يتصدى معرض عمل المرأة الثالث الذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية بجدة خلال الأيام المقبلة لقطار البطالة الذي يضم ما يقارب من (300) ألف فتاة وامرأة سعودية وفق تقديرات اقتصادية، كما يسعى لتعزيز قرارات تأنيث محلات بيع الملابس النسائية التي بدأت وزارة العمل في تطبيقها بالفعل، وذلك من خلال الفرص التي تعرضها (300) شركة تشارك في فعاليات المعرض بمركز جدة الدولي للمنتديات والفعاليات خلال الفترة من 3 إلى 7 جمادى الأولى المقبل (الموافق من 26 إلى 30 مارس الجاري). ويتواكب المعرض الذي يقام تحت عنوان (بناء القدرات.. تطلعات المستقبل) وتنظمه جمعية الإيمان لرعاية مرضى السرطان الخيرية بجدة ومجموعة الفور إم لتنظيم المعارض بالتعاون مع أمانة محافظة جدة مع البدء في تطبيق قرار تأنيث محلات بيع الملابس الخاصة النسائية الذي اقرته وزارة العمل خلال شهر يناير الماضي، مما سيفتح المجال لزيادة الفرص الوظيفية المعروضة ومشاركة أكبر لمؤسسات القطاع الخاص، وأعلنت غرفة جدة أن ريع المعرض سيذهب لصالح مرضى السرطان بجدة كبادرة إنسانية تعزز عمق التواصل والتكافل الاجتماعي بين طبقات المجتمع السعودي. ودعا نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة مازن بترجي إلى ضرورة استثمار فعاليات المعرض كأحد القنوات الرئيسة التي تساهم في الحد من مشكلة البطالة وتوطين الوظائف للسعوديين وتطوير القدرات البشرية السعودية من خلال توظيفها بالمكان المناسب وذلك لأجل الرقى بنهضة المملكة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية ولتعزيز ثقافة العمل والاعتماد على مقومات الشخص ومؤهلاته في إطار رسالته المتمثلة في المساهمة في دعم جهود الدولة في عملية توطين الوظائف من حيث التنسيق مع الجهات المعنية لمساندة الشباب السعودي بالتعليم والتدريب والتمويل ومن ثم التوظيف. وأشار أن غرفة جدة تدعم هذا الحدث الكبير والمهم، لاسيما بعد أن أعلنت وزارة العمل خلال منتدى جدة الاقتصادي الأخير أن المشكلة الحقيقية الموجودة في سوق العمل هي (البطالة النسائية) بعد أن أوضحت الأرقام التي كشف عنها برنامج (حافز) أن أكثر من مليوني شخص سجلوا أسمهم كباحثين عن العمل في البرنامج، (75%) بينهم من النساء، الأمر الذي يعني أن مشكلة البطالة الرئيسية تواجه النساء في المقام الأول. من جانبها.. كشفت الجوهرة بنت محمد العنقري أن المعرض الذي يستمر على مدى خمسة أيام يستهدف 20 ألف زائر من العائلات وبمشاركة البنوك وشركات الذهب والسيارات والشركات السياحية وأصحاب المشاريع المتوسطة وسيقدم المعرض كل ما يختص بالمرأة ويشمل عدة جوانب مهمة وحيوية في حياة المرأة السعودية لإبراز دورها الفعال في المجتمع كقسم الشركات والمؤسسات التي تستهدف صاحبات الأعمال لإبرام العقود والمشاريع التجارية والاستثمارية مستقبلا وقسم مراكز التدريب والجامعات الذي يقدم خدمات خاصة بالسيدات في مجال التدريب والتوظيف وقسم عرض منتجات الأسر المنتجة والسيدات اللاتي يعملن من المنزل. وأضافت أن المعرض خصص قسماً للصحة والرشاقة ويهتم بجميع النواحي الصحية الخاصة بالمرأة وقسم المحاضرات التوعوية للمرأة والتي تنظمها جمعية الإيمان ومنها المحاضرات الدينية الاجتماعية والاقتصادية كما يضم ركنا للأطفال واحتياجات الأسرة كما يسعى المعرض ومن خلال إيمانه بالعناية بالقوى البشرية التي هي من أكبر الجوانب التي تهتم بها المملكة العربية السعودية وتعتبر أحد المطالب الرئيسة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وهو ما ركزت عليه الخطط التنموية المتعاقبة وانعكس ذلك من خلال حجم الإنفاق على التعليم والتدريب في ميزانية الدولة لإبراز دور المرأة وتحفيز قطاع الأعمال وأجهزته المؤسسية بحث تطوير الموارد البشرية الوطنية النسائية وتقوية الروابط والتواصل مع المجتمع من خلال تدريب وتأهيل وتوظيف الكوادر الوطنية مما يساهم في تقليل نسبة البطالة واستغلال الطاقة البشرية والمتمثلة في الشباب السعودي الواعد من الجنسين ولا ننسى ذوي الاحتياجات الخاصة. في المقابل.. أوضحت مدير عام مجموعة الفور إم لتنظيم المعارض رئيسة اللجنة المنظمة للمعرض مايا بنت حسن حلفاوي أن اللجنة المنظمة للمعرض تسعى من خلال هذا التواجد الذي يهتم بعمل المرأة السعودية لإيجاد شراكات مع معظم الجهات الرسمية والمؤسسات المشاركة في معرض التوظيف لطرح مبادرات تخص التوظيف المباشر من خلال فترة المعرض لمعرفة احتياجاتها من الوظائف المختلفة ومن ثم العمل على تلبيتها من خلال حصر الباحثات عن العمل المسجلين لديها مسبقاً أو أثناء المعرض بما يتوافق مع احتياجاتها الفعلية من الوظائف والتي سيتم عرضها أثناء المعرض. وأفادت أن نسبة النساء السعوديات العاملات في سوق العمل تبلغ 15% علماً بأن هذه نسبة البطالة النسائية السعودية من مجموع نسبة القوى العاملة النسائية في المملكة في سوق العمل 26.9% أي أكثر بأربعة أضعاف منها عند الرجال وبالرغم من أن أكثر من 90% من النساء السعوديات الفاعلات في سوق العمل هنّ من حملة الشهادة الثانوية أو الجامعية فإن هذه الدرجة العلمية لا تضمن للمرأة حصولها على وظيفة إذ إن 78.3% من العاطلات عن العمل يحملن شهادة جامعية وأكثر من ألف عاطلة تحمل شهادة دكتوراه خلافاً لذلك فإنّ 76% من الرجال العاطلين عن العمل لا يتعدى مؤهلهم التعليمي المرحلة الثانوية منوهة بأنه تشكل النساء السعوديات مصدر طاقة كامنة وهامة للاقتصاد السعودي ومن المهم جدا إشراكهن في سوق العمل وتوعية المجتمع بالدور الإيجابي والفعال الذي تقوم به المرأة في سوق العمل.