سيطرت الرغبة في إحداث تغيير شامل بالقطاعات الحكومية والخاصة على افتتاح منتدى الإدارة والأعمال الثالث الذي انطلقت فعالياته مساء أمس الاول برعاية وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ومشاركة أكثر من (1000) شخصية اقتصادية وإدارية بارزة من مختلف القطاعات، و(32) خبيراً ومسئولاً يطرحون أفكارهم ورؤاهم عبر (7) جلسات علمية على مدار (3) أيام بفندق انتركونتننتال بجدة. وتنافست عدد من الشركات الوطنية العامة والخاصة ومراكز التدريب ودور الاستشارات والهيئات الرسمية والجمعيات العلمية والخيرية على تقديم آخر منتجاتها عبر المعرض المصاحب للمنتدى الذي تم تدشينه رسمياً في وجود كوكبة من المسئولين والاقتصاديين، في حين سعت الجلسة الأولى التي جرت عقب حفل الافتتاح مباشرة إلى الإجابة على العنوان الرئيسي للمنتدى (القيادة الإستراتيجية والتغيير المؤسسي في بيئة متغيرة)، حيث حفلت بعدد كبير من الأطروحات وأوراق العمل المهمة. ووفقاً لرئيس المنتدى الدكتور عبدالله الشدادي سيتصدى المنتدى الذي تشرف على تنظيمه مؤسسة نما المعرفة ومجلة إدارة الأعمال بالتعاون مع كلية إدارة الاعمال بجدة لعدد من القضايا الحيوية المهمة بجرأة عبر (6) محاور رئيسية، الأول البعد الاستراتيجي للقيادة والتغيير المؤسسي والثاني التغيير المؤسسي في المنشآت الحكومية والأهلية. والثالث إدارة الجودة الشاملة ومقاييس الأداء والتطوير المستمر، اما المحور الرابع يتناول المسئولية الاجتماعية كنهج استراتيجي يدعم العمل المؤسسي والقيادة الإستراتيجية والخامس إدارة المعرفة وتقنية المعلومات ودورها في تطوير القيادات والسادس تجارب القيادة الإستراتيجية والتغيير المؤسسي. رؤى عالمية وأضاف الشدادي: تهدف النسخة الثالثة من منتدى الإدارة والأعمال إلى تعزيز الدور الإداري والقيادي في المنظمات المتنوعة وتجسير الفجوة القائمة بين قطاع المتخصصين والمفكرين والممارسين، ، حيث سيتم التركيز على نتائج الفكر الحديث والممارسة القيادية في المنظمات وطرح مفاهيم إدارة التغيير والتجارب الناجحة ، بهدف تطوير قطاع إدارة الأعمال على المستويين المحلي والعربي عبر أفكار وتجارب مميزة ورؤى عالمية، ويتضمن ورش عمل ودورات تدريبية يتم فيها مناقشة ما طرح خلال المنتدى والخروج بأهم التوصيات التي سينعكس أثرها على واقع الإدارة والأعمال. كما يصاحب المنتدى معرض يشارك فيه عدد من المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص ومراكز التدريب ودور الاستشارات والهيئات الرسمية والجمعيات العلمية والخيرية. وأعترف الدكتور عبدالله صادق دحلان رئيس مجلس أمناء كليات إدارة الأعمال الأهلية بجدة خلال الجلسة الأولى التي ترأسها بوجود مشكلة حقيقية في (القادة) داخل القطاعين العام والخاص بالسعودية والوطن العربي.. مؤكداً أن (المحسوبية) تتدخل بشكل واسع في اختيار المديرين، وهو الأمر الذي يتسبب في قرارات ارتجالية وخطط فوضاوية لا تستند إلى نظريات أو خبرة وتجربة، وقال: بدأت مشواري العلمي بتأليف كتاب عن الإدارة وكنت متحمساً لتوزيعه على عدد كبير من المسئولين، وتم تدريسه في الجامعة لكني اكتشفت مع مرور الوقت أنني فشلت لأن هناك فارقا شاسعاً بين ما يحدث في أكاديمياً وبين ما يجري على أرض الواقع. وأشاد دحلان بقرار أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز الذي أطلق العام الماضي مركز (القادة) إحساساً منه بأهمية دور الإدارة في العبور بالمنطقة إلى تحقيق التنمية الشاملة والوصول إلى الآمال العريضة التي ينشدها. تطوير الهياكل وطالب الخبير العالمي في تطوير الشركات العائلية وإدارة الأزمات والتغيير والإستراتيجية الدكتور