.. وقبل أن يجف مداد مقال البارحة تطالعنا الأخبار بقصص زواج لم تستمر أحداثها لأكثر من يوم واحد يجرب فيه الزوج كل مفردات الحب والرومانسية والكرة والشتيمة التي تحتفظ بها ذاكرته من إرث المسلسلات بما في ذلك «أنت طالق»! أو أن تطلب الزوجة الطلاق والعودة لمنزل والدها بعد أول سوء فهم بينهما بحجة أنها تعاني «القهر والظلم والتجني والتشكيك»! لذا ولأن نظرية «زوجوه يعقل» تثبت فشلها يوما بعد آخر فإن دورة إلزامية للمقبلين على الزواج يعرف فيها الزوجان ما لهما وما عليهما ستحد كثيرا من 70 حالة طلاق في اليوم الواحد! بعض الطرق التقليدية للزواج هنا تجعل الزوج يقضي فترة الخطوبة حتى الزواج وهو يرسم خيالات زوجته التي لن يراها إلا يوم زواجه! وعندما يكتشف أن مستوى الجمال كان دون المأمول يجهز على الضحية بسلاحه الجاهز دوما فيرديها صريعة ب«أنتِ طالق»! بينما لو نظر «توم كروز» زمانه، إلى المرآة لاكتشف أنه يمتلك وجها يكفي لترويع أطفال الحارة جميعا وجعلهم يضربون عن النوم لثلاثة أيام متتالية!. أما في طرف المعادلة الآخر يصبح واضحا أن بعض الزوجات يعانين جفافا شديدا عند تعاطيهن مع أزواجهن! فبدلا من استقبال الزوج الذي ينشد الراحة في منزله بالابتسامة وكلمات الحب وكوب من العصير، فإنها تتلقفه بنظرات مريبة وباستفسار عن سر تأخره لمدة دقيقتين و25 ثانية! ثم وبعد انتهاء التحقيق تسلمه قائمة لا تنتهي من الطلبات التي لا يجدها إلا في أبعد سوق في المدينة! وبالتالي فإن هذه الزوجة تتعامل مع زوجها وكأنها أمام صراف آلي يدر عليها النقود متى ما احتاجت وليست أمام زوج غلبان تشاركه جميع القطاعات الأهلية في راتبه المتواضع حتى صار يردد بعد تسلمه راتبه الشهري البيت الشهير «تكاثرت الظباء على خراش.. فما يدري خراش ما يصيب»!.