في 17 يناير من العام الميلادي المنصرم 2011م فقدت الساحة الثقافية السعودية أديباً بارزاً وباحثاً محققاً أثرى المكتبة بعدد من المؤلفات القيمة في المجالات الأدبية والشعرية والإسلامية والجغرافية وكانت له اليد الطولى في دفع عجلة الثقافة في المنطقة الشرقية على وجه الخصوص، إنه الأديب عبدالرحمن بن عبدالكريم العبيِّد رئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي الأسبق الذي توفي على إثر أزمة قلبية فاجأته في مدينة الدمام عن عمر يناهز الثامنة والسبعين عاماً قدم خلالها جهوداً بارزة يشهد بها الجميع على الصعيدين الثقافي والاجتماعي فعلى الصعيد الثقافي والأدبي كان العبيِّد ممن أرسوا دعائم الصحافة في بلادنا لتوليه إدارة تحرير بعض الصحف المحتجبه كالاشعاع وأخبار الظهران والخليج العربي إضافة إلى أنه أحد المؤسسين لنادي المنطقة الشرقية الأدبي وتولى إدارته لمدة 16 عاماً حافلة بالإنجازات وأصبح خلالها النادي من أنشط نوادي بلادنا في تبني المناشط الثقافية ونشر الكتب الأدبية التي تحمل روح الأصالة والمعاصرة ورغم قصر عمر النادي في عهده إلا أنه نجح في استقطاب مثقفي وأدباء المنطقة على اختلاف مستوياتهم ورؤاهم لدماثة خلقه رحمه الله، وقربه من الجميع مما جعله نبراساً يحتذى به في حسن التعامل وصفاء الطوية. وفي المجال الاجتماعي أسهم العبيِّد في خدمة مجتمعه بأعمال تطوعية ظل يمارسها حتى وفاته رحمه الله منها عمله أميناً عاماً للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بالمنطقة الشرقية ومنها الدروس والمحاضرات الدعوية والإرشادية التي يقيمها في المساجد داخل مدينة الدمام وفي المحافظات القريبة منها، وظل هكذا لم يعقه مرضه أو تقدم سنه عن ذلك وقد تميزت محاضراته ودروسه بالتزامه بالمنهج الوسط الذي دعت إليه سماحة الاسلام الربانية ورغم كل ما ذكرنا عنه رحمه الله إلا أن مشاغله لم تثنه عن هوايته المحببة لديه ألا وهي القراءة والاطلاع والبحث وكان ثمرة ذلك أمد الساحة الأدبية بكتب قيمة ندكر منها على سبيل المثال لا الحصر :- 1- الموسوعة الجغرافية لشرق البلاد السعودية. 2- قبيلة العوازم. 3- الأدب في الخليج العربي. 4- الجبيل (سلسلة هذه بلادنا). 5- أصول المنهج الإسلامي. وديوانان شعريان هما (في موكب الفجر) و (يا أمة الحق). وقد نال رحمه الله ، شيئاً من التكريم خلال حياته منها اختياره مستشاراً ثقافياً بالهيئة الملكية للجبيل وينبع ومنحه العضوية الشرفية لجمعية التاريخ والآثار في كلية الآداب بجامعة الملك سعود إضافة إلى عضويته في رابطة الأدب الإسلامي ونيله عدداً من الميداليات والدروع وشهادات التقدير. رحم الله العبيِّد وجعل ما قدمه في ميزان حسناته وحري بإمارة المنطقة الشرقية الاحتفاء بهذا العلم البارز في مسيرة المنطقة الثقافية وتخليد اسمه ليكون قدورة للأجيال القادمة بإطلاق اسمه على إحدى مدارس المنطقة أو دور العلم الأخرى حفظاً للجميل وإبرازاً للجهود. كما يبقى الدور الأكبر على نادي الشرقية الأدبي في إعادة طباعة كتبه النافذة والاهتمام في تقديم المخطوط منها للطبع في أبها حلة تقديراً لدوره الريادي في خدمة النادي والثقافة ككل.