عبداللطيف خماخم في ورقة العمل التي قدمها في الجلسة ذاتها عن تكوين (قادة المستقبل) بضرورة تطوير الهياكل التنظيمية الموجودة حالياً، وإحداث هياكل جديدة مبنية على النظريات الحديثة للتنظيم التربوي والنظرة المستقبلية في تكوين الأجيال هياكل تتميز بالحركية الداخلية والخارجية البشرية والمادية، هيكلة بسيطة مبنية على (الإدارة التشريكية بالأهداف) تفوض فيها السلطة حسب مسؤولية كل مركز قرار، ويكون نظام التنسيق والمراقبة الحركية جيداً يمكن المحسوبية في أوانها ولا يعرقل عملها ولا يبطؤه، هيكلة قليلة التدرج والتسلسل الوظيفي يرجع أساسها في القرارات العلمية التربوية إلى الخلية الأساسية وهي القسم الأكاديمي، يؤخذ في تركيبها وقراراتها التحليل العلمي الموضوعي... والنظرة المستقبلية البعيدة والقريبة. وتساءل خماخم: كم من طالب يتخرج كل سنة؟ قطرة ماء في بحر.. هل هذا يساهم في تلبية سوق العمل في القطاع الخاص والعام؟ جامعة شامخة وإمكانيات بشرية ومادية هائلة ما هو مردودها؟ أين التفاعل مع البيئة؟ لمَ لمْ يشارك “أهل البيئة” في صنع القرار الأكاديمي والمساهمة في تنفيذه؟ أين “رجال الأعمال” في مجالس وتأطير الطلبة والترحيب بهم في مؤسساتهم ومدهم بالمعلومات اللازمة لمواكبة الحياة العملية؟ أين مساهمة القطاع الخاص في تأسيس مؤسسات جامعية وتقنية وغيرها لمساعدة القطاع الحكومي على هذه المهمة الثقيلة؟ فإذا كان القطاع الخاص ملحاً في متطلباته وطلباته... وهو يحق له ذلك فلا بد أن يساهم مباشرة وبصفة غير مباشرة في أداء الأمانة يساهم عملياً ومادياً في تمويل وتطوير الهياكل القائمة، ويساهم بخلق هياكل جديدة حركية مرنة تواكب التطور العلمي وحاجيات تحديات القرن والواحد والعشرين لإعداد قادة التغيير. أسلوب شفاف من جانبه تحدث الدكتور علي شراب عضو المجلس العربي للموهوبين والمتفوقيعن المنظومة الثلاثية لبناء الثقافة المؤسسية.. وقال: تعاني المؤسسات كما يعاني الأفراد من الأزمات وتبحث عن مخارج، والمخرج بيد القادة.. ولهذا يظل الموضوع الأكثر أرقاً في العالم كلة الآن.. القيادة، ففي خضم ازمة الثقة التي يعيشها العالم حاليا سياسياً، واقتصادياً، واجتماعيا، ودينيا، وفكريا، يظل هاجس البحث عن القائد القادر على بث الثقة على نجاحة هو الهاجس الأكبر للمؤسسات بكافة أنواعها ومستوياتها، وأول وأخطر أدوار القائد هي أن يحدد نوعية الثقافة التي يرى أنها الثقافة التي تضمن له تحقيق النتائج كما يجب أن تكون. واستعرض أمين عام غرفة جدة عدنان مندورة تجربة بيت أصحاب الأعمال في القيادة الإستراتيجية والتغيير المؤسساتي.. حيث كشف عن الخطة التي وضعتها الغرفة لتغيير سلوك الموظفين بشكل إيجابي لمضاعفة إنتاجياتهم وقال في كلمته: استخدمنا أسلوباً شفافاً يقوم على مصارحة الموظف بأسباب التغيير وإطلاعه على الضروريات التي تجعل التغيير أمراً ملحاً، وذلك من خلال لقاءات مباشرة تشهد إخبار الموظفين بآخر المستجدات حتى يشعرون بالأمان، إضافة إلى الإجابة على كل تساؤلاتهم مع تشجيعهم على المبادرة نحو الاتجاه الجديد والاستعداد لحدوث التغيير. وشدد على أهمية مرحلة ما بعد التغيير.. وقال: تبرز أهمية بطاقة قياس الأداء المتوازن، وهو نظام تقييم الأداء المتبع والذي يهتم بترجمة استراتيجية الغرفة إلى أهداف محددة ومقاييس ومعايير مستهدفة ومبادرات للتحسين المستمر، وخلال الملاحظة المستمرة من المدير المباشر في الغالي يترتب على ذلك إصدار قرارات تتعلق بتطوير الموظف من خلال حضور برامج تدريبية أو قرارات تتعلق بترقيته أو نقله بعد التعرف على مدى مساهمته في تحقيق أهداف الغرفة الاستراتيجية ومدى ملاءمته للوظيفة التي يشغلها.