سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
منتدى الإدارة يستهل جلساته بالمطالبة بإحداث تغيير شامل في القطاعات الحكومية والخاصة انطلقت فعالياته أمس بمشاركة 32 خبيراً اقتصادياً ورعاية وزير التجارة
سيطرت الرغبة في إحداث تغيير شامل بالقطاعات الحكومية والخاصة على افتتاح منتدى الإدارة والأعمال الثالث الذي انطلقت فعالياته أمس الأول برعاية وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ومشاركة أكثر من 500 شخصية اقتصادية وإدارية بارزة من مختلف القطاعات، و32 خبيراً ومسئولاً يطرحون أفكارهم ورؤاهم عبر 7 جلسات علمية على مدار 3 أيام بجدة. وتنافست عدد من الشركات الوطنية العامة والخاصة ومراكز التدريب ودور الاستشارات والهيئات الرسمية والجمعيات العلمية والخيرية على تقديم آخر منتجاتها عبر المعرض المصاحب للمنتدى الذي تم تدشينه رسمياً في وجود كوكبة من المسئولين والاقتصاديين، في حين سعت الجلسة الأولى التي جرت عقب حفل الافتتاح مباشرة إلى الإجابة على العنوان الرئيسي للمنتدى (القيادة الاستراتيجية والتغيير المؤسسي في بيئة متغيرة)، حيث حفلت بعدد كبير من الأطروحات وأوراق العمل المهمة. ووفقاً لرئيس المنتدى الدكتور عبدالله الشدادي سيتصدى المنتدى لعدد من القضايا الحيوية المهمة بجرأة عبر 6 محاور رئيسية هي البعد الاستراتيجي للقيادة والتغيير المؤسسي، والتغيير المؤسسي في المنشآت الحكومية والأهلية، وإدارة الجودة الشاملة ومقاييس الأداء والتطوير المستمر، والمسئولية الاجتماعية كنهج استراتيجي يدعم العمل المؤسسي والقيادة الإستراتيجية، وإدارة المعرفة وتقنية المعلومات ودورها في تطوير القيادات، وتجارب القيادة الإستراتيجية والتغيير المؤسسي. من جهته طالب الدكتور عبدالله صادق دحلان رئيس مجلس أمناء كليات إدارة الأعمال الأهلية بجدة خلال الجلسة الأولى التي ترأسها أن عملية التغيير الإداري لا بد أن تبدأ من التعليم، مشيراً إلى أن الإحصاءات تقول أن 45% من سكان العالم العربي لا يقرؤون ولا يكتبون، وأن تراجع التعليم ساهم بوجود أزمة في التوظيف والإدارة، كما أن الكثيرون يؤكدون أن غياب التأهيل الجيد وراء عدم خلق وظائف جديدة في ظل زيادة عدد خريجي جامعاتنا ومدارسنا من التخصصات النظرية عن 80% وأغلبهم لا يحتاجهم سوق العمل، في حين أن أقل من 20% فقط خريجي تخصصات علمية الأمر الذي يعني أن هناك خلل في التعليم ساهم بدوره في خلق خلل في التوظيف والإدارة ومجالات عديدة أخرى". وطالب المختص في تطوير الشركات العائلية وإدارة الأزمات والتغيير والإستراتيجية الدكتور عبداللطيف خماخم في ورقة العمل التي قدمها في الجلسة ذاتها عن تكوين (قادة المستقبل) بضرورة تطوير الهياكل التنظيمية الموجودة حالياً، وإحداث هياكل جديدة مبنية على النظريات الحديثة للتنظيم التربوي والنظرة المستقبلية في تكوين الأجيال هياكل تتميز بالحركية الداخلية والخارجية البشرية والمادية، هيكلة بسيطة مبنية على (الإدارة التشريكية بالأهداف) تفوض فيها السلطة حسب مسؤولية كل مركز قرار، ويكون نظام التنسيق والمراقبة الحركية جيداً يمكن المحسوبية في أوانها ولا يعرقل عملها ولا يبطؤه، هيكلة قليلة التدرج والتسلسل الوظيفي يرجع أساسها في القرارات العلمية التربوية إلى الخلية الأساسية وهي القسم الأكاديمي، يؤخذ في تركيبها وقراراتها التحليل العلمي الموضوعي، والنظرة المستقبلية البعيدة والقريبة. بينما تطرق الدكتور محمد الطعامنة أستاذ الإدارة العامة بجامعة جدارا الأردنية إلى مسألة التغيير المؤسسي في القطاع الحكومي العربي، مبينا أن منظمات القرن 21 تعمل في ظل منافسة شرسة محلياً وعالمياً، وتتعامل مع تكنولوجيا متقدمة في عالم مضطرب مليء بالغموض، وتواجه وعياً عاماً من متلقي الخدمة ومن العاملين فيها، لهم تطلعات ورؤى مستجدة، منظمات لا بد أن تنظر للموارد البشرية بطريقة مختلفة، تؤمن بالمشاركة فعلاً وعملاً، لا تتحمل ممارسات الفساد والواسطة والمحسوبية ونهب المال العام، تؤمن بالحرية والمساواة والعدالة، قادرة على توفير الفرص الوظيفية لأفراد المجتمع، تسعى جاهدة للانطلاق والانتقال من الربيع العربي إلى الصيف العربي في ظل شيوع الثقة المتبادلة، والأمن، والاستقرار والمشاركة والحياة الأفضل. واستعرض أمين عام غرفة جدة عدنان مندورة تجربة بيت أصحاب الأعمال في القيادة الإستراتيجية والتغيير المؤسساتي، حيث كشف عن الخطة التي وضعتها الغرفة لتغيير سلوك الموظفين بشكل إيجابي لمضاعفة إنتاجياتهم وقال في كلمته "استخدمنا أسلوباً شفافاً يقوم على مصارحة الموظف بأسباب التغيير وإطلاعه على الضروريات التي تجعل التغيير أمراً ملحاً، وذلك من خلال لقاءات مباشرة تشهد إخبار الموظفين بآخر المستجدات حتى يشعرون بالأمان، إضافة إلى الإجابة على كل تساؤلاتهم مع تشجيعهم على المبادرة نحو الاتجاه الجديد والاستعداد لحدوث التغيير".