جريدة البلاد الصادرة يوم الأربعاء (2) ربيع الأول 1433ه وفي عددها (30077) نشرت مقالاً بكائيا عنوانه (وجدت النبي ولم أجد المدينة للكاتب الصحفي سابقاً بجريدة المدنية ومعد احد برامج قناة روتانا حالياً -الأستاذ كمال عبدالقادر) نزف فيه مشاعره وذرف كل مدامعه وأظهر كل مواجعه حتى كدنا نسمع صدى بوحه الحزين يتسلل إلى أسماعنا من بين سطور المقال تأوها وتأسفاً على ما حل بمدينة سيدي رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وأزكى التسليم من تشويه معماري أحال لوحة جميلة روحانية تدخل الطمأنينة في قلوب الزائرين وتسر بجمالها الناظرين إلى مدينة ذات أكوام خرسانية صماء خالية من اللمسات الروحانية والانجذابية الإبداعية تغم البصائر وتدمي المشاعر وتبكي كل زائر قياساً لما كانت عليه سابقاً ذاتا تلك الأجيال التي عاصرت وشاهدت ثوبها القديم المعطر بعبق الماضي والتراث التاريخي الروحاني الأخاذ الذي لازال مطبوعاً في الأفئدة والوجدان مما حدا بأحد أبناء (المدينة) الكاتب المعروف (بكتاباته الرومانسية) رئيس تحرير جريدة البلاد الأستاذ (علي حسون) الذي تفاعل مع المقال وجاراه بمقال في زاويته المعروفة (من المحبرة) عبر جريدة البلاد بتاريخ (6) ربيع الأول 1433ه تحت عنوان (لقد فتحت جرحاً) أظهر فيه مدى حزنه المدقع مذرفاً دموعه متخيلاً أنها قد تلاشت ربوعه واطفئت شموعه مستحضراً من ذاكرته كيف أن تلك الأسواق الجميلة التي كانت تحيط بالحرم قد أزيلت وغابت عن العيون وهي التي كانت مطبوعة في الوجدان وألف منظرها الروحاني كل انسان حتى لم يعد أمامه إلا أن يردد ما قاله الشاعر الجاهلي (امرؤ القيس): (قفا نبكي لذكرى حبيب ومنزل) (بسقط اللوى بين الدخول وحومل) وبما أن (مكةالمكرمة) العزيزة على قلب كل مسلم لم تسلم هي الأخرى من هذه الهوجة المعمارية الخالية من الرونق الروحاني التي تعودنا جميعاً على رؤيتها ومعاصرتها فيما مضى من العصر الجميل حتى لم يبق لنا الآن إلا أن نبكي على تلك الأطلال المندثرة ونتمثل بأبيات (قيس بن الملوح). أمر على الديار ديار ليلي أقبل ذا الجدار وذا الجدارا حنين ربوعها يسرى بدمي كذاك حب من سكنوا الديارا مع الاعتذار للشاعر قيس بن الملوح في بعض التحريف للأبيات