثار حتى ولو كان في قمة الاخلاق ولكن هذا ما يظهره سلوكه غير ذلك فالمستعجل انسان يضيع كثير من الاحتياجات بسبب انه مستعجل فهو يسطو على حقوق الآخرين والنظام يضايقه دائما ويضيق عليه اعماله دائما فهو مستعجل وضد النظام والانتظام ضد الحقوق ضد العقل والمنطق له اسلوب خاص في حياته فهو دائما مستعجل فعند مراجعته مصلحة يريد قضاء حاجة معينة فيضايقه الاصطفاف او الانتظار حتى يقضي هذه الحاجة يريد الوصول الى الشباك او الكنتر او المخرج بأي شكل من الاشكال دون مراعاة لحقوق الاخرين ولا يهمه الاخرين ولا يهمه ضياع ما يريده او مصالح الاخرين فقد يقطع المستعجل اشارة ضوئية فبذلك اعتدى على حقوق الغير وعلى النظام نفسه وقد ينتهي في ذلك الكثير من الاموال والانفس والعتاد وقد يدمر حياته نفسها دون مبالاة ويصل بها الى الهاوية لانه مستعجل ولا يقدر الوقت ولا الحياة ويدخل في رجاء وتمني وندم وألم وخوف وتأنيب ضمير والاعتداء على الانفس وقد يتحمل ما لا يتحمله الآخرون وقد يساعده البعض مما يجعله يزيد من تدمير نفسه والغير بلا وعي ودون نظام.............. ماذا لو انتظر هذا الانسان قليلا او اتم النظام وجعل كل شيء يسير بهدوء ويسر وتسير الحياة بطبيعتها مثله كمثل من امامه؟...وماذا لو خرج الانسان من بيته مبكرا دقائق بسيطة او قام لاي عمل يقوم به مبكرا دقائق معدودة تساعده على تحقيق ما يريده وبسرعة؟ فالتبكير مفيد في كل شيء والشغلة البدرية منسية لانها لا تستحوذ كثيرا من الوقت والتفكير وتستقر الحياة. اما الاستعجال سلوك مرفوض اذا كان مضرا بالغير...فقد يستعجل احد الافراد بالوقوف امام المارة ويغلق الطريق بسيارته عند قضاء مصلحته الخاصة مدعيا ان هذا الوقوف من حقه دون النظر لفتح طريق المسلمين دون مراعاة لشعور الغير ولو صدمه احد او تكلم معه احد فنجد عنده مخارج ليس لها حدود وتجده متفقهاً في الدين لاعلى درجة مخاطبا الاخرين بالصبر والمثابرة وكيفية الايثار على النفس وهو لا يحمل اى معنى لما يقوله مهما كانت الظروف ناسيا قول الله تعالى كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون.ويأمر الجميع بالهدوء وينسى انه مستعجل أما عن الاستعجال الاكبر فهو امام المدارس متجاهلين الابناء اثناء الدخول والخروج ناسين قوانين المرور والقوانين المنظمة مما يترتب عليه الكثير من الاخطاء مثل قتل الابرياء من الطلاب وصدم الكثير من السيارات والاعتداء على الممتلكات وعند اخذ الحقوق يكون هناك محاكم وغيرها من المؤسسات المسؤولة عن ذلك ويتدخل الكبير والصغير للوساطة وانهاء الموضوع وكله في الاساس انه مستعجل إلا من رحم ربه. واما غير ذلك ما يجري امام المستشفيات والطرق وتعطيل الاسعاف والوقوف امام الاستغاثة وعدم فتح الطرق فهذا شيء صعب ومؤلم امام من يريد مصلحته الخاصة فهي فوق الجميع فهو مكانه اى مكان المستعجل..وهناك مستعجل ديني أي من يسرع بالوقوف امام المساجد ثم يقفل الطريق امام المسلمين وذوي الحاجة ولا يجد احد مكانا للوقوف او السير او قد يقف حاجزا امام سيارات الاسعاف لانقاذ مريض او امام سيارات المطافي والدفاع المدني لانقاذ ارواح واموال وعتاد او حجب سيارة شرطة من القيام بمهامها لنصرة المظلوم او اعطاء الحقوق لمن يستحق. اين احترام الاوقات والمواعيد والحقوق؟...........واخيرا ماذا نقول عن المستعجل، هو اناني يحب نفسه ليس لديه ايثار حتى ولو كان قمة في الاخلاق ولكن هذا ما يظهره سلوكه فالاستعجال سلوك غير حضاري مؤلم للجميع وغير مطمئن وصاحبه يصاحب الاضطرابات النفسية والسلوكية والخلقية والاجتماعية حتى ولو اظهر انه ملاك طاهر فهو كسيل بطيء..تصرفاته مداها ضعيف فالانسان الطبيعي عندما ينظر للاشياء بنظرة منطقية مراعيا حقوق الاخرين فهو طبيعي أما الانسان الطبيعي الذي يفعل امور الاستعجال فدائما يضع نفسه مكان المضطربين والضعفاء والمقصرين كفانا الله شرهم امين.