لا يختلف اثنان...وخاصة ممن يعملون في المجال الإعلامي السعودي أو لهم خبرة إعلامية أو من المتابعين له عن قرب... أن هذا الإعلام تطور تطوراً كبيراً... في الشكل والمضمون والإمكانيات وخاصة في الفترة التي تسلم فيها حقيبة الثقافة والإعلام معالي الأستاذ الدكتور “عبدالعزيز بن محيي الدين خوجه “ الذي عرفناه مواطنا ً مخلصا ً من أبناء هذا الوطن ودبلوماسياً وشاعراً وأديباً وملما بالثقافة وقبلها عمل وكيلا ً لوزارة الإعلام...في فترة تعتبر من فترات تأسيس الإعلام لدينا فعرفه منذ بدايته. فعندما جاء الأمر السامي الكريم بان يتحمل معاليه أمانة الثقافة والإعلام في هذا الوطن الكريم... فكان معاليه أهلاً لهذا المكان عند كل من يعرفون قدراته وطموحه وخبرته وشخصيته المتواضعة... وكان نتاج ذلك عملا متواصلا في مجال الثقافة والإعلام... أسفر عن إعلاماً رصيناً وراقياً يشار إليه بالتقدير. وأود أن أقول ونحن مقدمون...كما سمعت قريبا على خصخصة الإعلام السعودي الحكومي “إذاعة، راديو وتلفزيون ووكالة الأنباء ”. الإعلام السعودي... هذا الإعلام الملتزم... هذا الإعلام الرصين... هذا الإعلام الهادف... هذا الإعلام المهتم بكل أفراد الأسرة. هذا الإعلام... الذي بدا بسيطا متواضعا يعتمد في معظمه على مواد تؤخذ من إعلام خارجي عربي أو إسلامي أو حتى عالمي...فكان البعض من هذه المواد تؤخذ كاملة كما هي دون أي تدخل والبعض الآخر يحذف منه ثم يبث أو ينشر والبعض الآخر وخاصة ما يتعلق بالإعلام المسموع والمشاهد - راديو وتلفزيون - يتم الاتفاق على إعداد المواد مع بعض الدول العربية المجاورة والتي سبقتنا في هذا المجال مثل مصر ولبنان... وهذه بدايات تمر بها كل الأمم ثم تقف بعد ذلك على قدميها وتعتمد على نفسها. ثم بدأ التطور والنمو في الإعلامي السعودي... وحقق شيئاً من الانتشار والمصداقية خاصة في مجال الكلمة المكتوبة والمسموعة تمشياً مع سياسة المملكة منذ تأسيسها على يد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى “ الملك عبدالعزيز” حتى هذا العصر الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين”ملك الصلاح والإصلاح”في مجالات عدة ومن ضمنها الإعلام بجميع أنواعه المختلفة المسموع والمشاهد والمقروء...حتى أصبح الإعلام السعودي هو المتسيد على جميع الإعلام العربي والواقع يشهد بذلك. وهناك ملاحظة يجب ان تقال عن المجال الإعلامي...فقد كان إلى عهد قريب وقريب جداً يسيطر على الإعلام العنصر الذكوري...كما هي عادتنا أبناء المشرق العربي أو بعبارة أخرى نحن أبناء العرب وبالذات أبناء جزيرة العرب...وأكثر خصوصية نحن السعوديين... حيث تتحكم فينا بعض العادات والتقاليد التي لم ينزل الله بها من سلطان ولا تساعد في ما تعيشه بلادنا من تطور. فقد كان الإعلام بشكل عام والراديو والتلفزيون بشكل خاص... تعتبر من المحرمات على العنصر النسائي على نساء وبنات بلدنا... ثم سمح بدخول المرأة هذا المجال على استحياء... مع العلم أن المرأة لدينا لا زالت متمسكة ومحافظة على تعاليم دينها وحشمتها وعاداتها وتقاليدها العربية الصحيحة...وهنا أود أن أقول إننا نسينا أو تناسينا أن الحياة بشكل عام في كل جوانبها وعناصرها ومقوماتها لابد من وجود العنصر المكمل للرجل... العنصر الآخر من الحياة والكون... ألا وهو عنصر المرأة... فتم ذلك الأمر... ودخلت المرأة السعودية المجال الإعلامي المختلف... وأبدعت وشاركت الرجل هذا العمل الوطني الحساس. فأصبحت المرأة السعودية تشارك في الإعداد والتنفيذ والإخراج... وأصبح منهن الصحفية والمذيعة والمعدة والمخرجة ورئيسة القسم ورئيسة التحرير ومديرة الإذاعة...الخ...وأشاد بها وبنجاحها الأباعد قبل الأقارب في كل المحافل المختلفة الداخلية منها والخارجية... فتحية إجلال... لبنت بلادي اينما كانت. تحية لقواتنا المسلحة... يفخر كل سعودي - ذكراً أو أنثى - بما وصلت إليه قواتنا المسلحة السعودية الباسلة بجميع أفرعها من تطور وتقنية...حماية للدين والمقدسات والمواطن والوطن... وقد لاحظ الجميع ذلك عبر جميع وسائل الإعلام وذلك من خلال حفل اختتام تمرين جند الإسلام “ 1” والذي اختتم على شرف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدفاع خلال زيارة سموه التفقدية لأفرع القوات المسلحة في منطقة تبوك. واطلع سموه ومرافقوه وكل سعودي من خلال هذه الجولة وهذا التمرين الحي على جاهزيه هذه القوات وما تتمتع به من روح معنوية عالية وولاء وإخلاص لله تعالى ثم للمليك والوطن وذلك بدعم متواصل ولا محدود من القيادة الرشيدة... زاد الله هذا الوطن قوة ومنعة وتماسكاً تحت قيادة آل سعود “حفظهم الله”. معرض الرياض الدولي للكتاب : هذه التظاهرة الثقافية الجميلة والعظيمة والتي تتكرر سنوياً في عاصمتنا الغالية “الرياض” والتي أهم ما تعنيه الرقي بفكر المواطن واطلاعه على حضارات وفكر الآخرين ودحض دعوى أن المواطن السعودي -رجلاً أو امرأة- انسان لا يقرأ... بل وصف بالبداوة والتخلف عند من يحملون الحقد في قلوبهم على هذا الوطن وهذا المواطن... والله المستعان.