بكل آسى وأسف وحزن وألم، يبدو أن نبوءة الهالك الطاغية القذافي ، ونجله الدموي المعتقل سيف الإسلام ، غداة سقوط عرش (جماهيرية الزيف) أن ليبيا ستنقسم وتتشرذم وتتفتت ، تتحقق اليوم!. بوادر هذا التقسيم جاءت من دعوات صدرت عن جهات جهوية (مجلس برقة) التي تسعى لإعلان اقليم برقة (الممتد من حدود مصر في الشرق إلى سرت غرباً) فدرالية!. المؤكد أن هذه الخطوة طعنة في قلب انتفاضة ليبيا التي أزاحت الدكتاتور القذافي ، بل دفع باتجاه خيانة (الربيع العربي) وتمرد (ناعم) على انجازات ثورة 17 فبراير. على الرغم من عبارات التطمين التي يطلقها مؤسسو ومنظرو هذا المشروع (الخبيث) أن الفدرالية لا تعني التقسيم ولا الانفصال وإن الإعلان عن موعد الاستفتاء على الفدرالية هو أول قرار يتخذه مجلس برقة ، إلا أن هذه الدعوات المشبوهة التي تفوح منها رائحة (الأجنبي) والأجندة الخفية ، هي من يقف وراء هذا المشروع التقسيمي الخطير. الوحدة الوطنية خط أحمر ، والتنادي بالجهوية ورفع شعارات القبلية مرفوض ومدان بأشد العبارات ، وأي دعوات تنادي بالعودة إلى النظام الاتحادي الذي كان قديماً في عهد الملك الراحل إدريس السنوسي عام 1951م ، يجب أن يحاسب مرددوها بتهمة الخيانة العظمى في التفريط على وحدة التراب الليبي .. إن الدماء التي أُريقت لم تكن من أجل الفدرالية ، ومعالجة التركة الثقيلة التي ورثها الشعب من النظام الشمولي (المغبور) من ظلم وتهميش وهضم الحقوق ، والغاء المركزية ، وتقسيم عادل للثروة - (البرقاويون) يقولون إن منطقتهم تنتج البترول وهم محرومون من الخدمات ويعيشون فقراء .. كل هذه المظالم يجب أن تحل فوراً وعاجلاً .. تكفينا الدروس المريرة بتقسيم السودان ، وتفتيت العراق (اقليم كردستان العراق) ، و(صوملة) الصومال ، وإشكالية الصحراء الغربية ، وفي اليمن الذين يدعون إلى انفصال اليمن .. الجنوبي ، الجامعة العربية الآن مدعوة قبل فوات الأوان لحسم هذا التمرد (الناعم) على الشرعية ، والحكومة الانتقالية في ليبيا عليها أن تميت هذه (البدعة) السيئة ، وتقطع النبتة الشيطانية الخبيثة من جذورها قبل فوات الأوان. التجربة الديمقراطية الوليدة التي أنتجتها ثورات الربيع العربي ينبغي الا يعطلها البلطجية أو البلاطجة أزلام الأنظمة الاستبدادية.