غيب الموت أمس رئيس أدبي الشرقية الأسبق عبد الرحمن العبيد عن عمر يناهز 78 عاما، رسم من خلالها ملامح الخط الثقافي في المنطقة الشرقية. وبرز اسم العبيد المولود في الجبيل عام 1933م، في وقت كانت التجاذبات الفكرية رائجة، فخرج بكتابه (الأدب في الخليج العربي) عام 1377ه كوثيقة ترصد واقع الثقافة في المنطقة من خلال أدبائها وشعرائها ومثقفيها الذين ساهموا في صناعة ودعم المشهد السعودي. العبيد اسم عرفته الساحة الثقافية في بلادنا في وقت مبكر وهو واحد ممن أسسوا للحركة الصحافية مع بداية ظهورها في المنطقة الشرقية، ومن أوائل الذين كتبوا عن الأدب في الخليج العربي، وعمل العبيد مديرا لتحرير جريدة أخبار الظهران، ومستشارا ثقافيا في الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية. رحلته الشعرية بدأت مع ديوانه «في موكب الفجر» و«يا أمة الحق»، بالإضافة إلى مجموعته الثالثة المخطوطة «فيض من الحب». ونهج العبيد مبدأ الوسطية في التعامل الثقافي وهو ذات المنهج الذي التزم به منذ تأسيس النادي الأدبي في المنطقة الشرقية الذي تولى رئاسته منذ عام 1410، حيث يقول في تصريح سابق ل«عكاظ» بعد أن قطع 15 عاما من عمر التأسيس، إن النادي منذ إنشائه بذل ما في وسعه في حدود إمكاناته المتاحة لينهض برسالته المنوطة به ويترجم أهدافه التي أختطها لنفسه إلى منجزات مشهودة على أرض الواقع، حيث حقق خلال 15 عاما منجزات تنوعت من أدبية وتربوية وعلمية وتاريخية وقصة ومسرح ورواية، وأضاف الراحل «أفضل ما قدمنا حوار بين الجيل الصاعد والجيل الرائد من الحداثة والأصالة وهذا ما نتواصل معه فنحن نقبل الإبداع ونرفض الابتداع». اهتم العبيد بالدراسات الأكاديمية والثقافية وصدر له «الموسوعة الجغرافية لشرق البلاد السعودية»، «الجبيل ماضيها وحاضرها»، «قبيلة العوازم أصولها ومجتمعها وديارها»، «أصول المنهج الإسلامي»، و«الأدب في الخليج العربي». وحظيت أعماله باهتمام النقاد، وكتب عنه كبار الأدباء أمثال محمد حسن عواد، حمد الجاسر، عبد القدوس الأنصاري، محمد بن سعد بن حسين، محمد عبد المنعم خفاجي، عبد الله الحامد، علي جواد الطاهر، ومحمد الصادق عفيفي، وغيرهم. نال عددا من الجوائز والدروع وشهادات التقدير، وكانت هذه المسيرة الحافلة بالعطاء قرابة نصف قرن من الجهد والنشاط الأدبي والعلمي.